بسام أبو شريف*
ان هذه العناوين توضع بين الحين والآخر كعناوين لخلافات عميقة بين بايدن ونتنياهو هذه الكذبة الكبيرة دليل واضح على مسار الكذب الذي التزم به جو بايدن من اجل خدمة الصهيونية وهي التي زينت وعبدت له الطريق للبيت الأبيض موظفا للصهيونية يحكم الولايات المتحدة ويتصرف بقدراتها ومقدراتها لخدمة الكيان الصهيوني الذي اتى به للبيت الأبيض .
مما لا شك فيه ان هنالك خلافات خلافات في الإدارة الامريكية وخلافات في الحكومة الإسرائيلية حول المنهج الذي يجب ان تتبناه الحكومة الإسرائيلية بناء على اتفاق مع البيت الأبيض وهنالك جهات تطالب باستمرار الحرب وشنها على حزب الله وهنالك في الولايات المتحدة وإسرائيل وهنالك جهات ترى بتخفيض التصعيد ومحاولات حل الخلافات اللبنانية الإسرائيلية فاصلين ذلك عن وحدة الأهداف لفصائل المقاومة وعلى رأسها تحرير فلسطين.
تطفو على سطح الاخبار عالميا وإقليميا ومحليا ما تسربه الإدارة الامريكية وما تسربه حكومة نتنياهو من خلاف في وجهات النظر بين بايدن ونتنياهو حول وقف القتال في غزة رغم ان كلمة وقف القتال لم تستخدم بل استخدمت كلمات أخرى كهدن متتابعة اتاحة المجال لمفاوضات لتبادل المحتجزين والأسرى او تخفيض الضرب والقصف والتدمير في غزة او زيادة الشحنات التي تقف بانتظار موافقة إسرائيل لتدخل الى غزة غذائيا وطبيا وماء الشرب والأدوية الخ، ولم تكن هذه القيادة البطلة والشعب البطل والجيش البطل يقصدوا او يستهدفوا الملاحة بشكل عام في البحر الأحمر ولم يمنع ابدا اية سفينة تجارية من عبور باب المندب والبحر الأحمر اذا لم تكن متوجهة الى ايلات الميناء الإسرائيلي أي اذا لم تكن متوجهة لتغذية العدوان على الشعب العربي الفلسطيني في قطاع غزة وتغذية العدوان على جنوب لبنان وتغذية العدوان على سوريا وتغذية العدوان على اليمن والعراق وايران
لكن الحقيقة تظهر نفسها باشكال متعددة وباماكن متعددة من الشرق الأوسط أهمها وابرزها مؤخرا قيام سلاح البحرية الامريكية وسلاح البحرية الملكي البريطاني بشن غارات تدميرية عددها احد المسئولين ب 73 غارة جوية شنت خلال الليل على مواقع للجيش العربي اليمني ولمواقع حساسة في اليمن تتضمن مواقع الرادارات ومواقع الصواريخ والمسبرات ومصانع أسلحة حسبما اعلن المسئول العسكري الأميركي في القيادة في قيادة القوات الوسطى وحسبما اعلن وزير الدفاع البريطاني ولم يكتف وزير الدفاع البريطاني بهذا بل قال لا بد ان نوجه ضربات أخرى للحوتيين حتى لا يكرروا تعطيل الملاحة في البحر الأحمر كما قالت الصين وكما قالت روسيا القرار الأميركي هو قرار توسيع رقعة القتال واشعال حروب في المنطقة تستفيد منها الرأسمالية الاستعمارية الأميركية والرأسمالية البريطانية ذنب الرأسمالية الامريكية وتستفيد منها بطبيعة الحال كل تلك الكيانات التي تغذيها الولايات المتحدة لتكون في فلكها دائرة باستمرار وخادمة لمصالح الولايات المتحدة بطبيعة الحال لا بد هنا ان نشير الى ان حلف الناتو بشكل خاص هو المستفيد الأكبر مما تفعله الولايات المتحدة ولكن هذه الكذبة الكبيرة بدأت تظهر آثارا عكس التي كان يتوقعها بايدن …
قيام الولايات المتحدة وبريطانيا بتوجيه ضربات لليمن خدمت هدفا لا يراه بايدن او ربما يراه ويريده لكن هذه الضربات هي التي اشعلت البحر الأحمر وهي التي جعلت البحر الأحمر غير مرغوب به كمسلك مائي لكافة الشركات الكبيرة التي تستخدم باب المندب وقناة السويس من اجل العبور الى أوروبا بوقت اقصر وبكلفة اقل.
اليمن العربي الأصيل قيادة وجيشا وشعبا وقف الى جانب الشعب الفلسطيني ووقف الى جانب الشعب الفلسطيني وقرر ان يمنع السفن التي تمول إسرائيل وتغذيها عبر باب المندب بشتى أنواع البضائع وبالنفط ومشتقاته قرر ان يمنع تلك السفن بينما حرية الملاحة متاحة لكل السفن الأخرى كما قلنا …
الاستثناء هو للسفن التي تغذي العدوان على الشعب الفلسطيني وعلى قطاع غزة هذا هو هدف الابطال في اليمن سياسة وجيشا وشعبا ، بدأت كبرى الشركات تعرف مدى الخسارة التي لحقت بها نتيجة القرار الأميركي الذي لم يكن متأكدا من ان سفنه من تلك الشركات سوف توقف او تضرب من قبل اليمن رغم ان اليمن قد أوضح انه ليس بصدد ضرب اية سفينة تجارية ما لم تكن متوجهة الى ميناء ايلات لتغذية العدوان الإسرائيلي جاء القرار الأميركي وتنفيذ العدوان على اليمن ليؤكد لتلك الشركات ان هنالك خطر حقيقي وجديد على سفنها التي تعبر من باب المندب ليس من قبل الحوتيين بل من قبل اشعال تلك النار نار الحرب في البحر الأحمر بل الولايات المتحدة وبريطانيا وربما حلف الناتو لاحقا.
اليوم عبرت الحكومة الإسرائيلية بطريقة مضحكة جدا عن هذا الخلاف بين بايدن ونتنياهو فقد اعلن نتنياهو انه لن يوقف القتال في قطاع غزة ولن يوقف الحرب في قطاع غزة الى ان تتحقق الأهداف المعلنة من قبل نتنياهو لكل العدوان الذي مضى علية الآن مئة واثنين يوما من اجل قتل الأطفال والمدنيين والنساء وكبار السن في قطاع غزة فقد بلغ مع اليوم المئة عدد الشهداء من الفلسطينيين والجرحى والمفقودين مئة ألف وبلغ عدد البيوت التي دمرها جيش العدوان المتوحش 320 الف منزل أي مأوى مليون و800 الف فلسطيني لا يجدون مكانا لايوائهم ولا يجدون فوقهم الا قصف الطائرات يلاحقهم في كل مكان هذا القصف والدفع عبر التدمير التدريجي للمستشفيات والمدارس والجوامع وكل مكان يمكن ان يلجأ له فلسطيني هذا التدمير عبر الطيران والمدفعية والدبابات الصهيونية هدفه تهجير الفلسطينيين دون شك بدأ ذلك في الشمال ثم في الوسط والآن يضربون في الجنوب من اجل تهجير الفلسطينيين جنوب رفح ان هذا الهدف أي التهجير لط يكن من الأهداف المعلنة لنتنياهو الأهداف المعلنة هي تحرير الرهائن والأسرى وبنفس الوقت عودة الحكم الأمني الإسرائيلي لقطاع غزة وهيمنة إسرائيل على غزة والسيطرة عليها سيطرة كاملة وتدمير حماس ومصانع حماس العسكرية واسلحتها وانفاقها، ان نسمي الجيش الإسرائيلي قتلة الأطفال هو اهون الشرور او اسهلها لانهم فعلا استهدفوا الأطفال كما استهدفوا سابقا محمد الدرة.
هذه الأهداف لم تتم ولن تتم لان صمود الشعب الفلسطيني صمودا بطوليا وتاريخيا لم يسجل التاريخ مثله تماما كما لم يسجل التاريخ حربا دموية عنصرية ضد أطفال ومدنيين كما جرى في قطاع غزة ان ال 72% من المئة الف اللذين استشهدوا وجرحوا وفقدوا هم من الأطفال جيل بأكمله سحق تحت ركام بيوتهم هم وامهاتهم وجداتهم في 320 الف منزل دمرت بالطائرات الإسرائيلية الدموية هذا هو ما فعلته إسرائيل، نحن نعلم ان هنالك اتصالات حثيثة ومكثفة تجري بين الولايات المتحدة ووسطائها وبين اليمن من جهة وحزب الله من جهة وكل فصائل المقاومة متراكمة او فرادى تجري هذه الاتصالات من اجل ما يسميه بايدن عدم توسيع رقعة الحرب في الشرق الأوسط …هذه كذبة أخرى مرة أخرى.
هذه اللعبة الخبيثة التي يلعبها بايدن هي من اجل تخويف وردع من يحاول ان يكون شريكا في الصمود الفلسطيني شريكا كاملا وليس شريكا داعما فقط ، الشعب الفلسطيني يعلم ان عام 48 كان عام خيانة الأنظمة العربية والفارق بين معارك كل هذه السنوات معارك 48 ومعارك 23 هي ان صمود فصائل المقاومة ووحدة أهدافها هو الذي شكل فارقا كبيرا بين الظروف التي حكمت انشاء الكيان الصهيوني وبين الظروف الراهنة التي تجعل من الكيان الصهيوني هدفا لازالته وإعادة الحق لاصحابه هذا ما يخشاه بايدن وهذا ما يخشاه بنيامين نتنياهو على ضوء كل هذا الخلافات في إسرائيل والخلافات في واشنطن …
عندما حكمنا ان الولايات المتحدة كذبت وهاجمت اليمن ومصانع اليمن ومؤسسات اليمن ب72 الى 75 غارة جوية قصدنا بذلك ان نقول كيف كذبت الولايات المتحدة من حيث انها نشرت سفنا عسكرية في البحر الأحمر من اجل حماية حرية الملاحة بينما نشر هذه الفرقاطات والمدمرات البحرية الامريكية من شأنه ان يعطل ويعرقل حرية الملاحة فقط وليس ابدا تسهيل تلك الملاحة وجعلها ايسر الآن بعد تلك الضربة كما ذكرنا اغلبية السفن وشركات السفن الكبرى قررت عدم المرور جنوب باب المندب والتوجه الى راس الرجاء الصالح لتتم تلك الدورة الطويلة المكلفة جدا بدلا من العبور عبر قناة السويس ونذكر بان اليمن اعلن مرارا وتكرارا انه لن يمنع اية سفينة من الإبحار بحرية الا تلك السفن التي تزود إسرائيل بما ينعشها لااستمرار حربها ضد غزة اليمن كانت واضحة جدا اليمن في حالة حرب مع إسرائيل ولذلك هي تقوم به، اذا دخلت الولايات المتحدة في رد على ايران فهذا يعني انها أعلنت الحرب على اليمن التي تملك باب المندب وعلى ايران التي تملك مضائق هرمز وهذا يعني ان الأمور تماما عكس ما ادعى بايدن تدفش من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل لتوسيع هذه الحرب.
بيني جانتس مصر على ان تسمح الحكومة الإسرائيلية للعمال الفلسطينيين بالتوجه للعمل في إسرائيل ونتنياهو يرفض ذلك جانتس لديه خبرة في تلك المنطقة بالذات ونتنياهو ليس لديه خبرة لا في تلك المنطقة ولا في أي منطقة أخرى وهو معرض للمحاكمة بتهم الفساد وربما محاكمة بتهم أخرى قريبا جدا لذلك نقول ان انفجارا متوقعا داخل الكيان الصهيوني وقريبا جدا وان ما قيل وتردد ويقال ان نهاية هذا الشهر يناير هو نهاية العمل العسكري في غزة كله كلام كذب في كذب والجريمة مستمرة وعلى كل القوى المتحالفة والمتآخية والتي تقف في خندق واحد لتحرير فلسطين وتحرير الأقصى ان تكون مستعدة لهبة لا رجعة فيها لتحرير فلسطين.
في الختام نقول لمن لم يفهم معنى كلمة السيد القائد حسن نصر الله السيد قالها بوضوح ومن اعتقد ان السيد يتراجع او يتخوف من تهديدات نتنياهو يكون قد وقع في خطأ كبير جدا فالسيد يعرف اين يضع كل كلمة ومعنى كل كلمة يقولها ولا شك ان مجموعة الخبراء التي تقرأ خطاباته لدى العدو ما زالت تتعلم كيف تفسر وكيف تفهم ما يقوله السيد حسن نصر الله قائد المقاومة التي ستحرر فلسطين كل فلسطين.
السيد نصرالله قال دون ان يقولها حرفيا ان حزب الله مستعد لخوض المعركة الى النهاية وان لديه الإمكانات والقدرة والكفاءة والخبرة لفعل ذلك والانتصار مع الفلسطينيين في معركة لتحرير فلسطين لكنه راعى ما طلبه الفلسطينيون في قطاع غزة اذ يتعرض من تبقى من الفلسطينيين في غزة من للامراض للمجاعة لكل ما يمكن ان يفني شعبا بأكمله ولذلك ركز على وقف اطلاق النار ولم يركز على حيثيات ومضامين ونتائج وتوابع ذلك الوقف لاطلاق النار .
*كاتب فلسطيني
شاهد أيضاً
كشف المستور في كتاب الحرب المنشور!
محمد عزت الشريف* لم يكن طوفان الأقصى محضَ صَولةٍ جهادية على طريق تحرير الأقصى وكامل …