السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / اراء / سوريا تصفع أمريكا!

سوريا تصفع أمريكا!

د.خيام الزعبي*
العقوبات الأمريكية ضد سورية من إجراءات حظر وحصار تدرجت منذ بدء الحرب عليها، لتشمل كل مناحي الحياة، كجزء من أوراق الضغط على دمشق و كسر الدولة السورية وخلق الأزمات لتمرير مشاريع البيت الأبيض إلى المنطقة، بالمقابل إكتشفت أمريكا بأن حسابات حقلها لم تأتي على حسابات بيدرها، فصلابة دمشق أسقط رهانها وأفشلت مخططاتها الخطيرة المتربصة بوطننا الكبير “سورية”.
في سباق مع الزمن، تتسارع الجهود العربية لرفع العقوبات الاقتصادية ” قانون قيصر” التي ترزح تحت نيّرها الدولة السورية من أجل تخفيف العبء عليها، فها هي دمشق، أمام فجر جديد على يد أشقاءها العرب لتكسر قوى الإرهاب وتتخلص من ظلم الحصار الفاشي، وبذلك فشلت أمريكا في تحقيق أهدافها بسبب وقوف العرب الى جانب دمشق وصمود أبناء الشعب السوري وجيشه الذي أذهل العالم بأكمله، فالمفاجأت التي لم يتوقعها الحاقدين على سورية هو عودة العلاقات العربية مع دمشق عبر البوابة الانسانية. لذلك فأن المشهد السوري على أبواب تطورات مفاجئة وأولى البشارات هي الإعلان عن تدفق الطائرات من العواصم العربية والاسلامية وهبوطها في مطارات دمشق وحلب محملة بفرق الانقاذ والاغذية والأدوية الطبية والمواد اللوجستية لتتحدى أمريكا وتكسر قانون قيصرها، بالإضافة الى قيام بعض الزعماء العرب بالرئيس السوري للمرة الأولى بعد قطيعة استمرت سنوات عديدة للتضامن مع الشعب السوري جراء كارثة الزلزال المدمر، والوقوف مع سورية في كل ما يلزم لتخطي هذه المحنة.
ما يثير السخرية، إن الإدارة الأمريكية “رسولة السلام” وحقوق الانسان والحريصة على حقوق الشعب السوري تزعم إن قانون قيصر يأتي بحسب وصفها، لمصلحة الشعب السوري وحماية المدنيين، وهم يدركون تماما إن هذا القانون يستهدف كل الشعب السوري وستنعكس نتائجه على حياة كل السوريين وهو ما يناقض بشكل كلي أهداف القانون المعلنة بأنه لحماية المدنيين السوريين بينما هو في الحقيقة يستهدف تدمير كل مقومات حياتهم. كما أن الإدارة الأمريكية تعتقد إنها قادرة على خداع الرأي العام الدولي والعربي، لكن إرادة الشر والعدوان الأمريكي تبقى مكشوفة لدى شعوبنا من خلال تشبثها وتمسكها بقانون قيصر وعقوباته على الشعب السوري، فلم تقم أمريكا بالتضامن ولو اللفظي مع ضحايا الزلزال الذي وقع في سورية وهذا دليل الحقد والكراهية اتجاه الشعب السوري.
من الواضح الآن هو أن العرب الشرفاء يعودون الى سورية ويقفون في نفس الخندق مع دمشق عاصمة العروبة متضامين ومشاركين معها في عمليات الانقاذ جنبا الى جنب مع الاشقاء الاخرين، فمعظم الدول العربية تدرك أن موافقتها على القطيعة مع سورية كانت متسرعة وغير مجدية، وهي تحاول الآن بشكل أو بآخر أن تستعيد مواقفها وإعادة النظر بالسياسة التي أدت إلى القطيعة معها، تنبع أهمية عودة العلاقات العربية مع دمشق هي المصالح المشتركة ، وبالنتيجة فإن عودة هذه العلاقات إلى وضعها الطبيعي سيؤدي إلى إثارة غضب أعداء سورية، الذين رحبوا سابقاً بضعف العلاقات بين الجهتين من أجل تحقيق مشروعهما في المنطقة.
في السياق ذاته إن ثبات واستقرار هذه المنطقة رهين بالعلاقات الايجابية بين كل من دمشق والدول العربية، وان التنمية المستديمة في الدول العربية لا يمكن تحقيقها إلا من خلال علاقات إيجابية وثابتة ومستقرة مع سورية، وعلى البلدان العربية التي تعيش في حالة من التردد في التعاطي مع دمشق إلا أن تعترف بقوتها سياسياً واقليمياً، وكما لجأت بعض الدول الى لغة الحوار مع دمشق فمن المناسب ان يلجأ محور أعداء دمشق الى المنهج نفسه وليس المواجهة أو الصراع معها من أجل تحقيق أمن المنطقة.
بالتالي إن سورية ستبقى الداعم الأول وخير عون لكل مشروع عربي يدعو للوحدة وستبقى قلب العروبة النابض، كونها القادرة على إستعادة الزمام ولململة شتات النظام الإقليمى العربي من جديد وتثبيت أركانه ونحن على يقين أن إصطفاف السوريين وأشقائهم العرب كافة سيكون الصخرة التي تتحطم عليها أطماع القوى الإستعمارية .
مجملاً…. إن إعادة العلاقات السورية العربية تمثل في الظروف الحالية حاجة إستراتيجية للطرفين، والتنسيق بينهما سيعيد إلى المنطقة شيئاً من التوازن ومنطلقاً للتأسيس لحالة من الإستقرار في خضم المرحلة المضطربة حالياً، وبالتالي فإن كل هذه المعطيات تشير الى إن الأيام المقبلة قد تحمل مفاجآت كثيرة، ما يعني نتائج جديدة ربما تكون إيجابية لبعض دول الاقليم في المنطقة وعلى الأخص سورية.
وإستكمالاً لكل ما سبق نقول: إنه وسط هذا الزخم من العقوبات على سورية يبدو أن الرئيس الأسد، مازال واثقاً من ذاته، ومقتنعاً بأن أوراق اللعبة مازالت في يديه هو وحلفائه، وفي نهاية المطاف سوف يفشل ” بايدن وحلفائه ” ويفوز “الأسد ” بجيشه القوي وشعبه المصمم على الوقوف خلفه بكل قوة !!؟
*كاتب وأكاديمي سوري

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …