الجمعة , نوفمبر 22 2024
الرئيسية / اراء / نتنياهو – إسرائيل غيت!

نتنياهو – إسرائيل غيت!

د. ميساء المصري*
على مر التأريخ الحديث، كم هي الحالات الإستثنائية التي كانت أشبه بالفضائح , حيث كانت جزءا من عملية تغيير سياسي أو كانت أسبابًا للتغييرالسياسي. لحكام وأحزاب حاكمة . مثال فضيحة تسريبات البنتاغون 1971 خلال حرب فيتنام حول أساليب أمريكا خلال العمليات العسكرية والتجسسية ، ولا ننسى ووترغيت الأمريكية أو فضائح الفساد المالي الصهيوني لكل من ارييل شارون, موشيه كتساف, وافيغدور ليبرمان أو فساد سياسي بسبب الحروب , مثل ما حصل في إنجلترا، و كيف وصلت حكومة كليمنت أتلي إلى السلطة بعد الحرب العالمية الثانية بالرغم من شعبية ونستون تشرشل كزعيم حرب عالمية.
وفي تأريخ حالة الكيان المحتل ، كانت حرب يوم الغفران من الأحداث الرئيسية التي أدت إلى تغييرات سياسية مهمة منها إستقالة غولدا مائير, وخسارة حزب العمل السلطة لصالح حزب الليكود, كذلك مناحيم بيغن أقيل بعد عام من حرب لبنان عام 1982، وعزل إيهود أولمرت في جزء كبير من صلاحياته السياسية بسبب حرب لبنان عام 2006. والآن في وقتنا الحالي الكيان المحتل لديه خطوط صدع سياسية جمعت بين الفساد المالي والفساد السياسي معا لينادي جميع الفرقاء الحزبيين والرأي العام بالإتجاه الى أن على نتنياهو أن يرحل الآن أو في وقت لاحق أصبح مسألة رئيسية أمام العالم أجمع .
يواجه زعيم الليكود الملك بيبي الذي لا يقهر سياسيا , أكبر الأزمات في حياته السياسية الطويلة , حيث كثرت الدعوات الى محاكمته كمجرم حرب أمام محكمة لاهاي, ووصفه بسفاح غزة، النرجسي المسيطر حسب تشخيص علماء النفس والذي أكد هذا التشخيص تصريحاته الأخيرة خلال الحرب والزاخرة بكلمة الآنا في الحفاظ على أمن الكيان من القوى المعادية في إقليم الشرق الأوسط وإيران.
ووقع الرجل الذي وصف بأنه “مثير للإنقسام الشديد”، في فخ خصومه الذين يعتبرونه خطرا على الديمقراطية المزعومة في كيانهم . واعتبروا إن فشله ونازيته هو إرثه الوحيد. ولن ينسب إليه أي نجاح حققه الكيان مهما كان. ليحاول نتنياهو كسب الجولة عبر أربع ورقات هي إعادة الرهائن , وإدارة الحرب , ومحاولة إغتيال قادة حماس وإبادة غزة .ويبدو أن ورقة التوت لم تعد تستر خساراته.
بالمقابل يتم طرح ثلاثة سيناريوهات لخروج نتنياهو من السلطة، أولها تقديمه لإستقالته، وهو الأمر المرفوض منه حتى الآن، والثاني هو إجراء إنتخابات رسمية وخسارة تحالفه، وأيضا صعوبة ذلك لآن الإنتخابات لن تعقد زمنيا الآن. أما آخر سيناريو فيتضمن أن يصوت ضده في الكنيست 5 على الأقل من أعضاء الائتلاف الحاكم الذي شكله ما قبل الحرب. حيث في الكيان، الحزب يحصل على أغلبية لا تقل عن 61 مقعدًا في البرلمان المؤلف من 120 مقعدًا. ويشغل إئتلافه حاليا 74 مقعدا. و يتعين على 13 عضوًا على الأقل في البرلمان مغادرة الإئتلاف أو إجراء تصويت لحجب الثقة وإختيار مرشح آخر ليحل محل نتنياهو.
فما آلية ذلك؟
