السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / اراء / حكومتا امريكا وتركيا تتحملان مسئولية الزلزال!

حكومتا امريكا وتركيا تتحملان مسئولية الزلزال!

د.اوس نزار درويش*
اكتب هذا المقال وقلبي يعتصر الما من جراء ماحصل في بلدي العظيمة سورية.
فجر يوم الاثنين في السادس من شباط وبالتحديد الساعة الرابعة وسبع عشر دقيقة صباحا استيقظنا كسوريين على حادث مهول كم تمنينا ان يكون حلما مزعجا او كابوسا مروعا ولكنه للاسف كان واقعا استيقظنا على زلزال فظيع ضرب بلدنا العظيمة سورية زلزال هو الاعنف في تاريخ سورية هذا الزلزال هز وجداننا قبل ان يهز اجسادنا مباني كثيرة هبطت على رؤوس ساكنيها وكثير من الناس اطفال وشباب وعجائز اصبحوا تحت الانقاض واشياء اخرى مروعة لايمكن وصفها لشدة هولها ورعبها .
كل الذي حدث في سورية منذ اثنا عشر عاما من ارهاب وتفجيرات وحصار اقتصادي في كفة وهذا الزلزال الفظيع في كفة اخرى.
ولكن اذا اردنا ان نحلل ونحدد من المسؤول عن هذا الزلزال فانا وهذا رايي الشخصي احمل الحكومتين التركية والامريكية مسؤولية ماحصل وساشرح هذا الامر بشكل مفصل.
قد يستغرب البعض كلامي بتحميلي الحكومة التركية مسؤولية الزلزال والزلزال ايضا قد ضرب تركيا فانا في البداية اترحم على الضحايا الاتراك الذين قضوا جراء هذا الزلزال المدمر و لكن هناك نقطة في غاية الاهمية يجب الاشارة اليها وهي ان احد اهم اسباب الزلزال الذي حدث هي السدود التي قامت بانشائها الحكومة التركية
فالسدود وحسب اجماع الكثير من علماء الجيولوجيا تعتبر المسبب الاساسي لحدوث الزلزال لانها تقوم بحبس المياه وتسربها الى الطبقات التكتونية وتكوين بحيرات اصطناعية التي هي في حقيقتها تكون الهزات المجتثة والاخيرة تساعد وتفعل نقاط الضعف والتكسرات في القشرة الارضية وبالتالي حدوث الزلزال.
وهذا مااكده البروفسور احمد ملاعبة استاذ علم الجيولوجيا في الجامعة الهاشمية في تصريحه لوكالة سبوتنيك عندما اشار بان السدود التركية بلغت ذروتها واصبحت من اكبر السدود في العالم من حيث المخزون وان هذه السدود بلغ مخزونها الاستراتيجي اكثر من 651 مليار متر مكعب وان هذه الكمية من المياه تؤثر على القشرة الارضية وهذا مايساعد على حدوث الزلزال بطريقة غير مباشرة.
ومن المعروف بان الحكومة التركية قد قامت بانشاء سد اتاتورك على نهر الفرات وسد اليسو على نهر دجلة بالاضافة للكثير من السدود الاخرى كسد اورفة وسد غازي عينتاب وتخطط حاليا لانشاء سدود جديدة على نهر الفرات كسد قرقاميش وسد بريجيك وسد كيبان وهناك معلومة يجب ذكرها بان الحكومة التركية قد تعاقدت مع مؤسسة مشاو الصهيونية التي يديرها المهندس الصهيوني شارون لوزروف لانشاء هذه السدود وهذا كله يندرج تحت المشروع التركي الاسرائيلي القديم المتجدد وهو بيع المياه للكيان الصهيوني تحت تسمية انابيب السلام.
فالحكومة التركية في هذه الحالة ووفقا للقانون الدولي مسؤولة دوليا بحسب البند الثالث من بنود ميثاق محكمة الجنايات الدولية الذي ينص بانه اذا اقدمت دولة من الدول على اخضاع جماعة معينة او شعب اخر لاحوال خطرة وادي هذا الامر لهلاك هذه الجماعة او هذا الشعب الكلي او الجزئي فتعتبر هذه الدولة مسؤولة دوليا.
وهذا ماينطبق على الحكومة التركية فهي اقدمت عمدا على انشاء سدود كبيرة على نهر الفرات وهذه السدود ساهمت بشكل كبير بقيام زلزال الذي ادى لهلاكنا الكلي او الجزئي.
لذلك اذا اردنا الا يتكرر هذا الزلزال المدمر ينبغي علينا كحكومة سورية وكشعب سوري وعلى حلفاء سورية الضغط على الحكومة التركية في المحافل الدولية حتى تتوقف عن بناء السدود لان هذه السدود اكبر عامل مساعد لقيام الزلازل كما ذكرنا.
اما بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية فهي تتحمل المسؤولية الاكبر للدمار الذي حصل في سورية جراء هذا الزلزال الكارثي فالولايات المتحدة وعلى مدار هذه الحرب الكونية الارهابية على سورية قامت بارسال الارهابيين من شتى اصقاع الارض الى سورية ودعمهم بكافة انواع الاسلحة وهؤلاء الارهابيين عملوا على تدمير البنى التحتية السورية بتدميرهم للمدن وعمليات التخريب التي قاموا بها وبالتالي اصبح هناك ضعف عام في البنى التحتية في سورية وهذا ماجعلها تتاثر بطريقة كبيرة جراء هذا الزلزال المدمر.
بالاضافة للعقوبات الاقتصادية التي فرضتها امريكا على الشعب السوري منذ بداية الحرب واخرها قانون قيصر الارهابي الاجرامي الذي فرض حصارا خانقا على الشعب السوري في غذائه وفي دوائه وهذا ماجعله يتاثر بشكل مضاعف جراء هذا الزلزال ومااعلنته وزارة الخزانة الامريكية عن تجميد العقوبات على سورية لمدة ستة اشهر هو قرار مضلل جملة وتفصيلا ارادت الولايات المتحدة من خلاله رفع الحرج عنها ولو كانت الولايات المتحدة صادقة في نواياها لانسحبت من الاراضي السورية التي احتلتها في شمال شرق سورية ول اعادت لنا خيراتنا المنهوبة في تلك المنطقة والتي تقوم بسرقتها وهي حقنا وملكنا من نفط وقمح وقطن وغاز كما ان الولايات المتحدة تقوم بالضغط على كثير من الدول لعدم ارسال مساعدات الى سورية.
الكارثة التي حلت بسورية جراء هذا الزلزال كبيرة ومرعبة فضحايا هذا الزلزال بالالاف وكثير من الابنية تهدمت وكثير من السوريين اصبحوا بلا ماوى فسورية في هذه الفترة العصيبة تحتاج من يقف الى جانبها وخصوصا اخوتها العرب لان سورية هي قلب العروبة النابض ولن تقم للعرب قائمة اذا انتهت سورية وانا هنا اوجه التحية لكل دولة قدمت مساعدات لسورية .
مطلبنا الاساسي كسوريين رفع العقوبات الجائرة علينا وانا اتمنى من كل الكتاب والمثقفين هنا في صحيفة راي اليوم الصحيفة الشريفة الكبيرة التي نعتز بها ونحبها رفع الاصوات في المقالات للمطالبة برفع العقوبات وايقاف الحصار الجائر على السوريين
رحم الله كل ضحايا هذا الزلزال المدمر في سورية وفي تركيا والشفاء للجرحى والله يفرجها على بلدي العظيمة والكبيرة الجمهورية العربية السورية.
*كاتب وأكاديمي سوري.

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …