بسام ابو شريف*
برزت في خطاب الرئيس ترامب امام الكونجرس حول حالة الاتحاد برز ترامب من حيث النقاط التي يركز عليها ويريد انهائها بسرعة لجلب نتائج يستخدمها في التغيير داخل الولايات المتحدة وتلك التي لا يرى استعجالا فيها بل هي التي كانت قد جلبت الانتباه لأفكار طرحها بدت انها مجنونة او غير معقولة مستحيلة او انها مسرحية .
خطاب ترامب ركز على نقطة واحدة هي انه يريد تحويل الاقتصاد الامريكي من اقتصاد تركه بايدن شبه مهزوم او شبه مترنح امام التحديات الدولية خاصة تلك التي تفرضها الصين وروسيا في الاسواق الدولية وذلك من خلال جني سريع لنتائج الضغط السياسي يمكن له ان يمارسها كرئيس للولايات المتحدة تعتمد عليها دول عديدة اهمها اكرانيا الغارقة في وحل الصراع الدموي منذ سنوات ولذلك سبق ذلك الخطاب لقائه مع زيلينسكي الذي يعلم من زيلينسكي يبدو منبوذا بحيث انه غادر البيت الابيض دون ان يودعه الرئيس ترامب للذين لم يشاهدوا ذلك ولم يفسروه كانت تلك النقاط اي اللحظة التي استخدمها ترامب والتصرف الذي تصرفه خطأ زيلينسكي وتدخل نائب الرئيس لرشق زيلينسكي ببهدلة طويلة عريضة لعدم احترامه للامريكيين كل تلك كانت ضغوطا لا يتحملها احد حتى اقوى حاكم من حكام دول اوروبا الغنية وخرج السيد زيلينسكي بشكل عنتري واعلن انه لن يعتذر ويرفض الاعتذار وراح يحرض الدول الاوروبية والحكام الاوروبيين الذين كانوا قد بدأوا يرتعدون من افكار ترامب وفرض الجمارك وحرب التجارة التي يشنها على عدد من كبير من الدول خرج من لديه غاضبا يحرض الاوروبيين من حيث نقطتين اساسيتين وهما النقطتان اللتان استخدمهما ترامب اوسع استخدام لإدانة زيلينسكي.
ـ الأول: هو انه يريد الحرب ولا يريد السلام وذلك عندما رفض وقف اطلاق النار قبل التوصل الى تفاهمات حول انهاء الحرب ووضع الضمانات الامنية على الطاولة لتكون ضمانة لاوكرانيا في وجه اي تحول في الموقف الروسي.
ـ ثانيا: وضع زيلينسكي نفسه كأنه يرد على كل المساعدات الامريكية لأوكرانيا وتعد بعشرات المليارات سواء نقدا او اسلحة وذخائر.
ظهر من كلام زيلينسكي حول اتفاقية المعادن وكأنه يمنن الولايات المتحدة بموافقته او انه عرض الموافقة على تزويد الولايات المتحدة واحتكارها للمعادن الغنية الثمينة التي تستخرج من اكرانيا وكأنها بديل او تحميل جميل للولايات المتحدة ولكن ترامب كان يعرف تماما ما الذي سيحصل وهذا ما قاله بعد اللقاء او انتهاء المفاوضات الى لا شيء وبالفعل بين تلك الفترة تلك المباحثات وخطاب حالة الاتحاد حصلت كل التطورات واعلن بعد الخطاب الرئيس ترامب اعلن انه تلقى رسالة من زيلينسكي يطلب فيها العودة للمفاوضات وانه يقبل البحث في التوصل لإنهاء الحرب بعد وقف اطلاق النار وانه يوافق على توقيع اتفاق المعادن الغنية بعقد طويل الاجل مع الولايات المتحدة.
ad
مما يدور على ساحة اكرانيا بعد وصول تلك الرسالة نرى كيف يتصرف ترامب فبعد وصول تلك الرسالة بدأ ترامب يصعد من هجومه على روسيا وادانتها في كثير من المواقف والحرب والقتلى وهنا لعب كثيرا الرئيس ترامب على عدد القتلى الذين يرحلون يوميا من الروس والاوكرانيين وبكى كثيرا على هؤلاء القتلى رغم انه جزء من حالة الاجرام الامريكية التي اشعلت الحرب مع روسيا) ووصلت الامور الى حد ان ترامب اعلن انه سيعود للمفاوضات رغم انه لم يتوقف عن التفاوض مع روسيا حول قضايا كثيرة تهم الدولتين ورغم انه انتقد روسيا فيما يتعلق باوكرانيا والانتقاد الذي وجهه ترامب لروسيا هو جزء من لعبة التفاوض اي انه لن يعطي اكرانيا لروسيا لقمة سائغة بل سيعطيها بثمن ستدفعه روسيا حتما.
وهنا بدأـ آلة الاعلام الجهنمية الصهيوامريكية تلعب دورا هادئا ومعروف ان زيلينسكي يهودي صهيوني واعلن في اول الحرب انه هو الذي يمثل اسرائيل الكبرى وارسل قوات لتقاتل في غزة ضد الفلسطينيين الى جانب اسرائيل وارسل قوات الى العصابات الارهابية في سوريا من اجل تدمير النظام السوري لكن في نهاية الامر تقدم الرئيس ترامب خطوتين للإمام فقد اعلن وقف ارسال كل المساعدات العسكرية الى اكرانيا وهي خطوة وصفها بانها ضرورية لإشعار الاطراف جميعها بان عليها ان توقف القتال وتفيد معلوماتنا من مقربين جدا في الكرملين ان بوتن وعد في حال وقف ارسال الاسلحة والذخائر الامريكية الى اكرانيا بان يخفض الى درجة كبيرة القتال حتى قبل وقف اطلاق النار اتفاقا واعلانا وملفت للنظر ان خلال خطاب ترامب حول حالة الاتحاد تحدث كثيرا حول استعادة قناة بنما لكن التركيز هنا كان على جرينلاند وليس على قناة بنما زائد الموضوع الثاني كان الحرب التجارية اي رفع الرسوم الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة على البضائع المستوردة من كندا والمكسيك ودول اخرى ستبدأ في ابريل نيسان القادم وان بعض الرسوم الجمركية ستبدأ بالعمل اليوم اي بداية شهر آذار.
مرة اخرى عاد ترامب الى موضوع تجميع المال ورفع الوضع الاقتصادي وهنا حتى موضوع المهاجرين غير الشرعيين والذي اعتبره انجازا كبيرا من انجازات ادارته رغم مرور اقل من مئة يوم على هذه الادارة اعتبره موضوعا اقتصاديا اذ اتهم الجهات التي سمحت بتدفق المهاجرين غير الشرعيين بانها استغلت المدارس الحكومية المجانية والمستشفيات الحكومية المجانية وكل ما يعطى للمواطن الاميركي مجانا استغله المهاجرون غير الشرعيين وهذا ما افقر الموازنات الامريكية وجعل المواطن الاميركي في حال اقل استخداما لتلك الفرص التي تمنحه اياها الحكومة الامريكية.
رئيسة المكسيك ورئيس كندا ورئيس بنما ورغم كل هذه الردود ركز الرئيس ترامب على غرينلاند وركز ذلك من خلال عباراته اوضحت لنا ان غرينلاند هي الموضوع الثاني بعد اكرانيا الذي يريد ترامب ان يحققه اذ قال لسكان غرينلاند وهم لا يتجاوزون المئة الف ان لهم الحق في تقرير المصير وطلب منهم ان يقرروا مصيرهم وفتح لهم ابواب الولايات المتحدة ليصبحوا ولاية جديدة في الولايات المتحدة وهذا بطبيعة الحال يضع النروج في موقع حساس ومتوتر جدا لكن ماذا تفعل النرويج في وجه ترامب نفس السؤال الذي يطرح ماذا يفعل زيلينسكي في وجه ادارة ترامب بعد ان اوقف ارسال السلاح والذخائر وقال له انت لا تملك اوراقا في هذه اللعبة الخطيرة اذلك نحن ندافع عنك وبين هذه الامور الاساسية التي ركز عليها وتبحر بالحديث دونالد ترامب ورد اسم غزة وهذا بحد ذاته كونه ورد ضمن هذه الاساسيات التي تحدث للشعب الاميركي حولها يعني انه معني بإيجاد حل وحل سريع لموضوع غزة ونستطيع ان نقول سواء من خلال ما قاله ترامب او من خلال ما افادنا به بعض الاصدقاء الذين يعملون في الحزب الجمهوري ودوائره السياسية الخارجية نستطيع القول بان ترامب استنادا لمباحثات سرية وليس فقط للبيان العلني للقمة العربية استنادا لمباحثات لم يعلن عنها مع الرئيس السيسي ومع ملك الاردن ومع حركة حماس هذه المباحثات ادت به الى تراجع واضح وغير معلن عن افكاره القديمة فهو لم يقل انني الغيت فكرتي للاستحواذ على قطاع غزة وتحويلها الى ريفيرا الشرق الاوسط لكنه قال ابذل كل الجهود للإفراج عن الرهائن وسوف نفرج عن الرهائن ونحن لا نريد سفك الدماء وكلف كل المكلفين بالتعاطي مع الصراع في الشرق الاوسط بان يرددوا هذا الكلام ما سمعناه من ويتكوف الذي قال يمنع على اسرائيل اطلاق النار قبل وصولي للمنطقة والبحث في الخطوة التالية وقال ترامب في تسريبات وفيما نقله لنا مسئولون في الحزب الجمهوري انه لا يريد قتالا في غزة وانه يريد وانه لا يمانع لا بل دعم فكرة احد المبعوثين الامنيين الذي يجري مباحثات مع حماس سرا وذلك في القاهرة واضاف ان اهم ما يشغل بال ترامب الآن هو ان يأتي للشعب الاميركي بخطاب جديد يقول لقد افرجت ونجحت في الافراج عن كل الرهائن الامريكيين الموجودين في غزة.