لنتنياهو فضائح سياسية داخلية فقد حاولت حكومته قمع وإخفاء التقارير المتعلقة بالحرب. ورمي الفشل على الجيش والموساد والشاباك والأمن وفي تعامل حكومته العنصري مع الإغاثة المدنية لعشرات الآلاف من العائلات فرت من غلاف غزة ورفض موظفوا نتنياهو العمل معهم بحجة أنهم ليسوا مؤيدين لنتنياهو, وشاركوا في الإحتجاجات ضد حكومته. وتعامله مع الأسرى وذويهم ببطء شديد. حتى أن نتنياهو عين منسق لشؤون أسرى الحرب من أسوأ الأشخاص للمنصب، جنرال سابق يدعى جال هيرش. كان أحد مؤيدي نتنياهو الذين يكرهون النظام ويكرهون الخدمة المدنية , والجيش. ولكن ضمن نتنياهو إنصياعه لأوامره . وكذلك تهميش نتنياهو للوزراء اليمينيين المتطرفين في المؤتمرات الصحفية الفردية, ورفض نتنياهو توسيع حكومته بشكل كامل حتى تكون حكومة وحدة طوارئ حقيقية. وتأزيم الموازنة المالية للحرب وفردانية القرار وكثرة والأكاذيب والكراهية .
وإدعى القومية لدرجة إستخدامه القوة المفرطة والمجازر طوال الوقت وبطريقة غير مسؤولة من أجل إبادة أهل غزة بل حتى بثمن قتل الإسرائيليين أنفسهم . حتى تجاوز تهمة مجرم حرب بأضعاف مضاعفة بإستخدامه أسلحة أمريكية تجرب للمرة الأولى في القطاع ,كما أنه زاد الإنقسام ما بين مفهومي اليهودية والصهيونية بشكل ملحوظ خارج الكيان عالميا . وهذا سوء إدارة مفرطة من نتنياهو , ولا تترجم قوميته فهولا يثق بما يسميه البعض الجيش الكبير. نتنياهو يفضل القوات الخاصة، وعمليات الكوماندوز، والوحدات السرية، و القوة الجوية. وهو لا يثق كثيرًا في الجنرالات، فهم مجموعة من الأشخاص الأكبرمنه سنًا. ولأنه مهووس بالسيطرة فهذا النوع من الحروب تفقده السيطرة. ومن هنا يعتقد الإسرائيليون أن نتنياهو يجب أن لا يكون رئيس وزرائهم الحالي .يتخبط نتنياهو بين خصومه, والمعارضة تقف ضده بحزب “المعسكر الوطني” بزعامة بني غانتس , وزعيم المعارضة يائير لابيد من حزب “يش عتيد” الوسطي – برز كبديل واضح لنتنياهو ولا يخفى على الجميع ما فعله إيهود باراك، رئيس الأركان السابق الآخر،الذي هزم نتنياهو في عام 1999.
وتصريحاته النارية حول فشل نتنياهو وكذبة النفق تحت مستشفى الشفاء ونهاية الكيان في عقده الثامن . أو كما هدد وزير الدفاع يوآف غالانت من أن شعب إسرائيل في عام 2023 ليس هو في عام 1943. ، بل تعاون غالانت مع اسرائيل زيف وهو منتقد قوي لحكومة نتنياهو في عقد اجتماعات سرية للغاية تتعلق بالأمن القومي. ومن خلال أفعالهم يركزون على السلطة التشغيلية والأخلاقية لمحاربة نتنياهو.
كذلك هدد عضو اليمين المتطرف في الإئتلاف الحاكم، إيتمار بن غفير، بإسقاط الحكومة. وتحدث أعضاء في حزب الليكود عن الإنشقاق، وفقا لإثنين من كبار أعضاء الحزب, حتى إن بعض أعضاء حزب الليكود تحدثوا عن الإنقسام لتشكيل حزب خاص بهم، لكن هل سيكون خلال الحرب أم في اليوم الذي يلي الحرب؟
ننتظر ونرى.
*باحثة وكاتبة أردنية

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

كشف المستور في كتاب الحرب المنشور!

محمد عزت الشريف* لم يكن طوفان الأقصى محضَ صَولةٍ جهادية على طريق تحرير الأقصى وكامل …