الجمعة , مارس 29 2024
الرئيسية / اراء / بايدن: إقرار “منمق” بالفشل في العراق

بايدن: إقرار “منمق” بالفشل في العراق

هيثم مناع*
بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003 أعلن الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش حالة الطوارئ الوطنية في العراق لمدة عام كامل. رحل بوش عن السلطة، ورحل البريطاني ثم الأمريكي، ومازالت حالة الطوارئ تمدد عاما بعد عام، ومنذ إعلان التحالف الدولي لمحاربة داعش، صار التوقيع على التمديد يشمل العراق وسوريا. وبالأمس، وفي وقت طلب فيه من الكونغرس، مساعدة بثلاثين مليار دولار لأوكرانيا، وقع الرئيس الأمريكي تمديدا لحالة الطوارئ الوطنية في سوريا والعراق، كونها تنتهي على الورق، في 22 مايو/أيار 2022.
وقد جاء في الرسالة التي بعث بها لرئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، العائدة من كييف، ونائبته كامالا هاريس جاء فيها: “إن العقبات التي تعترض إعادة الإعمار المنظم للعراق واستعادة السلام والأمن في البلاد والحفاظ عليهما، وتطوير المؤسسات السياسية والاقتصادية هناك لا تزال تشكل تهديدا غير مألوف وغير عادي للأمن القومي الأمريكي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة”.
في بعثة تحقيق قمت بها للعراق بعد الاحتلال، بدأت تقريري بالقول: “خلقت قوات الاحتلال الامريكو-بريطانية كل الظروف الموضوعية للخراب والفوضى”. احتج مساعد بريمر على التقرير واعتبره “مسيسا ومتحيزا”. اليوم، بعد 19 عاما على احتلال العراق وإعلان حالة الطوارئ الوطنية، يقرّ الرئيس الأمريكي بفشل كل الإدارات الأمريكية، جمهورية وديمقراطية، بمختلف أشكال تدخلها، في بناء ما هدمت، أو تطوير مؤسسات سياسية واقتصادية جديرة بالتسمية، ناهيكم عن استعادة السلام والأمن في البلاد.
بعد الإنسحاب الذليل من أفغانستان، دون إعلام حتى رفاق السلاح من حلف الناتو، يأتي هذا القرار محاولة يائسة للقول أن “الحرب على الإرهاب” ما زالت تشغل بال الإدارة الأمريكية، وإن عولمة حالة الطوارئ ما زالت على بساط القرارات الأمريكية…
في عقدين من الزمن، شاركت الولايات المتحدة الأمريكية دولا عديدة في المنطقة في عملية احتضار “الرافدين”.. لم تعد حضارات ميزوبوتاميا رمزا للماء والقمح والعطاء، بنت إدارة بريمر دويلات محاصصة ومنظومات فساد، وحطمت فرص التنمية الزراعية والصناعية والبيئية. وزرعت حقا كل ما يعزز ردود الفعل المتطرفة واللا عقلانية. لم يكن في المشروع الأمريكي المكتوب والموثق، ما يمكن أن يفتح الباب لدولة ناجحة وإدارة رشيدة ومواطنة كريمة.
لخص عراقي لجأ إلى سوريا ثم إلى كردستان العراق ثم إلى أوربة، فضائل الولايات المتحدة الأمريكية على العراق بالقول: “يا سفرجلة شنو نتذكر منك، كل عضة بغصة”.
*كاتب سوري

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

ماذا جنينا من السلام مع إسرائيل؟!

المهندس. سليم البطاينة! ذات يوم سُئل الشاعر الفلسطيني (محمود درويش) عن اتفاقيات السلام العربية الاسرائيلية …