السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / اراء / الفلسطينيون يربّون أطفالهم على الكرامة وليس القتل

الفلسطينيون يربّون أطفالهم على الكرامة وليس القتل

خالد شحام*
في سفر أخبار الأيام وعقب الاجتماع المغلق الذي عقدته القيادة السياسية – الأمنية في فلسطين المحتلة لبحث آلية الرد المناسب على العمليات الفدائية توصل فريق المهرجين القتلة مع فريق مصاصي الدماء إلى التفسير المقنع الذي ابتلعوه ثم أخرجوه على شكل قرارات تتضمن حزمة الرد السريع – والقاسي – والدقيق حسب زعم كبيرهم الذي علمهم شهية الدم الفلسطيني السيد بيبي ابن تسيون ابن نتانياهو .
الاستنتاجات العبقرية المغلفة بالضلال على الذات التي توصل إليها هؤلاء تقضي بأن هنالك سببان مقنعان وراء مثل هذا ( الإرهاب ) الفلسطيني ، السبب الأول هو تدفق كثيف من الأسلحة إلى منطقة الضفة الغربية وهذا التدفق يأتي من دول الجوار وتتصدر سوريا رأس القائمة ، السبب الثاني حسب ابداعات فريق ( الكابينت ) هو حملات التحريض الهائلة وغير المسبوقة ضد الكيان وجنوده ومستوطنيه الأبرياء وتتزعم هذه الحملات وفقا لرؤيتهم جماعات غزة المقاتلة بالتحديد ( ومن هنا فالضربة القادمة على غزة واقعة لا محالة ) ووفقا لهذه التحليلات خرج علينا الناطق بإسم السيد بيبي ليقول بأن الفلسطينين يربون أطفالهم ليصبحوا قتلة !
هل تعرفون لماذا نعيش في مرحلة العجائب ؟ الجواب البسيط هو لأن حجارة الشطرنج الكونية تترتب تلقائيا وفقا للمكانة الصحيحة والذروة الصحيحة حتى يقتنع البشر بما سيأتي ويفهم كل هذا العالم الفلسفة الحكيمة من إيقاع أشد العقاب وأشد العذاب بهؤلاء وأمثالهم ، يجب أن يتعالى هؤلاء لأقصى حدود العلو المذكور في الذِكر ويُظهِروا أوسخ وأحَطّ ما فيهم كي يفهم العالم لماذا أٌقدم هتلر على فعلته معهم ولماذا تم وضعهم ذات تاريخ خلف أسوار الجيتو الذي يريدون وضع العالم خلفه الان ، يجب أن يرى العالم المعمى على عينيه حقيقة الديانة والمعتقدات وانواع أحكامهم ومنطقهم ورؤيتهم للبشرية عبر سلسلة طويلة من السنوات التي تتجلى اليوم في الاستعلاء الكبير والأخير.
في سفر الارهاب وضمن نفس السياق التلقائي لحبك عناصر النهاية يصرح السيد ايتمار بن زفير ( وزير الأمن القومي ) بأنه سيقعد كل (إرهابي ) على الكرسي الكهربائي ! وذلك بعد ان أمر جنده من الموتى بقتل بعض الفلسطينين هنا وهناك لأي عذر كان كنوع من إثبات وجهة النظر .
تريد ان تُقعِد خيري علقم على الكرسي الكهربائي يا سيد ايتمار ؟ هل عرفتم الان لماذا نعيش زمن الخواتم وتقترب النيازك من إكمال مهمتها المقدسة ؟ ؟ أعتذر عن الإجابة لك لأنك أصغر شانا من أن يحدثك الشهداء ، لو كان مقدرا لخيري وعدي ورعد أن يعودوا لرجعوا لك ليقعدوك على كرسي لا قِبل لك به ولكننا جميعا نطمأنك أنت وكل عصاباتك بأن مقعدك الصحيح محجوز على يد السلسلة الطويلة من شباب فلسطين وفي الخاتمة لك مقعدك المفصل من النار !
وفي صفحة من سفر الالام يطل علينا بلينكن الثعبان مع الرئيس الفرحان ليمنح الشعب الفلسطيني الغفران وعلى الشهداء الأمان ويزيد في الملايين داخل الهميان ، لا يمكن سيادة الرئيس أن نقبل بهذه الإهانة لأن التنور قد فار وسبقتك النذر وإمتلأت عيون الليل بالغضب وأرسلت الرسائل إلى ملائكة العذاب ! هل عرفتم لماذا نعيش زمن العجائب ؟ لأن احدهم يحاول رشوة الزيتون ببعض الهامبرجر !
واما من سفر الخروج فيطل علينا وزير الأمن يواف غالانت ليقول بأن المكان النهائي لـ(الإرهابي ) هو إما المحكمة أو القبر ! هل من المعقول يا سيد يواف بأنك عرفت مكانك الصحيح في النهاية ؟
هل عرفتم لماذا نعيش زمن العجائب ؟ ولماذا يتحرك الزمان في عصرنا على هيئة أقواس وليس بخطوط مستقيمة ؟ الجواب يا سادة لأن الكون يمارس خطة محكمة مرسومة سلفا تقضي بأن يتجمع كل الشر في أرض واحدة ، يحتلها ، يغتصبها ، يقتل أهلها ، يسرق خيراتها ، يحبس نساءها ويعتقل رجالها ويعربد ويفصل كيف يشاء ويرسم العالم من حوله كما يشاء ظلما وعدوانا وكفرا وتجبرا ثم يأتيه العذاب من حيث لا يحتسب من القواعد ومن السقف ثم ينهار عليه.
ومن مراثي أرميا يحكي الزمان حكاية واحدة إلى آل اسرائيل ، حكاية النهاية قبل أن تبدأ البداية ، هذه الأرض يرثها عبادي الصالحون ولا يبقى إلا ما ينفع الأرض والناس والدواب ، لقد طال عليكم الأمد وقست قلوبكم وتطاول شركم وتعالت خطاياكم حتى بلغ السيل زبدا ولم تعد الأسفار تصلح لتهدي قلوبكم التي ماتت منذ علا صوت المعذبين .
يقول علم النفس الخاص بالطغاة والمجرمين بأن هؤلاء بعد شوط معين من رحلة الدم وشهية القتل تتحور القشرة الروحية في داخلهم لتخنق الروح الآدمية المسالمة المقيمة في الباطن و تغلفها وتسجنها نحو الظلام وعند ذلك تتحور قناعتاهم لتصبح في اتجاه واحد لا يرون غيره وينظرون إلى أنفسهم وأفكارهم واستنتاجاتهم على أنها الإطار النظري لخلاص البشرية وتحقيق العظمة المطلقة ! هذا ما يسمى في الفهم العربي بالقلوب المغلفة او القلوب التي لا تعقل ولا تسمع.
في ختام هذه الاحتفالية السفرية سوف أذهب بكم إلى سفرآلبرت اينشتاين الذي قال ذات يوم في واحدة من تجليات العظمة الفيزيائية بأن الطاقة التي يمكن لجسم مادي أن ينتجها = كتلة الجسم × مربع سرعة الضوء !
هذه الحقيقة الكونية الصادمة تعني بأن كل جسم مادي هو عبارة عن طاقة مكثفة بشكل لا يصدق ! ومن هذا السفر لا يريد أهل الباطل بأن يفهموا بأن كل طفل وطفلة وكل شاب وشابة ورجل وإمرأة داخل أرض فلسطين هو عبارة عن مشروع طاقة خالصة أشد عتيا من الطاقة النووية لأنه بمجرد أن يصدر الأمر من روحه إلى جسده فعلى الجسد أن يتحول إلى طاقة متحررة تكافىء تريليونات الجولات ، هذه الطاقة ليست طاقة عادية ولا هي خام ولا غاشمة ، إنها طاقة متفكرة موجهة ذات رسالة متناغمة مع الحق والفطرة والأرض ، ومثل هذه الطاقة لا يحدها الكرسي الكهربائي ولا الضربات الدقيقة ولا القاسية ولا كل جحافل الغيلان المثقلين بالسلاح وجماجم الأطفال .
شعب فلسطين حي لا يموت وكل أبنائه مشاريع تحول إلى طاقة في سفر اينشتاين!
*كاتب فلسطيني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …