الأحد , مايو 19 2024
الرئيسية / اراء / لماذا خفّت الحماسة الدولية لانتخاب رئيس جمهورية لبنان!؟

لماذا خفّت الحماسة الدولية لانتخاب رئيس جمهورية لبنان!؟

د.إيمان شويخ*
لم تغيّر المعادلات الاستراتيجية الجديدة مافي القوى اللبنانية لأنّهم لم يغيّروا ما في أنفسهم، و ثبت بالوجه الشرعي أن المشكلة داخلية و ليست خارجية، فالقوى المسيحية أي “التيار الوطني الحر” و “القوات اللبنانية” و “حزب الكتائب”، لازالت تتمسّك بموقفها الرافض لرئيس تيار المردة (الماروني) سليمان فرنجية، و تبرّر الرفض بأن فرنجية هو مرشح الثنائي الشيعي و هو مدعوم من حزب الله، أي أن ذلك سيغضب الدول الداعمة للبنان و التي ترفض سياسة حزب الله حسب هذه القوى الرافضة، لكن هل غاب عن هذه القوى أن المصالحات التي حصلت في المنطقة غيّرت نظرة المعارضين هذه، و الدليل هو عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية و التقارب السعودي – السوري، و حرب اليمن التي شارفت على النهاية، و قد تلحق بها حرب السودان، و بالتالي فإن النقمة و الحصار و العقوبات الأمريكية ستخف حدتها إذا تكاتف العرب و وقفوا حصنًا منيعًا ضد الهيمنة الأمريكية و العالم أحادي القطب.
لكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود، فالمنطقة في واد، و بعض السياسيين في لبنان في وادٍ آخر، و يضاف إلى مصيبة عدم طرح القوى المسيحية إسم مرشح ينافس فرنجية، فإن كارثة مالية ستحل على لبنان بسبب تداعيات ملاحقة حاكم المصرف المركزي رياض سلامة من قبل فرنسا، و التحذيرات التي أطلقها مراقبون وخبراء لفتوا الى خطورة الاتهامات الموجّهة الى سلامة، ناصحين بضرورة مواكبتها بفريق قانوني وجهاز متخصص، لكن مع الأسف فإن هذا الملف و بغض النظر عن مسؤولية الحاكم من عدمها إلا أنّها وفّرت حججًا إضافية للقوى السياسية التي انقسمت بين من وفّر له الحماية السياسية و بين من شمت دون النظر إلى التداعيات المالية الخطيرة كونها تطاوِل سمعة لبنان، وتهدّد أموال المودعين المجهولة المصير أصلًا، و تعرقل أي حماسة دولية لإيجاد مخارج سياسية.
بعض المستفيدين من سياسة شراء الوقت لتحقيق المزيد من المكاسب لا يعنيهم انتخاب رئيس ينقذ لبنان من جهنّم التي أُدخل فيها منذ أكثر من ثلاث سنوات، و يبدو أن استقالة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من رئاسة الحزب و لو كانت ضمن حزبه إلا أنّها قد تفتح الباب أمام استقالات أخرى، و قد نكون أمام انهيار نظام برمته و انعقاد مؤتمر تأسيسي يعيد النظر بهذا النظام، و انعقاد طاولة حوار برعاية دولية، لكن المعلوم أفضل من المجهول، و إذا اتفقت القوى السياسية قبل فوات الأوان أفضل من الندم، فقد يأتي يومًا يندم فيه المعرقلون لأنهم لن يجدوا ما يختلفون عليه.
*كاتبة سياسية لبنانية

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

نتنياهو… ومعضلة اليوم التالي للحرب!

د.حسناء نصر الحسين* فيما ينشغل رئيس حكومة الكيان بالتفكير بمعضلة اليوم التالي للحرب وغياب استراتيجية …