السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / اراء / ما تحتاجه سوريا قبل الزلزال وبعده!

ما تحتاجه سوريا قبل الزلزال وبعده!

اسيا العتروس*
تخيلت للحظات اثناء متابعة استقبال الرئيس الفرنسي في اليزيه نظيره الاوكراني زيلنسكي قبل التوجه للمشاركة في القمة الاوروبية في بروكسيل و هو يردد أنه لن يتخلى عن اوكرانيا حتى تحقق الانتصار تخيلت ان حاكما من الحكام العرب او من يمثلهم قررالتوجه الى تركيا وسوريا في خطوة رمزية لدعم الشعبين في هذا المصاب الجلل بعد الزلزال الذي ضرب البلدين وادى الى مقتل واصابة الالاف وتشريد الملايين في كارثة طبيعية لا يمكن لاي بلد مواجهتها منفردا …وسيشهد الناجون من الزلزال يوما على حجم المعاناة ولكن ايضا على مسؤولية المجتمع الدولي بشرقه وغربه في مدى الاستجابة لنداءات الاستغاثة وللاصوات المتسللة من تحت الانقاض ..
ولكن لا شيء من ذلك حدث بعد مضي ثلاثة أيام ولا نخاله يحدث …وربما سيتعين الاقتصار على المساعدات التي بدأت شحيحة في الساعات الاولى و لكنها بدأت تتكثف مع دعوات الاستغاثة من تركيا و سوريا و تواتر الصور و التسجيلات عن هول المأساة التي اعتبرت و كأنها ساعة القيامة ..و قد يكون في ذلك مؤشر ربما على صحوة انسانية قطرة قطرة و على تحرك عربي للتضامن مع الشعب السوري في هذه المحنة التي سيشهد الناجون من مختلف الاجيال على ثقلها و سينقلون للعالم شهادات ستظل محفورة في الاذهان و ستحكون اشبة بمحكمة التاريخ عندما ينقلون معاناتهم طوال ساعات من الترقب و الهلع وصول فرق الاغاثة اليهم و انتشالهم من بين ذويهم الذين طمروا تحت الركام …و الاكيد ان محكمة التاريخ ستسجل ايضا أن هناك أمم و شعوب سجلت حضورها بقوة و تحركت لاغاثة الضحايا وان هناك من تقاعس و تردد و تجاهل الصرخات المدوية للضحايا تحت الانقاض و انتظر ضوءا اخضر من هذا الطرف او ذاك لنجدة اطفال سوريا و نسائها و رجالها المطمورين ..
والاكيد اليوم و اكثر من أي وقت مضى أن الاولوية يجب أن تكون لادخال المساعدات و انقاذ الاف الارواح التي لا تزال تحت الانقاض …و التعجيل بالوصول الى المناطق المنكوبة بمعنى ان كل ساعة و كل لحظة تمر يمكن ان تكون حاسمة في عمليات الانقاذ التي تحتاج الكثير من الدقة لتحديد مواقع وجود الاحياء بعد مرور اربعة ايام على الكارثة و ربما تراجع قدرة الكثيرين على ارسال اشارات او اطلاق الاصوات و الانذارات على وجودهم .. الاكيد اليوم ان المعركة تتعلق بمصير الاف البشر و هناق سباق ضد الزمن للتحرك و الوصول الى من يحتاجون الى المساعدة و لعل في الصرخة المدوية التي اطلقها المنسّق المقيم للأمم المتحدة في سوريا المصطفى بن المليح لترك الحسابات السياسية ما يفترض ان يجد له موقعا و اذانا صاغية لدى صناع القرار و المتحكمين في خارطة توجه المساعدات من واشنطن الى بروكسيل… “ضعوا السياسة جانباً ودعونا نقوم بعملنا الإنساني..فلا وقت للانتظار و لا وقت للتفاوض”..
فقيمة الحياة البشرية لا تفرق بين عربي و غير العربي و انقاذ القابعين تحت الركام مسؤولية الانسانية تتطلب كل الوسائل و الامكانيات البشرية و المادية و كل تاخير في جهود الاغاثة يعنب بكل بساطة مزيد الضحايا …طبعا لسنا في اطار مناقشة الاسباب التي ادت الى اندلاع الحرب الروسية في اوكرانيا فالظرف اليوم يقتضي النظر الى ما هو اخطر و الاخطر مرتبط بالماساة الانسانية في المناطق المنكوبة في سوريا و تركيا …
الاكيد أن المجتمع الدولي لم يتاخر حتى الان في نجدة و اغاثة الاتراك و تركيا تظل بعلاقاتها الدولية المتينة و عضويتها في الحلف الاطلسي اقرب للحصول على المساعدات مقارنة بسوريا المحاصرة بعد عقد من الصراعات الدموية و الانقسامات و قساوة الطبيعة … لا خلاف انه لا مفاضلة عندما يتعلق الامر بحق البشر في الحياة و حق السوريين في الحياة و الاغاثة و في المساعدات من اغذية و خيم و اغطية مسألة لا تقبل التأجيل و لا يمكن ان تظل مرتبطة بالحسابات السياسية والخلافات والصراعات التي يفترض تاجيلها لان الوقت سيف حاسم و كل لحظة تمر يمكن ان تساعد في تخفيف المعاناة و انقاذ الارواح … تؤكد لغة الارقام ان سبعين بالمائة من السوريين لن يتمكنوا في المدى المنظور من الحرب و الحصار و الازمات المتتالية ..فهل من مجيب ؟
*كاتبة تونسية

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …