السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / اراء / لا تساوموا العالم بإنسانيته يا دعاة الإنسانية!

لا تساوموا العالم بإنسانيته يا دعاة الإنسانية!

د.حسناء نصر الحسين*
شكلت الكارثة الانسانية التي تعصف بسورية الناجمة عن الزلزال الذي استهدفها بأربع محافظات وما خلفه هذا الزلزال المدمر امتحانا لدول وشعوب العالم بعد ان مضى يومان على هذه المأساة وفرق الانقاذ تحاول جاهدة الحفر بالصخر لتخرج الضحايا وتنقذ من كتب الله له عمرا جديدا .
رأينا دول تستحق الثناء والشكر على دعمها وفتح جسور جوية لايصال المساعدات الإغاثية لسورية وشعبها كالجزائر ومصر والامارات ولبنان والاردن وايران وروسيا والعراق وفنزويلا ليبيا سلطنة عمان وتونس والصين وجميع الدول والشعوب الحرة كاليمن وفلسطين المحتلة التي تحدت قانون الارهاب الاقتصادي الامريكي وكسرت حصاره، وهناك من عبر عن انتمائه للمشروع الامريكي الغربي وتابع في رهاناته على انتصار مشاريعهم ضد سورية فرأينا بعض الدول العربية كيف اوصلت المساعدات لتركيا متعاملة مع الكارثة الانسانية السورية بحقد منقطع النظير وهذه الدول كانت في بداية الازمة في سورية قد حولت دور الله من جوامع ومساجد لبنوك لجمع التبرعات لخدمة المشروع الأمريكي تحت عنوان مساعدة الشعب السوري هذه الدول مشيئة الله وضعتها اليوم امام امتحان حقيقي لترينا هل ستحول دور العبادة نفسها لجمع تبرعات للشعب السوري الذي يعيش اسوء كارثة انساني عرفها الزمان الحديث ام انها ستبقى محافظة على انخراطها بالعدوان على سورية وتبقي مساعداتها حكرا على دعم الإرهاب الدولي ومستمرة في الرهان على انتصاره .
هذه الكارثة والمأساة المؤلمة والناس تحت الأنقاض تنتظر رحمة منقذ يأخذ بيدها وينتشلها من تحت الركام نرى من يدعي قيادة العالم وهو الرئيس بايدن يحتفل بعودة النفوذ الامريكي بعد ان كان يتعرض للتراجع ونرى الاتحاد الاوروبي الذي اتحفنا بقوانين حقوق الإنسان واخرج البيانات التي تخص حقوقه مفندا هذه الحقوق والتي اهمها الحق في الحياة يتلاعب بحياة الآلاف من السوريين ويدخل في مساومات سياسية لتمرير المواد الاغاثية للشعب السوري المنكوب وكانت سورية قد وجهت طلبا خطيا للاتحاد الاوروبي تطالب فيه بدعم شعبها عبر ارسال المواد الاغاثية ليكون رد هذا الاتحاد باردا وغير مسؤولا بانه لا يمانع من ارسال هذه المساعدات ليبقى من هم تحت الأنقاض والمصابين تحت رحمة التجاذبات السياسية والبازارات الامريكية الغربية فيما قررت واشنطن ارسال المساعدات وتسليمها لعملائها على الارض دون التنسيق مع الدولة السورية وهذا ما اكده الرئيس بايدن من خلال كلمته في اجتماع الاتحاد بانه لم يتواصل مع الحكومة السورية ولن يقوم بإرسال المساعدات اليها وفي هذا خبث امريكي واستثمار لتمرير هذه المواد الاغاثية للقوى الارهابية وهذا ما رفضته الدولة السورية ورأت فيه تسييس واستثمار بالكارثة الانسانية.
هول الكارثة وصعوبة تأمين الخدمات في عمليات الانقاذ بسبب قلة الآليات الثقيلة وهناك حاجات اساسية كالمشافي الميدانية والادوية والغذاء خاصة ان هذه الكارثة اتت بظروف جوية صعبة من عواصف وثلوج وامطار مما زاد الأوضاع صعوبة حيث تعاني سورية من ازمة طاقة بينما المحتل الأمريكي يسرق نفطها وغازها وشعبها المنكوب يعاني برد الشتاء مما يجعل العائلات المنكوبة بحاجة ماسة للباس الدفئ والتدفئة .
وهنا اسمحوا لي ان اتوجه برسالة اخاطب فيها حكومات ودول واخص بمناداتي الشعوب الحرة في هذا العالم واناشد ضمائرهم ان يقفوا وقفة إنسانية مع الشعب السوري المنكوب بعيدا عن المواقف السياسية ويرفعوا اصواتهم بوجه امريكا والغرب الذي كبل ايادي الشعب السوري بالسلاسل ومنعهم من الحصول على حقوقهم من ثرواتهم وفرض عليهم قيود الارهاب الاقتصادي عبر العقوبات من خلال اطلاق صرختهم والمطالبة برفع العقوبات الغير شرعية والغير قانونية والغير انسانية عن الشعب السوري وهو اليوم يضاف لسجل معاناته كارثة الزلزال .
وفي هذه اللحظات الحاسمة التي تسارع فيها فرق الانقاذ ليبرز الزمن كعنصر تحدي امام هذه الكارثة وامام انقاذ حياة ارواح احتمالية ان تكون مازالت على قيد الحياة واردة لنسمع عن اجتماع محتمل للكونغرس الامريكي انه يطرح فكرة مناقشة رفع العقوبات وهي محاولة امريكية قذرة لامتصاص الضغط الدولي القائم حاليا المطالب برفع سريع وفوري للعقوبات الامريكية على الشعب السوري بما يحقق انقاذ من يمكن انقاذه نتيجة هذه الكارثة المأساوية .
شعبنا اليوم بأمس الحاجة لهذه الوقفات التضامنية لتشكل جماعات ضاغطة على امريكا والغرب لكسر هذا القيد القاسي عن بلدنا فالشعب السوري بأمس الحاجة لكل انواع الدعم السياسي والاقتصادي والمعنوي وبحاجة لتوحيد الموقف من قبل الامة العربية والاسلامية في سبيل خدمة الانسانية فهل سيكون هناك دعوات من قبل منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية لمناقشة الوضع الكارثي في سورية أسوة بالبطرياركية المشرقية ام ان اجتماعاتهم تعقد فقط للنيل من سورية وشعبها هذا ندائي وانا احد حرائر وأحرار سورية واخاطب الضمير الانساني في هذا العالم بتقديم كل ما يستطيعون من دعم للشعب السوري المنكوب الوقت يضيق ساعدوا من بقيت انفاسه حبيسة صدره خوفا من استنشاق الغبار .
وفي الختام اقول كلمة رددها ذوي الضحايا وهم يعتلون تلال الركام وعيونهم تبكي دما وقلوبهم تعتصر ألما يا الله يا رب وبه المستعان .
*باحثة في العلاقات الدولية – دمشق

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …