السبت , ديسمبر 7 2024
الرئيسية / اراء / ايران..رب ضارة نافعة!

ايران..رب ضارة نافعة!

بسام أبو شريف*
ما جرى في ايران كشف احدى المؤامرات الكبيرة التي كان بايدن يراهن عليها كاسلوب جديد قديم في الضغط على القيادة الإيرانية ،
أعلنت الولايات المتحدة اكثر من مرة ان الإجابات الإيرانية على الصيغة النهائية التي قدمت لم تكن إيجابية .
ومن الجدير بالذكر ان الإجابات الإيرانية لم تتضمن اية اشتراطات سوى قضية واحدة هي ان العودة للاتفاق النووي يجب ان تعني العودة الى ما كانت عليه الأمور من حيث الاتفاق السابق أي ان كافة القضايا التي اثارتها إسرائيل والتي جعلت من الوصول لاتفاق قضية معقدة نتيجة لخضوع الإدارة الامريكية لاملاءات الصهيونية ونتيجة لكون رئيس الهيئة المشرفة على الطاقة الذرية وعلى مجلس الأمناء لهيئة الطاقة الذرية يخضع أيضا لاملاءات إسرائيل هذا الذي سبب وصول الأمور الى الطريق المسدود فرئيس الهيئة المشرفة على الطاقة الذرية ورئيس مجلس الأمناء يعلم تمام العلم ان إسرائيل لم توقع على اتفاق الحد من الأسلحة النووية وانتشارها كذلك يعلم ان مفاعلات إسرائيل ومخزونها من القنابل النووية لم يخضع في أي لحظة من لحظاته لرقابة الهيئة التي يشرف عليها والتي من المفترض ان تشرف على كافة النشاطات النووية في العالم اذن هذا المقياس الذي يتعامل به رئيس مجلس الأمناء والمدير التنفيذي للهيئة المشرفة على الطاقة والمفاعلات النووية في العالم إسرائيل من القاعدة الملزمة لدول العالم وهيئاتها التي تتعاطى مع المفاعلات النووية وإنتاج تلك المفاعلات ، رغم ذلك يأخذ هذا الرجل الذي يخضع أيضا لاملاءات من واشنطن يخضع لمقاييس مختلفة بالنسبة لإسرائيل بينما يحاول تطبيق مقاييس أخرى على دول أخرى وسببها الرئيسي الموقف الذي تتخذه القيادة الإيرانية من إسرائيل ومن القضية الفلسطينية لا بل ذهبت ايران الى ابعد من ذلك اذ أبدت استعدادا لتطبيق مبدأ خلو الشرق الأوسط من الأسلحة النووية هذا الامر عارضته إسرائيل ولم يثر او يشير حاكم الطاقة النووية والذرية في فيينا اليه اطلاقا بل غض النظر عنه واعتبره غير موجود كذلك الامر فعلت الإدارة الامريكية.
ماذا طلبت ايران في آخر رد لها طلبت ايران ان تضمن ان الاتفاق الذي سيوقع لن تنسحب منه الولايات المتحدة لعدم وجود ثقة في قرارات الإدارة الامريكية وتوقيعها والسبب واضح فقد انسحب ترامب من الاتفاق دون ان يستشير حتى حلفائه الأوروبيين وأوقع على ايران عقوبات ظالمة جعلها محاصرة لسنوات قصد منها تجويع الشعب الإيراني وقصد منها منع الشعب الإيراني من الحصول على الدواء والأجهزة اللازمة لمحاربة الكورونا كذلك الامر بالنسبة لكل ما تستورده ايران من دول العالم من أمور يحتاجها الشعب الإيراني حصار ظالم وإجراءات اكثر ظلما ضد شعب يناضل من اجل رفعة شان الشعب وتطويره صناعيا وزراعيا وعلميا مما كان من المفترض ان يثلج صدور الذين يريدون للشعوب ان تعيش حياة افضل وان تتقدم بشكل اكبر نحو اكتفائها ذاتيا غذائيا ودوائيا وصناعيا ، واختصرت ايران في ردها الأخير على مطالبة اغلاق ما يسمى ملفات ايران فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم لقد ادعت إسرائيل وأبلغت ذلك العميل الذي يقود الهيئة العالمية للاشراف على الطاقة الذرية ابلغته ان ايران خصبت باماكن لم تفصح عنها يورانيوم بدرجات اعلى مما يجب وهذا يشكل خطرا على مخزون ايران من اليورانيوم المخصب بدرجات عالية مما يجعلها اقرب لصنع القنبلة النووية المحرمة وقرر الصهيوني الذي يتحكم بامور الهيئة الدولية للطاقة الذرية قرر فتح تحقيق حول هذا الامر دون ان يستشير ايران او ان يحاول من خلال كمراته او من خلال زيارات وفوده لإيران التحقق من هذا الامر.
واصرت ايران على اغلاق الملف لانها رأت بوضوح ان ترك هذا الامر مفتوحا هو فتح باب لن يغلق من اجل التدخل الإسرائيلي باستمرار في شئون ايران وشئون انتاج اليورانيوم المخصب الذي يستخدم في الأمور السلمية والذي يستخدم كمصدر للطاقة الكهربائية لتشغيل المصانع والذي يستخدم في الأغراض السلمية الطبية وغيرها يجعل من ذلك عرضة للتوقف بين الحين والآخر ويجعل الباب مفتوحا لاثارة مشاكل قد تولد عقوبات ايران في غنى عنها ولا تريدها بل تريد اتفاقا مستديما مستقرا لا تشوبه شائبة ولا تسمح بتدخلات غير مفيدة لهيئة الطاقة الذرية بين الحين والآخر بناء على نكز إسرائيل او نكز البيت الأبيض، وعندما رفضت ايران رفضا قاطعا التوقيع على اتفاقية لا تتضمن الغاء ذلك الملف واغلاقه سمعنا جميعا ما قاله بايدن لقد قال بايدن وصلنا الى طريق مسدود وسنبدأ باستخدام وسائل أخرى للضغط على ايران.
وسائل أخرى!
وما ان بدأت الجمعية العامة للأمم المتحدة اجتماعاتها والتي حضرها الرئيس الإيراني رئيسي حتى بدأت العمليات الإرهابية والاختراقات والتسلل وارسال السلاح الى داخل ايران ومن قواعد كنا قد اشرنا لها اكثر من مرة في مقالاتنا ونبهنا اكثر من مرة الى وجودها في كردستان العراق على الحدود الإيرانية وانها تحت حماية القواعد الامريكية التي انتقلت من اماكنها السابقة الى كردستان العراق في مواجهة الحدود الإيرانية العراقية لتحمي قواعد المتسللين والمرتزقة والمعارضين الذين يعادون الثورة الإسلامية ويريدون تغيير النظام.
كذلك فعلت إسرائيل اذ فعلت بعضا من شبكاتها التجسسية والتخريبية داخل ايران ومعظم أعضاء هذه الشبكات إيرانيون باعوا الوطن لقاء حفنة من دولارات فاعطى بايدن الإشارة لبدء كل هذه التحركات في لحظة كان رئيسي يلقي فيها كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة ويتحدث فيها عن استخدام الغرب لمقياسين في التعامل مع الأمور وعن كذب الجهات الغربية فيما يتعلق بالمباحثات وعن العدالة في العالم وعن ضرورة ان لا يكون هنالك عالم تحكمه إرادة قوة واحدة تريد الهيمنة على الشعوب وثرواتها وتحدث عن عدالة يجب ان تلغي الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني وهذا هو بيت القصيد لإسرائيل فقد اعلن رئيسي مواقف ايران بكل صراحة ووضوح من على منبر الأمم المتحدة مما اثار غضب الولايات المتحدة وغضب إسرائيل التي هددت وتهدد في كل لحظة بتدمير المفاعلات النووية الإيرانية وبتوجيه ضربات قاصمة لإيران وللجمهورية الإسلامية ، امر بايدن وامرت إسرائيل مجموعاتها للتحرك بما يشبه انتفاضة شعبية ضد النظام في ايران لخلق اهتزاز وزلزال قد يؤثر على النظام الثوري الإسلامي في ايران او قد يخلخل الأسس التي ارستها الثورة الإيرانية ووحدت فيها جهود الشعب الإيراني باتجاه قضاياه العادلة وقضايا الشعوب العادلة وقضايا المظلومين في العالم ، وتحركت المجموعات.
وبالمناسبة لا بد هنا من الإشارة الى المعلومات المتوفرة والتي تقول ان إسرائيل لم تحرك شبكاتها كلها بل حركت جزءا منها تستطيع ان تتحمل اعتقاله او القاء القبض عليه لانه لا يمتلك معلمات عن المجموعات الإرهابية الأخرى التي ما زالت نائمة في ايران تنتظر الأوامر لشن عملياتها الإرهابية التي ستكون على شكل اغتيالات لمسئولين ولضباط الحرس الثوري ولضباط الجيش الإيراني بهدف خلخلة اوصال النظام واشعار الشعب الإيراني بان هذا النظام نظام ضعيف وان الشعب لا يريده ، ستلجأ إسرائيل والولايات المتحدة الى هذا المستوى الثاني في المرحلة الثانية من تآمرها على الثورة الإيرانية وهذا يلقي مسئولية كبيرة على القيادة الإيرانية التي عليها ان تحسن من فعالية ونجاعة عمل وزارة الداخلية والمخابرات الإيرانية وان تفتح عيون كل حرس الثورة على تلك المجموعات التي تقبض الأموال وتبيع الأوطان.
اذن هذه هي بداية حرب الولايات المتحدة على ايران ومن المنتظر ان تقوم الولايات المتحدة باتخاذ خطوات أخرى اذ ان المعرفة والخبرة بما تفكر به الإدارة الامريكية وكيف تفكر تقودنا الى القول بان هذه السلسلة سوف تستمر ومحاولات أمريكا سوف تستمر وسوف تتصاعد من حيث نوعية العمل المعادي لإيران وهذا يتطلب حماية خاصة لكل المؤسسات الحساسة في ايران وللقيادة الإيرانية ولكبار الضباط ولمواقع الحرس الثوري ولمواقع الجيش ولمصانع السلاح كلها تحتاج الى عيون مفتوحة ليل نهار اذ لا مجال لاغماض العين لحظة واحدة على تلك المؤامرات التي خططت لها الولايات المتحدة وإسرائيل وبدأ بتنفيذها.
ان بداية تنفيذ ما قاله بايدن وسماه وسائل أخرى يعني انها ستستمر باشكال مختلفة ولكن بنفس الأهداف ضرب الثورة الإيرانية.
ومما يزيد من المخاطر ان معرفة الولايات المتحدة معرفة تامة بالمدى المتطور الذي وصلت اليه الصناعة العسكرية الإيرانية وكذلك معرفتها معرفة كاملة بمدى التطور في علاقات ايران التجارية والاقتصادية وماذا تعني الاتفاقيات الاستراتيجية مع روسيا والصين وماذا يعني انضمامها الى مجموعة شنغهاي وماذا تعني قمة أوزبكستان قمة سمرقند التي اتخذت قرارات استراتيجية تجعل من العقوبات المفروضة على روسيا وايران هباء منثورا في الهواء .
ان المظاهرات المليونية التي عمت وتعم ايران هذه الأيام هو جزء من الرد على المخطط الأميركي لكنه لا يكفي المهم هنا العمل الجاد على الأرض من اجل كشف تلك الخلايا الإرهابية والشبكات التجسسية التي وصلت الى مواصل كبيرة في ايران وعلى المسئولين الإيرانيين ان لا يحسنوا الظن طوال الوقت بل عليهم ان يبحثوا وان يتابعوا وان يستخلصوا ممن اعتقل معلومات كافية حول تلك الشبكات لاعتقالها قبل ان تقوم بعملياتها الإرهابية التخريبية ، هذا هو ما يتوقعه الشعب الإيراني وهذا هو ما يتوقعه كل المقاومين الذين يؤيدون الثورة الإيرانية ويدعمونها ويقفون الى جانبها حفاظا عليها وعلى المباديء التي رفعتها وهي مبادئ رفع الظلم عن المظلومين في العالم اجمع .
*كاتب وسياسي فلسطيني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

الخريف الثاني..!

محمد يعقوبي* التمردات المسلحة داخل الأوطان عبر التاريخ، لا تجلب الا الخراب والدمار والمزيد من …