السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / اراء / هل تمتلك إسرائيل المقومات الكافية لضرب إيران؟

هل تمتلك إسرائيل المقومات الكافية لضرب إيران؟

د. حامد أبو العز*
في الأعوام الأخيرة تحول المؤتمر الذي يعقده مركز “هرتسيليا” في جامعة “رايخمان” الإسرائيلية إلى منبر لتصدير التهديدات الإسرائيلية ضد إيران. يجتمع كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين الإسرائيليين في مؤتمر يوصف بالبحثي لعرض آرائهم حول التهديدات الأمنية التي تتعرض لها إسرائيل سواء في الأراضي المحتلة أو الخارج.
تعرض الحاضرون إلى الملف الفلسطيني بشكل مختصر للغاية إذ أصروا على مقاربتهم التقليدية في منع تمدد الفصائل الفلسطينية إلى الضفة الغربية والحديث عن ضرورة ترميم السلطة الفلسطينية.
أما الشخصيات المهمة في الكيان الإسرائيلي فقد اجتمعوا مع بعضهم البعض لإقامة حفل من التهديدات والوعد والوعيد تجاه إيران وأبرز من وزع التهديدات شمالا وجنوباً كانوا: وزير الأمن يوآف غالانت، ورئيس أركان الجيش هرتسي هليفي، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش أهارون حاليفا، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، ووزير الاستخبارات غيلا غمالائيل، ورئيس «الموساد» دافيد برنياع، وغيرهم من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين.
التهديدات الإسرائيلية ليست جديدة بل هي حركة معتادة من إسرائيل تقوم بتنفيذها كلما ظهرت إمكانية للتوصل إلى اتفاق بين القوى الكبرى وإيران حول البرنامج النووي الإيراني. فتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد على أن إيران لم تتخطى حدود 60% من تخصيب اليورانيوم. والمرة الوحيدة التي تم الحديث فيها عن 84% أثبتت الوكالة بأنها كانت عن طريق الخطأ.
وبعيداً عن نسب التخصيب ورغبة طهران في صناعة القنبلة النووية يبقى السؤال الأهم وهو هل تستطيع إسرائيل مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية؟ وما ستكون أبعاد هذه الخطوة؟
يصر الإسرائيليون غير ذات مرة بأن إسرائيل سوف تقوم بشن هجمات على المنشآت النووية الإيرانية بصورة منفردة إذا لم ترغب الولايات المتحدة بذلك. بصراحة حاولت إسرائيل اقناع الولايات المتحدة بضرب إيران مرّات عديدة منذ احتلال العراق ولكن قوبلت هذه المطالبات برفض أمريكي قاطع سواء من الإدارات الجمهورية كإدارة جورج دبليو بوش ودونالد ترامب أو من الإدارات الديمقراطية كإدارة أوباما وبايدن. وتعود أسباب امتناع الولايات المتحدة عن تلبية طلب إسرائيل إلى المخاطر الحقيقية التي ستواجهها الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط بعد توجيه ضربات لإيران. إذ يتصور أن تقوم إيران بضرب جميع القواعد الأمريكية في جميع أنحاء المنطقة سواء في العراق وسوريا أو حتى تلك المتواجدة في منطقة الخليج.
يدرك الأمريكيون وبحق بأنّ الاعتداء على الأراضي الإيرانية بشكل مباشر يعني فتح باب جهنم ليس عليهم وحدهم بل على إسرائيل كذلك. لدى إيران خطوط حمراء رسمتها عبر سنوات ما بعد الثورة وهي عدم المساس بالأراضي الإيرانية وثانياً أهمية مقاتليها المخلصين لها ولذلك تجد أنهم لم يتراجعوا قيد أنملة عن طلب الثأر لقاسم سليماني وهو ما اشتكى منه وزير الخارجية الأمريكي السابق بومبيو والرئيس السابق دونالد ترامب. هم إلى هذه اللحظة لم ينسوا اختطاف الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة الذين اختطفتهم القوات اللبنانية وسلمتهم إلى الجيش الإسرائيلي. هم يحيون ذكرى اختطافهم كل عام ويطالبون بالكشف عن مصيرهم. لم ولن يقتنع الإيرانييون بمساعي القوات اللبنانية تصوير عملية الاختطاف بأنها تمت بأمر من الياس حبيقة ونُفذت عبر روبير حاتم. حتى لو قامت القوات بتصفية روبير حاتم لخلق مشكلة دبلوماسية بين إيران وفرنسا فإن ذلك لا يستطيع صرف أنظار الإيرانيين عن مطالبتهم بالكشف عن مصير دبلوماسييهم، هم يسلكون الطرق الدبلوماسية في هذا الموضوع.
وللتأكيد بأن ما تقوم به إسرائيل هو مجرد تهديدات وتطبيل يجب التذكير بأن المنشآت النووية الإيرانية تم بنائها على عمق 60 إلى 80 متر في أعماق الجبال. وهي تسعى إلى أن يكون العمق أكثر من 100 متر خلال الأشهر القليلة القادمة. وعليه فإن إسرائيل التي لا تمتلك أي من القنابل الخارقة للتحصينات الأسمنتية لا تستطيع توجيه أي ضربة عسكرية ضد إيران. حتى الولايات المتحدة التي تمتلك هذا النوع من القنابل تدرك تماماً بأن قنابلها غير قادرة على تدمير المنشأت الإيرانية المحصنة بالجبال والمحصنة بمنظومات الدفاع الجوي التي تحيط بها.
ختاماً، تمتلك واشنطن نوع من القنابل تطلق عليه اسم “GBU-57/B” أي القنبلة الخارقة للتحصينات حتى هذه القنبلة غير قادرة على تدمير جميع المنشآت النووية وذلك بسبب منظومات الدفاع الجوي المنتشرة بشكل دوائر متعددة وبفواصل قريبة من المنشآت النووية الإيرانية ولذلك ستكون طائرات B52 الحاملة لهذه القنابل هدفاً سهلاً للقوات الإيرانية. إسرائيل لا تمتلك بعد أي من هذه القنابل أو الطائرات الاستراتيجية من طراز B52 ولذلك ما يصرح به قادة إسرائيل الأمنيين هو تعبير عن الألم من محاصرة إيران لهم وليس رغبة حقيقية بالهجوم على إيران.
*كاتب وأكاديمي فلسطيني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …