السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / أخبار / ما هي مصلحة مصر بعداء ايران وتنفيذ أجندة اسرائيل والخليج؟
Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2020-08-17 11:59:49Z | |

ما هي مصلحة مصر بعداء ايران وتنفيذ أجندة اسرائيل والخليج؟

مها هيكل*
كان لافِتًا العنوان الرئيسيّ الذي اختارته أكبر الصحف العبريّة (يديعوت أحرونوت) لاجتماع قمة أمس في شرم الشيخ والذي جمع قادة مصر والإمارات والكيان الإسرائيلي حيث أكّدت أنّها (قمّة تطويق وحصار إيران)، وذكرت وسائل إعلام إسرائيليّة، أن بينيت والسيسي والشيخ محمد بن زايد بحثوا في تقارير تفيد بأنّ إيران والدول الغربية اقتربوا من الاتفاق على إحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، وأنّ بينيت يُعارِض بشدة هذا الاتفاق بين عدوّة إسرائيل اللدودة، والقوى العظمى، ويبدو أن أهمية موضوع القمة جعل رئيس حكومة الاحتلال يقضى ليلته في مصر، وهي المرّة الأولى التي يبيت فيها رئيس حكومة صهيوني على أرض مصرية منذ أكثر من 20 عامًا.
كل هذا التركيز على ايران يكشف حجم الرعب الذي يعيشه الاسرائيليون من تعاظم القوة والنفوذ الايراني فقد طرح نفتالي بينيت على اللقاء الثلاثي بحسب اغلب الصحافة الاسرائيلية التعاون الإقليمي ضدّ إيران وبشكل خاص كل ما يتعلق بالطائرات المُسيّرة والصواريخ الباليستية، ومن المؤسف أن بينت هذا الذي يحتفي به السيسي وبن زايد، قال في جلسة للحكومة الصهيونية في مارس 2013: ما المشكلة في قتل العرب، لقد قتلت الكثير منهم!! وهو المتحمس لضم الضفة ويرفض مجرد استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، وأسأل هنا: ألا يدل هذا على تشجيع السيسي وبن زايد للتطرف والإرهاب الصهيوني؟
من المعيب حقا أن يأتي المحتل المجرم الصهيوني كي يناقش أمنه في أكبر بلد عربي تنتظر منه شعوب العرب والشعب الفلسطيني خاصة ان يكون الحامي والظهير، فصدق أو لا تصدق فإحدى المسائل التي طرحها بينيت خلال الاجتماعات في شرم الشيخ كانت الخشية من تصعيد أمني في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال شهر رمضان الذي يتزامن في جزء منه مع عيد الفصح اليهودي، قائلا ان وراء الهجمات المنفردة استراتيجية ايرانية بالتعاون مع حزب الله لتوجيه الشباب الفلسطيني لمقاومة اسرائيل بكل الوسائل المتاحة، محاولا تهويل تدخل خارجي وطالبا مساعدة عربية لاحتواء ذلك! كما طلب دعما لممارسة مزيد من الضغوط على الادارة الامريكية التي باتت مرنة بشكل اكبر مع المطالب الايرانية حول الملف النووي الإيراني، ونية واشنطن رفع الحرس الثوري الإيراني من قوائم الإرهاب، فاذا كانت إيران تمثل التهديد الأول لإسرائيل حاليا وفقا لتقارير الأجهزة الإسرائيلية، وهو تخوف تتشاركه معها السعودية والامارات، وفي ظل احتمال شطب الحرس من قائمة الإرهاب الأميركية، فستتقارب الدول الثلاث للتصدي لإيران، نفهم ذلك لكن هل من الحكمة أن تقحم مصر نفسها في مشاريع اسرائيل والاخرين، وتبدل العدو من الكيان الصهيوني على حدودها الذي لا زال يمنعها من الانتشار المسلح في سيناء كما دمر صناعة الغاز المصرية ثم يتوجه السيسي لمعاداة ايران واعتبار خطرها كتهديد ذي أولوية ؟؟ فما مصلحة مصر في إحباط التوصل للاتفاق النووي ؟ أم أنه التوظيف الأعمى لأم الدنيا في معارك الآخرين الصغيرة.
نذكر كذلك أن بينت الذي احتفى به السيسي وبن زايد امس هو الذي اطلق ايدي قطعان المستوطنين ليعيثوا فسادا وعربدة ضد الفلسطينيين في النقب المحتل، وصولا الى العملية الجريئة التي ادت لمقتل اربعة مستوطنين صهاينة في بئر السبع بينما يختمون بيان قمتهم بتعزية بينت والشعبالاسرائيلي ويدينوا دفاع الفلسطيني المظلوم عن نفسه وردا على هذه الهمجية الصهيونية.
واذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بينت وبن زايد قلقون من الصواريخ والمسيرات الإيرانية لكن هل تؤثر أسلحة إيران على مصر؟ وما علاقة الأمر بالأمن القومي المصري؟ إلى أي حضيض يهبطون بمصر ودورها؟.
اللقاء يعكس رعونة وتيه، فما الذي تبحث عنه الإمارات ومصر عند إسرائيل التي خانت كل من حالفها: شاه إيران وأكراد العراق وموارنة لبنان، وتخلت عن أوكرانيا. ما قيمة هذا اللقاء لمصر التي يتعاون بينت وبن زايد مع أثيوبيا في بناء سد النهضة التي يعد أخطر التهديدات على أمن مصر القومي.
*كاتبة وناشطة مصرية ضد التطبيع

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …