الجمعة , فبراير 7 2025
الرئيسية / أخبار / التوافق أولًا !

التوافق أولًا !

 

بقلم/ فيصل مكرم*
بعض المواقف والتصريحات التي تطلقها شخصيات فلسطينية بين الفينة والأخرى على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة فيها من العقلانية ومنطق القول ما يبعث على التفاؤل في إمكانية رأب الصدع الفلسطيني وتوحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية في مواجهة ومقاومة الاحتلال، والبعض الآخر من التصريحات لا يتفق مطلقًا مع مصالح وإرادة الشعب الفلسطيني وتضحياته الكبيرة في سبيل نيل حريته ودولته المستقلة، ذلك أن وحدة وتوافق كل تيارات وقوى وفصائل الشعب الفلسطيني هو السبيل الذي يمكنها من العمل على استثمار الدعم العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على حدود الرابع من يونيو (حزيران) ١٩٦٧ وفقًا لقرارات الأمم المتحدة خاصة وأن ثمة تعاطفًا دوليًا واسعًا بما فيها دول في الاتحاد الأوروبي مع حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته والعيش بكرامة ولجم الغطرسة الإسرائيلية في ضوء ما ترتكبه حكومة الاحتلال من مجازر جماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي والتي برهنت للعالم بأن إسرائيل لن تحصل على الأمن ما لم يحصل عليه الفلسطينيون وهذا بات إجماعًا دوليًا وتقر به الولايات المتحدة الداعم القوي لإسرائيل، إذ تعالت الأصوات في أوروبا وأمريكا لجهة حتمية حل الدولتين كما لم يحدث من قبل، وبعد أن شهد العالم السقوط الأخلاقي لإسرائيل وقلق واشنطن بأن تفقد مركزها الأخلاقي دوليًا بسبب ما تقوم به إسرائيل في غزة من جرائم لم يشهد التاريخ مثيلًا لها، وتخطيها كل القوانين الإنسانية والمبادئ الأخلاقية في قتل الأطفال والنساء والمدنيين في غزة، ومحاولتها تفريغ غزة من سكانها وإرغامهم على الهجرة القسرية التي لا تقرها القوانين الدولية ولا الشرائع الإنسانية والأخلاقية، كل هذه التطورات أعادت القضية الفلسطينية إلى واجهة المشهد الدولي وأصبحت في أعلى سلم أولوياته واهتماماته، وبالتالي فإنه من المؤسف أن تأتي تصريحات بعض الفصائل الفلسطينية متضاربة وتثير الكثير من الخلافات واجتراح الماضي بمواقفه واستقطاباته في الوقت الذي يتوجب على جميع الفصائل والمكونات الفلسطينية ضبط إيقاع تصريحاتها ومواقفها بمسؤولية وحرص على وحدة الصف ووحدة الموقف والمصير، ذلك أن كل حكومات وقادة الاحتلال لا يفرقون بين هذا الفصيل أو ذاك فجميع الفلسطينيين إرهابيون وأعداء، وأطفال فلسطين إرهابيون محتملون ونساء فلسطين ينجبن أطفالًا ويعددنهم ليكونوا إرهابيين، ولأن هذه هي وجهة نظر الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين فإن على القادة الفلسطينيين أن يدركوا بأن الانقسام والخلافات لا تخدم سوى العدو، وحيث يقول رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو إنه لا قبول لحماسستان في غزة ولا لفتحستان يتضح لنا بأن إسرائيل ليس لديها الاستعداد للتعاطي مع الشعب الفلسطيني بأنه يستحق الحياة فكيف بدولة، ومن هنا تأتي أهمية توحيد الجبهة الفلسطينية على مختلف الأصعدة بعيدًا عن المواقف غير المنضبطة وغير المحسوبة، فالشعب الفلسطيني ولثمانية عقود وهو في مواجهة الاحتلال ويقدم التضحيات في سبيل مقاومته، وكل الدول والشعوب العربية لم ولن تتخلى عن القضية الفلسطينية بغض النظر عن رأيها حول هذا الفصيل أو ذاك، غير أنها تريد جبهة فلسطينية موحدة تعبر عن تطلعات الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وفي الشتات خاصة وأن العالم بات لديه قناعة بحق الشعب الفلسطيني في قيام دولته وتقرير مصيره أسوة بشعوب الأرض مما يتطلب وحدة الصف لخوض معركة التحرير ومخاطبة الرأي العام العالمي، والشعوب المناصرة ومؤسسات الشرعية الدولية بحقوق الفلسطينيين.
*نقلا عن جريدة الراية
fmukaram@gmail.com
@fmukaram

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

حين تتحول التضحيات إلى حرية!

ماجد الكحلاني* في ليلةٍ امتزج فيها الألم بالأمل، وفي صباحٍ أشرقت فيه شمس الصمود، كتب …