الجمعة , نوفمبر 22 2024
الرئيسية / اراء / خرافة خلاف “بايدن.. نتنياهو” وشلالات الدماء يغزة!

خرافة خلاف “بايدن.. نتنياهو” وشلالات الدماء يغزة!

 

د. محمد المعموري*
من الضروري ان أُعرج قليلاً على حدث مرّ في زمان قضى لكي نأخذ العبرة ، وربما نقارن بين الامس واليوم لنجد أوجه التشابه فيستيقظ ضمير امتنا العربية فإنني افترض ان ما اطرحه من معلومة بعد غزو العراق للكويت هو واقع يتكرر مع تعطش امريكا والصهيونية لتفتيت الامة العربية و لكي نتقارب في وجهات النظر ادعي بانني اطرح هذا الموضوع لنستيقظ من غفلتنا فربما تناسينا أحداثها اليوم او اننا لم نجد شبها لها ، ولكنها هي ، هي حدثت واليوم تحدث وستحدث مادامت عقول بعضنا لا تستوعب حجم مسؤوليتنا اتجاه امتنا العربية وان همنا الاول والاخير فقط ازالة الحدث دون ان ندرك عاقبته ، وان امريكا ومن يتحالف معها لا تقدم لامتنا العربية الا صفعات تلو الصفعات ، وان بعض حكامنا مع الاسف أداة مطيعة لها.
لو فقط عادت بنا الايام الى عام (1990 , 1991 ) في الحقبة التي كانت أمريكا ومن تحالف معها تعد العدة لإخراج النظام العراقي السابق من الكويت “والقصة معروفة ” ، فان امريكا والصهيونية لم تقدم نفسها مدافع عن الخليج ولكنها تقدمت انظمة عربية بكل اسف لتتوسل بأمريكا للدخول الى المنطقة لا لضرب الجيش العراقي فحسب بل لتتخذ من منطقتنا قاعدة لتفتيت امتنا العربية والتي اصبحت ارض رخوة بعد غزو الكويت ، ولكي تقلب الصهيونية وامريكا الامور واستثمار العاطفة العربية ضد النظام العراقي السابق فكان الامر المهم لدى الالة الامريكية الصهيونية توظيف الساحة الاعلامية من خلال التهويل لحجم وامكانية الجيش العراقي وامكانيته في احتلال دول الخليج الاخرى وان العراق لديه القدرة الخارقة في محاربة الجيش الامريكي في اتجاهين الاول العدة التي كانت تتحدث عنها الاذاعات والاعلام الغربي والعدد، وكل هذا كان بسبب ان الامريكان وحلفائهم كان هدفهم امرين الامر الاول هو ان تعطى امريكا المبرر لجمع حلفائهم لضرب الجيش العراقي وتفتيت قواته ، اما الهدف الثاني هو منح النظام العراقي السابق مزيد من الغرور في عدم الانسحاب من الكويت، بالرغم من معرفة امريكا وحلفائها بقدرة الجيش العراقي وحدود قوته خاصة وان الجيش العراقي في تلك الفترة كان منهك من حرب ثمان سنوات عجاف ، خسر فيها صفوة قادته وضاعت من بين تلك السنين عدته بين تدمير واندثار.
وكذلك اليوم تطبل الالة الاعلامية الغربية الصهيونية بوجود خلاف عميق بين بايدن ونتنياهو ، وهذا يعني زرع الامل في نفوس العرب وجعلهم يتثاقلون الى الارض على امل تطور هذا الخلاف وسقوط نتنياهو وان الفرج قريب وستوقف المجزرة على غزة ، وتنتهي مأساة الشعب الفلسطيني الذي انحصر في بقعة من الارض يتلقى القصف ويتضرع الى الله من ظلمنا وضياع نخوتنا ونحن نحاصرهم لنقدمهم لقمة صائغة لهذا الكيان المستبد ولازلنا ننتظر عزوف “العم ” بايدن عن دعم نتنياهو من جهة وانقلاب الرأي العام في تل ابيب لأسقاط نتنياهو وتقديمه للمحكمة من جهة اخرى ، “اي سيناريو وردي ينتظر العرب ، سبحان الله ” وطبعا كل هذا لن يحدث ابدا وكل الذي توظفه الالة الاعلامية للكيان المحتل وقنوات امريكا الاعلامية هو تخدير الشارع العربي ومنح الكيان الصهيوني مزيد من الوقت لتدمير الشعب الفلسطيني وانهاء مقاومته على ساحة غزة.
ومن ناحية اخرى زرعت الالة الاعلامية في اعلامها خشيتها من توسع رقعة الحرب وتطورها الى حرب اقليمية والكيان المحتل يوميا يقصف مدن اخرى من ارض العرب ليتحدى بعض حكامها ولينذر شعبها وكأنه يقول لنا “ها انا ذا .. هل من مبارز ؟ ” لأنه يعلم اننا في واد والعروبة والاسلام في واد اخر والله المستعان.
قد يصدق من يصدق ان امريكا ستتخلى عن ابنتها الغير شرعية وان بايدن هو من سيغير مجرى الحرب والحقيقة ان الذي يجري هو ابادة كاملة لشعب فلسطين رغم حقيقة تحكم المقاومة الفلسطينية في ميدان المعركة التي لازالت تسقي السم لجيش الاحتلال ، حتى يكون رد هذا الكيان انتقاما من الاطفال والشيوخ والنساء.
ان ما أريد ان اصل اليه هو ان غزة انتصرت لأنها لازالت تديم زخم وهي تقترب من شهرها الرابع لتسجل اكبر نصر للعرب على الصهاينة وهي تقهر الالة الامريكية الصهيونية وهي تقهر الزمن الذي راهنت عليه ، اما الان علينا ان نؤسس لأعلام عربي لا لكي يظهر النصر ويمجد المقاومة “وهم يستحقونه ” لكن علينا ان نظهر الم الشعب الفلسطيني والقهر الذي يقع عليه من قبل الصهاينة، وكذلك علينا ان لا نظهر امام الشاشات طريقة الاسر او مقدار النصر لاننا لو قدمنا هذه المادة فاننا سنقع في دائرة التعاطف الغربي مع الصهاينة ونحن نعلم ان الغرب يتأثر عاطفيا بما تقدمه منصات التواصل الاجتماعي، وعليه فان النشر يجب ان يكون تحت سيطرة مركزية تقودها عقول اعلامية ذات خبرة بهذا المجال.
ويبقى السؤال امام بعض حكام العرب ماذا ينتظرون … ومتى يتحركون لإنقاذ الشعب الفلسطيني؟
وما ان انتهيت من كتابة مقالي حتى قرأت تواً تصريح جون كيربي من امريكا ما يوافق ظني…”نصه في ادناه”، انهم لا يريدون ايقاف الحرب انهم يريدون ابادة شعب غزة “افهموا بالله عليكم ياعرب”.
(المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن الولايات المتحدة لا تؤيد الدعوات التي تطلق حاليا لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، وشدد على الاستعاضة عن هذه الدعوات بهدن إنسانية مؤقتة لإتاحة إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة). والله المستعان.
*كاتب وباحث عراقي

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

كشف المستور في كتاب الحرب المنشور!

محمد عزت الشريف* لم يكن طوفان الأقصى محضَ صَولةٍ جهادية على طريق تحرير الأقصى وكامل …