ابلغنا المصدر المسئول في الحزب الجمهوري ان جزء اساسي من المباحثات التي يجريها سرا هذا المبعوث الاميركي والتي لم يعلن عنها يتعلق بإنهاء الحرب في قطاع غزة وليس فقط وقف اطلاق النار من هنا نقول ان بإمكاننا ان نقول ولا اريد ان استخدم لغة الحزم استنادا لما وصلني من هؤلاء المسئولين في الحزب الجمهوري وهم ليسوا بموقع حكومي رسمي ولكن بموقع مسئول عالي المستوى في الحزب الذي جلب الرئيس ترامب الى البيت الابيض رغم ان هذا المسئول اكد لي ان بامكاني التوسع في هذا الموضوع لا اريد ان اتوسع ولكن اريد ان اذكره كمصدر موثوق من ان ترامب يميل الى يميل الى التفاهم مع الدول العربية الصديقة للولايات المتحدة حول برنامج الاعمار في قطاع غزة وهذا يعني ان تكون الولايات المتحدة والشركات الامريكية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي هي الجهات المسئولة عن صرف كل قرش من الاموال التي سيتبرع بها الداعمون لإعادة بناء غزة في مؤتمرهم القادم الذي سيعقد في مدينة القاهرة وابلغني ايضا ان ترامب سيعلن ان الولايات المتحدة ستساهم مساهمة كبيرة في عملية البناء هذه لكن هنالك اصرار كبير على ان لا يكون هناك في اللجنة المشرفة على صرف الاموال لإعادة البناء فلسطيني واحد ولكن هذا الامر لم يكن موازيا تماما لما ابلغني اياه شخص آخر فيما يتعلق بنقطة الاشراف على اعادة البناء اذ قال ان رئيس الوزراء الفلسطيني يجري مباحثات مع الولايات المتحدة وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ويظن ان الولايات المتحدة ستسمح له بالتدخل في صرف هذا المال لكنه لن يسمح له بصرف قرش واحد او تقرير كيفية الصرف الا فيما يتعلق بتدريب الشرطة الفلسطينية في الاردن وفي مصر هذا يدل على ان ترامب تماما كما يسير ويفلح الارض نحو انهاء الحرب في اكرانيا يفلح الارض لتنفيذ خطة ما في الشرق الاوسط لا تعني اطلاقا ما قامت به اسرائيل حتى الآن في جنوب سوريا وفي القنيطرة وجبل العرب يبقى ان نقول ان امام قوى المقاومة فرصة وهي قد عملت حتى الآن بذكاء وحكمة وهدوء واكاد اقول عبقرية في التكتيك المربوط باستراتيجية فهنالك امور تجري في الساحة السورية وهنالك تصعيد اسرائيلي مقصود في الساحة السورية اسرائيل تستخدم الآن الورقة السورية لإثارة ما لا يريده ترامب في سوريا وربما الى حد اثارة فتنة داخلية دموية لا يريدها ترامب ولكن الامر يتعلق بكيفية النظرة التي يرى فيها ترامب الوضع الجديد في سوريا فقد قال ترامب في بداية سقوط النظام نظام بشار الاسد ومجيء هذا النظام المشكوك بأمره وتشكيلته المستندة اساسا على عواميد داعشية لا يعرف ترامب ولا يثق بالمعلومات الموجودة لديه حول طبيعة هذا النظام حتى الآن من هنا قامت الولايات المتحدة باغتيال اثنين من قادة داعش السابقين تبوئوا مواقع رسمية خطيرة في النظام الجديد وبدأت اسرائيل ايضا تصعد من ضربها لسوريا وهنالك قول لست انا مصدره ولم يذكر لي من مصادر اعرفها ولكن مصادر لا اعرفها ذكرت ان الولايات المتحدة وروسيا بوتن ودونالد ترامب يبحثان الموضوع السوري بشكل معمق وانه ضمن الاوراق المطروحة على طاولة البحث ورقة عودة بشار الاسد مع تعديلات في النظام لمنع اشتباكات الفتنة الدموية داخل سوريا.
الفرصة امام المقاومة هي تجديد اوضاعها وتقوية عضلاتها ودراسة حقيقية ومعمقة للتكتيكات المناسبة للظروف الراهنة والمرتبطة باستراتيجيتها التي لا تتخلى عنها فهذا العدو الصهيوني لا بد من العمل بذكاء وحكمة لتصفية هذه القاعدة الصهيونية العدوانية والاجرامية في المنطقة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
*كاتب وسياسي فلسطيني
