مطهر تقي
في نطاق الصراع الإقليمي بين إيران والسعودية وتزعم إيران محور المقاومة ضد امريكا وإسرائيل وتزعم السعودية محور مناهضة المد الشيعي الاثنى عشري وتحالفها مع الإمارات التي همها الرئيسي القضاء على النشاط الإخواني في اليمن وغيرها من البلدان العربية تتضح معالم طبيعة ذلك الصراع وإستراتيجية كل من إيران والسعودية والإمارات نحو اليمن فنجد صدق ووفاء إيران نحو أنصار الله وكذب ومماطلة وخذلان السعوديين والإماراتيين على الشرعية ويتجلى ذلك في الموقف العسكري والسياسي لأنصار الله فالقوة العسكرية لهم واضحة خصوصا بعد العروض العسكرية بمختلف المناطق العسكرية وآخر ذلك العرض العسكري الاستثنائي عددا وعدة في المنطقة العسكرية الخامسة(الحديدة)وسياسيا في الموقف التفاوضي لأنصار الله مع امريكا والامم المتحدة واحتساب نقاط التفاوض لصالح الأنصار فالقوة العسكرية عادة تدعم الموقف السياسي…. والواضح في العلاقة بين إيران وأنصار الله انها علاقة صدق ووفاء واحترام للمبادئ المشتركة بينهما فلم تحاول إيران أن تحجم قوة أنصار الله او تتدخل في قرار قيادته او تعتقل بعض قياداته او تساعد على خلق كيانات متصارعة في مكونة (كما تصنع كل من الإمارات والسعودية) فالعلاقة بينهما علاقة احترام الحليف بحليفه وخصوصا وقيادة أنصار الله تحترم نفسها وتعرف ماذا تريد وكيف تنفذ إرادتها السياسية والفكرية وقد حاولت قيادة أنصار الله وخصوصا من بعد عام 2016 أن تستغل لصالحها ضعف الشرعية المتمثل في تفكك قيادتها وضعف أدائها بصورة عامة وتقوي بالمقابل صفوفها وتعزز من قدرتها العسكرية مسخرة كل الإمكانات التي تتمكن من توفيرها بمختلف الطرق والوسائل وإيران بجانبها تقوم بتقديم الدعم السخي اقتصاديا وعسكرية المتمثل بالدعم الكبير من خلال المساعدات البترولية المجانية الكبيرة وكذلك تهريب الأسلحة رغما عن الحصار عبر شبكة معقدة كذلك قيامها إرسال خبرائها في الصناعات العسكرية لمساعدة خبرات التصنيع الحربي لأنصار الله حتى تم لهم من تحقيق صناعة عسكرية قوية خصوصا في مجال الصواريخ البلاستية بكل أنواعها او مجال الطائرات المسيرة التي خلقت توازن رعب مع السعودية والإمارات قلبت موازين الصراع العسكري لصالح أنصار الله أمام ذهول وحيرة سعودية أماراتية كل ذلك دون من أو تفاخر بفضل إيران على أنصار الله كما هي عادة السعودية والإمارات التي تعودتا المن المبالغ فيه على الشرعية حتى في تقديم السلال الغذائية لدرجة الإهانة والملاحظ أن الحب الكبير الإماراتي والسعودي حين يزيد عن حده تقوم طائراتهم بقصف قوات الشرعية كلما خرجت عن خط الطاعة للقيادة العسكرية السعودية الإماراتية التي لاتأمن اصلا قوات الشرعية على الأسلحة المتقدمة من آليات ومدافع وصواريخ فكلها تحت قيادتها وعلى ايدي قواتها ولا ننسى كذلك خذلان السعودية والإمارات للشرعية ابتداء بسجن رئيسها السابق هادي في قصر فخيم في العاصمة الرياض يأكل ويشرب وينفذ التوجيهات وحين خلصت مهمته أرغم على التنازل يوم وفاته السياسية منتصف ليلة مؤتمر تجمع الرياض حيث استبدل برئيس وسبعة نواب لمكون سمي بمجلس القيادة الرئاسي يجمع شتات الشرعية المتناقضة والمتخاصمة فيما بينها نتيجة تفنن السعودية والإمارات طيلة قرابة سبع سنوات في صنع ذلك التناحر والخصومة وافراغ الفاعلية العسكرية والسياسية ليكون ذلك الشتات أداة بعضه يخدم اجندات السعودية والآخر يخدم أجندات الإمارات وهي خيارات تلتقي مع هدف واحد وهو تمزيق اليمن إلى أكثر من شطرين واستمرار الصراع اليمني اليمني حتى تنتهي قوى تلك المكونات مع خصومها واعدائها أنصار الله والقوى المتحالفة معها ويصبح اليمن ولزمن طويل تحت هيمنة وسيطرة أولاد واحفاد آل سلمان وآل زايد
وما حدث مؤخرا من سيطرة الانتقالي على شبوة ثم ابين والمحاولات الجارية للسيطرة كذلك على حضرموت والمهرة يؤكد استمرار خذلان الإمارات والسعودية لمجلس القيادة الرآسي الذي لم يجد رئيس مجلس القيادة الرآسي بدا من التوجه نحو ابو ظبي للبحث عن حل يكبح جموح الانتقالي وحين فشل كما يبدو ذهب نحو الرياض ليشكوا الانتقالي والإمارات ولازال حتى التاريخ ينتظر حل من ابن سلمان او من أخيه خالد ويبدو أن لم يعد أمام مجلس القيادة الرآسي وقد وصل حالهم إلى ما وصل إليه من توتر وسوء حال إلا أن يصر الرئيس ومن يتضامن معه على حل سياسي مشرف وهو وضع حد لحياتهم السياسية المرتهنة للسعودية والإمارات أما بأحترام السعودية والإمارات للإرادة السياسية اليمنية بإيجاد حل سياسي شامل وعادل بين اليمنيين والحفاظ على مابقي من كرامتهم او يسجلو موقفا وطنيا مع السعوديين والإماراتيين بتقديم استقالتهم ولو أدى ذلك لاعتقالهم جميعا فبأيديهم وإيرادتهم اشرف أن تكون نهايتهم بيد عمر السعودي او زيد الإماراتي والله ناصر اليمن وجامع شتات أبنائه لما فيه السلام ووقف الحرب الظالمة وتغليب الحكمة والأرادة اليمنية على اي إرادة خارجية
2022/9/9