الأحد , سبتمبر 8 2024
الرئيسية / اراء / قلوبهم معنا وعقوباتهم السبب في مأساتنا وأوجاعنا

قلوبهم معنا وعقوباتهم السبب في مأساتنا وأوجاعنا

د. حامد أبو العز*
يبدو أن الفجائع لن تكف عن ملاحقة الشعب السوري، إلى هذه اللحظة وصل عدد الشهداء في سوريا إلى 4500 وفي تركيا وصل العدد إلى 25 ألف شهيد. الأمل بإنقاذ المزيد من الأرواح أصبح معجزة ويبدو بأن الجهود تتجه إلى إيواء مئات الآلاف من الأشخاص وتأمين الطعام لهم.
المأساة في تركيا قد تكون أكبر من ناحية الأرقام، إلا أن التعامل معها من قبل حكومة موحدة وأراضي موحدة يبدو أسهل من التعامل مع ما يحدث في سوريا. سوريا التي قسمها الاستعماريون إلى أجزاء عديدة وحاولوا مراراً وتكراراً الفصل بين الهوية الواحدة لهذا الشعب. وهم لا زالوا يمارسون هذه السياسة البشعة في تقسيم الشعب السوري والترويج له على أنه ليس شعباً واحدا بل هو محافظات متعددة.
كل ما يقوله الغرب عن أن العقوبات لا تشمل المساعدات الإنسانية هو هراء. إذ أن عقوباتهم تشمل جميع جوانب الحياة الطبية والصحية والغذائية والتجارية والاقتصادية. في الأمس القريب فقط ادعوا بأن العقوبات على إيران لا تشمل القطاع الطبي، وتركوا الشعب الإيراني يعاني من فيروس كورونا إلى أن تدخلت الحكومة الإيرانية وأمّنت ملايين الجرع من اللقاح من حلفائها في الصين وروسيا. وعلى الرغم من ذلك مارست الولايات المتحدة وأوربا رقابة شديدة على عملية شراء اللقاحات وفرضت العقوبات على الشركات الدوائية التي اشتركت في هذه العملية.
وإذا ما أردنا أن نشير إلى الطريقة التي يتعامل الغرب مع دولنا وشعوبنا فعلينا أيضاً أن نشير إلى أفغانستان البلد المدمر الذي عاش تحت ظل الاحتلال لعشرات السنوات. في أفغانستان قاموا بتدمير البنى التحتية وقتلوا الشعب الأفغاني رجالا ونساء وأطفالا ومن ثم اتهموا هذا الشعب بالإرهاب. خرجت قوات الاحتلال فيما بعد من أفغانستان لتأتي حكومة طالبان. بعد أقل من أشهر على سيطرة طالبان على الحكم أعلنت الولايات المتحدة بأنها قامت بمصادرة 4 مليارات دولار من أصل 7 مليارات دولار يملكها الشعب الأفغاني في الولايات المتحدة وفي خطاباتهم أشاروا وكأنهم يتصدقون على هذا الشعب بإعطائه أقل من نصف أمواله. لقد صدق المثل العربي الذي يقول “يقتلون القتيل ويمشون في جنازته”. ليس ذلك وحسب، بل أنهم يخططون اليوم للإطاحة بحكومة طالبان مرة أخرى في مسعى منهم لإدخال هذا الشعب في دوامة من الفوضى والعنف من جديد.
أستغرب بحق من هذه المناشدات التي تدعو الغرب لمساعدة سوريا في مواجهة أزمة الزلزال في الوقت الذي شارك فيه هؤلاء بتحويل هذه الدولة إلى دولة ممزقة وشعب مشرد في الداخل والخارج. ولكن وعلى الرغم من هذا إلا أن لهذه المطالبات آثار إيجابية أولها هو إظهار الغرب على حقيقته وتفنيد ادعاءاته حول حقوق الإنسان وضرورة الاستجابة في أوقات الأزمات. ومن جهة أخرى فقد أظهر للأخوة العرب كذب الولايات المتحدة وأوربا في الموضوع السوري وضرورة تدخل الأشقاء بأنفسهم لإنقاذ أخوتهم المسلمين في سوريا.
ختاماً، لم يرسلوا المساعدات ولم يسمحوا للأخرين بإرسالها، وكل ما نشاهده اليوم من النخوة العربية في إرسال المساعدات، يعتبر من وجهة نظرهم خرق لقانون العقوبات المفروض على سوريا. ولذلك ما نطالب فيه كل يوم هو التكاتف والتآزر بين الأخوة العرب في هذه المحن ونرجو من أخوتنا في الجزائر والسعودية والإمارات والسودان وإيران ولبنان وكل مكان أن يبادروا بأنفسهم لمساعدة السوريين فالأوضاع صعبة للغاية حتى قبل الزلزال والسوريون يحتاجون لغذاء وسقف يحميهم من برد الشتاء وظلم العقوبات الغربية.
باحث السياسة العامة والفلسفة السياسية
*كاتب فلسطيني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

نتنياهو كذّاب وفاشي بامتياز!

د. جاسم يونس الحريري* في28 نوفمبر2011 وبسبب خطأ فني في تقنية الاتصالات كشف عن فحوى …