حسن الوريث
جاء زميلي المواطن العزيز وفي يده ملف حول قضية معينة طلب أن نناقشها معا وحين سألته عن الملف والأوراق التي يحملها.. قال ان احد الاشخاص سلمها لها وقدم نفسه بأنه مندوب النقل في هايل والحصبة وكانت هذه الأوراق تحتوي على مراجعات يطلب فيها البقاء في الجباية من سائقي الباصات في هذا الخط .. وقد راجعنا معا هذه الأوراق والمعاملات وقلت له أن هذا من اختصاص هيئة النقل البري التي يمكنها الفصل في الأمر ومدى قانونية الطلب والحق في الجباية ..
وبعد اطلاعي على الملف قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. فعلا الأمر يخص هيئة النقل البري وهي التي يفترض أن تحسم الأمر بمدى قانونية الطلب من عدمه .
قال لي زميلي المواطن العزيز.. ومارايك أن يتم للتواصل مع هذه الهيئة؟.. قلت له يا زميلي المواطن العزيز كلامك صحيح وقد تواصلت مع الهيئة وافادوا اولا بأنه لايوجد اي مندوبين للنقل إطلاقا وان هؤلاء ليس لهم اي صفة قانونية وثانيا فان لدى الهيئة توجيهات رئاسية بمنع اي جبايات من أصحاب الباصات ووسائل النقل وقد نفذوا حملة مشتركة مع المرور والأجهزة الأمنية لمنع الجبايات .. قال لي زميلي المواطن العزيز.. ولكن الجبايات عادت إلى كافة الشوارع والطرقات وبشكل كبير وعنجهية زائدة فماهو السبب ؟ وهل اقتنعت الهيئة بمبررات الذين يسمون انفسهم مندوبين للنقل ؟ .. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. اولا اعتقد ان تلك الحملة كانت فقط من أجل نشر خبر اعلامي لتقديمه إلى فخامة الرئيس بأنه تم تنفيذ توجيهاته فقط ليس إلا يعني للكذب عليه وعلى الناس اما في الواقع فان الهيئة أعلنت عجزها عن القيام بمهامها وتركتها للمرور الذي طبعا أعلن فرحه كثيرا لان الأمر فيه مصلحة مادية وتقاسم للفلوس التي يتم جبايتها وزيادة القربعة فقط ولايهمه اي شيء غير ذلك لان المرور عاجز عن تنفيذ مهامه فكيف يقبل بمزيد من المهام إلا من أجل الفائدة .
قال لي زميلي المواطن العزيز.. اذا وما الذي تبقى لهيئة النقل من مهام مادامت تخلت عن مسئولية تنظيم شئون النقل البري الذي هو الهدف من إنشائها؟.. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. كلامك صحيح يفترض ان يتم إلغاء الهيئة تماما واضافة مهمتها إلى شرطة المقربعين بإنشاء ادارة او قسم فيها وتسريح كافة موظفيها طالما وقد اعلنوا عجزهم وفشلهم.
قال لي زميلي المواطن العزيز.. وبالنسبة لهذه الأوراق التي تم تسليمها ما رأيك ياصديقي الصحفي؟.. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. طبعا نحن لسنا مخولين بالحكم على صحتها من عدمه لان الأمر يتعلق بالجهات الحكومية الرسمية صاحبة الاختصاص اما نحن فعلينا طرح المشكلة وعليهم إيجاد الحلول وفقا للقوانين والأنظمة واللوائح ذات العلاقة.
قال لي زميلي المواطن العزيز ما رايك يا صديقي الصحفي ماهي الرسائل التي يفترض توجيهها للجهات المعنية في هذا الأمر ؟.. قلت له يا زميلي المواطن العزيز..
الرسالة الأولى نوجهها إلى هيئة النقل البري ومسئوليها.. عليكم ان تقدموا استقالتكم فورا وتعودوا إلى بيوتكم طالما وقد اعلنتم عجزكم وفشلكم بل وتخليتم عن اختصاص أصيل للهيئة إضافة إلى أن الهيئة لم تقم بمهامها الاخرى في تنظيم شئون النقل والفرز٣وغيرها التي تشهد تدهور كبير وأوضاع سيئة تدل على الغياب التام لها .. اما الرسالة الثانية فنوجهها لوزير النقل الذي نقول له اذا كنت لا تدري ان الهيئة التي تقع تحت مسئولية وزارتك عجزت وتخلت عن مهامها في تنظيم شئون النقل البري فهذه مصيبة وان كنت تدري فالمصيبة أعظم وعليك اولا محاسبة مسئولي الهيئة على هروبهم إلى الخلف وعجزهم الكبير عن إدارة العمل وأيضا الإعلان عن حل هذه الهيئة تماما اما الرسالة الثالثة فهي لوزير الداخلية الذي ربما لايعلم بما يدور من تصرفات لشرطة المقربعين وتواطؤهم مع الذين يقومون بالجباية مخالفين لتوجيهات فخامة الرئيس ولا يعرف أيضا أن عملية الجباية بهذا الشكل في الشوارع والطرقات نقطة سوداء في حقه بل وفي حق الأمن والدولة كلها وسمعتها وهو أيضا لايدري أن هذه الأمور تزيد من سخط الناس بسبب هذه التصرفات أو إن عليه تقديم استقالته اذا كان عاجزا عن ضبط تصرفات شرطة المقربعين أو الأجهزة الأمنية التي تقع تحت إدارته.
قال لي زميلي المواطن العزيز.. وهل هناك رسائل أخرى ياصديقي الصحفي؟.. قلت له بالتاكيد يا زميلي المواطن العزيز هناك رسائل مهمة لفخامة الرئيس.. الأولى نقول له فيها هل تعرف ان توجيهاتك بمنع تحصيل اي مبالغ من أصحاب الباصات ووسائل النقل لم يتم تنفيذها وان اصغر شرطي مرور أو عسكري في الأجهزة الأمنية يكسرها وان هيئة النقل البري تخلت عن مهمتها ولم يتم سوى تنفيذ حملة وهمية لزوم التقرير الذي تم رفعه اليكم؟ اما الرسالة الثانية تقول .. اذا كنت غير قادر على إلزام الجهات الحكومية بتنفيذ توجيهاتك فعليك اما إقالتهم أو تقديم استقالتك فورا ؟ والرسالة الاهم إلى كافة الأجهزة الحكومية من الرئاسة إلى النقل والداخلية إلى غيرها من الجهات المختصة هل عجزتم في عصر التكنولوجيا ان تجدوا طريقة للجباية سوى التقطع للناس في الشوارع والطرقات وبهذه الأساليب التي تدل على أن الدولة والحكومة غائبة تماما واذا كان هؤلاء مندوبين للنقل فعلا فعليكم أن تبتكروا طريقة حديثة عبر وسائل التكنولوجيا اما بقاء الأمر هكذا فإنه مسئ للنظام ولسمعة الدولة والحكومة ويؤكد ان كل مانسمعه من كلام عن بناء الدولة اليمنية الحديثة مجرد استهلاك اعلامي وفنكوش ينتهي عند اصغر مقربع وعند هيئة عاجزة هربت من مهامها إلى الخلف.
قال لي زميلي المواطن العزيز وانا .. هل وصلت هذه الرسائل وسنجد نهاية لهذا العجز الحكومي ام أن الأمر سيبقى كما هو قربعة وهيئة عاجزة وكل واحد يهرب الى الخلف؟..