الجمعة , مارس 29 2024
الرئيسية / اراء / استثمارات الظلام

استثمارات الظلام

حمدي دوبلة
-فيما مضى كنا نسخط ونلعن الكهرباء ومسئوليها اذا ما انقطع التيار لساعتين اوثلاث ساعات في اليوم والليلة والان هناك الكثيرون تراودهم الاحلام والاماني الى ان تعود الكهرباء العمومية ولو لساعتين فقط يوميا بل ان بعض الخبثاء علق على هذا الامر بالقول من “يسرج” لنا الكهرباء حتى ساعة في اليوم وسنسبح بحمده ونتغنى بانجازاته طويلا.

-ليس مانقوله من باب الحنين الى الماضي او الانشداد الى ماكانت عليه اوضاع البلد في العهد البائد ولكن الواقع الاليم الذي بات عليه واقع الكهرباء تحديدا قد ولًد قناعة لمعظم الناس بان مايواجهونه من تعنت وصلف “مستثمري الظلام”من اصحاب المولدات الخاصة في صنعاء وغيرها من المناطق المحرومة من خدمة الكهرباء العامة انما يندرج في اطار العقوبة الالهية جراء تكبُرهم وبطرهم على كهرباء الايام الخوالي.

-اصبحت الفواتير المبالغة في ارقامها اسبوعية بدل ان كانت شهرية وبمبالغ زهيدة جدا كما انها متظمنة الاشتراك الاسبوعي وياتي المحصل حاملا “مقص” الفصل واذا ماتاخرت قليلا في اعطائه المال يقطع التيار ويمضي بكبر وغرور ودون ان يلتفت اليك وانت تناديه كما اصبح المستفيدون يحرصون على استخدام التيار في الانارة فقط وبعض الاجهزة الضرورية التي لاغنى عنها ومع ذلك فان هذا الحرص لايحول ابدا دون دفع الكثير من المال نظير خدمة هزيلة وغير مثالية اذ ان كثير من تلك المولدات قديمة ومتهالكة وغالبا ماتتعرض للاعطال الفنية والانطفاءات المطولة التي بات المستفيدون يتقبلونها بروح رياضية وبلا تذمر او استياء من احد خوفا من ان يؤدي ذلك بالمستثمر الى حرمان المتذمرين من الطاقة وطردهم من هذا النعيم.

-هذه التعسفات التي يتعرض لها المواطنون على ايدي اصحاب الاستثمارات الخاصة بدون ان يكون لمسئولي لوزارة الكهرباءبحكومة الانقاذ الوطني اي دور واضح تبدا من وقت مبكر حيث يضع المستثمرون “الظلاميون” شروطا عسيرة امام كل راغب في الانظمام الى قافلة استثماراتهم ويحددون مبالغ ضخمة مقابل الاشتراك لاول مرة ويصل المبلغ المطلوب مثلا في الحديدة الى اكثر من خمسين الف ريال اما اذا قرر الناس هناك تشغيل المكيفات للتخفيف من وطاة الصيف اللاهب فانهم كما يقولون سيضطرون الى بيع منازلهم وممتلكاتهم لتسديد فواتير المستثمرون خلال بضعة اشهر.

-امام هذا الواقع المرير الذي تعيشه البلاد في مجال الكهرباء تبرز اسئلة كثيرة حول دور وزارة الكهرباء في تعزيز الرقابة على هذا الاستثمارالجديد؟وهل طاب للوزارة ان يظل هذا الوضع على ماهو عليه حتى انها لم تعد تكترث كثيرا لايجاد المعالجات والحلول المناسبة والعمل على تشغيل المحطات الكهربائية التابعة للدولة كمحطتي ذهبان وحزيز بصنعاء او محطة راس عيسى بالحديدة لتوفير احتياجات الناس من الطاقة ولو في الحدود الدنياوباسعار تجارية معقولة وبالتالي حمايتهم من جشع وابتزازات مستثمري الظلام ؟ ام ان لادور لهذه الجهة الحكومية المختصة الا الحصول على حصتها المقررة من تلك المولدات وليذهب الناس الى الحجيم؟!

عن اليمن الحر

شاهد أيضاً

ماذا جنينا من السلام مع إسرائيل؟!

المهندس. سليم البطاينة! ذات يوم سُئل الشاعر الفلسطيني (محمود درويش) عن اتفاقيات السلام العربية الاسرائيلية …