الأحد , مايو 4 2025
الرئيسية / أخبار / تحليل..بعد إعلان وقف حرب غزة.. توقعات بالتوقيع على ما تم الإتفاق عليه بين صنعاء والرياض بإشراف أُممي عُماني!

تحليل..بعد إعلان وقف حرب غزة.. توقعات بالتوقيع على ما تم الإتفاق عليه بين صنعاء والرياض بإشراف أُممي عُماني!

 

صلاح السقلدي*
انخرطت الدبلوماسية السعودية والحركة الحوثية (أنصار الله) الحاكمة في صنعاء-بإشراف أممي ووساطة عمانية في جولات حوارية مكثفة خلال العامين الماضيين، تم التفاهم على عدة ملفات ظلت شائكة ومعقدة -عسكرية، اقتصادية، امنية وسياسية- أوشكت تلك الجهود حينها على الإعلان عن التوقيع النهائي على ما تم التوافق عليه، لولا اندلاع حرب غزة الذي أدى بسبب الى تأجيل ولأسباب أخرى سنأتي على ذِكرها، تأجيلا إلى أجلٍ غير معلوم، ولكن ظلت الهدنة العسكرية صامدة بصورة عامة، رغم ما يتخللها من صدامات مسلحة محدودة.
السبب الرئيس للتأجيل كان واضحا انه بفعل التدخلات الأمريكية والبريطانية التي ظلت تجهض اي خطوة لتتويج التوافق برغم زخم الجهد الأُممي المكثف والجاد. فواشنطن ولندن ظلتا تضغطان وتهددان الرياض إن هي مضت قُدما بالتوقيع، وبالذات بعد اندلاع أحداث البحر الأحمر التي حدثت غداة مهاجمة صنعاء للسفن الإسرائيلية تضامنا مع غزة، وهو الأمر الذي حدا بالولايات المتحدة لتشكيل تحالف بحري أُطلقَ عليه اسم (حماية الازدهار) لحماية السفن الاسرائيلية او السفن المتعاملة معها ضمناً. فشلت واشنطن ولندن في إقناع المملكة السعودية والامارات وكل الدول العربية المشاطئة للبحر الأحمر الانضمام الى ذلك التحالف، قابل هذا التمنع الخليجي العربي سلوكا أمريكيا أوروبيا عدائيا
غير معلن تجاه السعودية، أبرز صور هذا السلوك هو عرقلة اي توقيع لما تم التوافق عليه بين الرياض وصنعاء، وابتزاز المملكة ماليا وامنيا وسياسيا بشكل لئيم.. ظلت أمريكا وأوروبا تلوحات تارة بالتدخل البري باليمن لإحراج السعودية، وتارة اخرى بالسعي لتصنيف الحركة الحوثية حركة إرهابية تصنيفا دوليا عبر قرار اممي( فشل لاحقا بسبب الرفض الروسي)، لقطع الطريق على السعودية والإمارات أمام اي توقيع نهائي وتصالح مع حركة أنصار الله الحوثية ولئلا يكون هذا التوقيع مكافأة لصنعاء على مواقفها المناهضة للعدوان الاسرائيلي على غزة ولكي لا تتفرغ الحركة الحوثية بالتالي لتكثيف الهجمات في البحر الأحمر، فضلا عن الهجمات على إسرائيل.. تلك الهجمات التي فاجأت أمريكا والغرب، وصعقت بالوقت عينه اسرائيل بقوة بسبب النجاح الكبير لدقة وذكاء تلك لهجمات التي أحالت تل ابيب وعدة مدن اسرائيلية الى مدن أشباح، بعد ان استطاعت صواريخ ومسيّرات صنعاء تجاوز أكثر من 2000 كم وإهانة القُبة الحديدية التي قيل عنها ذات يوم اسطورية لجيش لا يُقهر.

اليوم بعد التوقيع على وقف إطلاق النار في غزة من المتوقع إن تمضي أطراف الصراع في اليمن ،وبالذات السعودية والحركة الحوثية باستئناف الجهود لإعلان التوقيع النهائي والمُضي قُدما صوب تسوية سياسية شاملة تطوي صفحة الحرب الأليمة وتغلق كُليا الملفات والقضايا الشائكة باليمن، أبرزها ملف قضية الجنوب.

الحركة الحوثية التي ظلت تربط وقف هجماتها على إسرائيل وعلى السفن الإسرائيلية بالبحر الأحمر بوقف العدوان على غزة حريّاً بها اليوم أن تفي بوعدها وبشرطها، وذلك تسهيلا لإتمام وقف الحرب باليمن توقيفا نهائيا والتفرغ بعد ذلك لمعالجات آثارها وانتشال الوضع المأساوي الذي يعيشه البلد دون تلكؤ او تسويف وتحجج. فهي اي صنعاء قد أنجزت بموقفها مع الشعب الفلسطيني واللبناني المهمة القومية على أكمل وجه، حان اليوم التفرغ للشأن اليمني المثقل بالصعاب والبؤس، جنبا الى جنب مع المملكة التي باتت فعلاً تتوافر لديها النوايا الصادقة الحسَنة للخروج من مأزق اليمن والتفرغ للشأن السعودي الذي ينتظره استحقاقات ومشاريع اقتصادية وفكرية وثقافية وإصلاحات طموحة..
لم يبق لدى صنعاء من ذريعة لمد يدها بصدق للرياض بعد أن لبّتْ هذه الاخيرة شرطها الرئيس، ونعني بذلك شرط ان يستند أي حوارات ومشاورات لوقف الحرب في اليمن بين الطرفين: اليمن ممثلا بصنعاء وبين السعودية، وليس مع من تصفهم الحركة بالمرتزقة، كون الحرب وفق توصيفها هي حربا بين البلدين، وهذا الشرط لبّته السعودية تماماً حين نحّت حلفائها المحليين (الحكومة المعترف بها والقوى الجنوبية المؤتلفة مع هذه الحكومة) جانبا طوال ماراثون الحوارات.
*نقلا عن رأي اليوم

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

مصادر سياسية: الرئيس ترامب متخوّف من إمكانية استهدافه من قبل اليمن خلال زيارته المرتقبة للسعودية

اليمن الحر الاخباري/متابعات اكدت مصادر سياسية مطلعة ان الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب، ابدى مخاوفه …