الأحد , سبتمبر 8 2024
الرئيسية / أخبار / تحليل سياسي.. لعبة إسرائيل بأوراق الحماقة الاستراتيجية هل يفتح الابواب على مصراعيها أمام الرد الإيراني؟!

تحليل سياسي.. لعبة إسرائيل بأوراق الحماقة الاستراتيجية هل يفتح الابواب على مصراعيها أمام الرد الإيراني؟!

د.حسناء نصر الحسين*
في خطوة غير مسبوقة يستهدف الكيان الإسرائيلي القنصلية الإيرانية في دمشق وهذا الاعتداء الأخير يمثل تغيرا كبيرا في قواعد الاشتباك قد يشعل حربا إقليمية لا أحد يرغب بها ، حاول الكيان ومنذ بدء عملية طوفان الأقصى أن يجر المنطقة برمتها إلى حرب مفتوحة يلزم واشنطن بالدخول فيها على شاكلة حروب واشنطن السابقة في العراق وافغانستان ، دخول ترى فيه تل أبيب حاجة ماسة في وقت فشلت فيه خلال الاشهر الستة من معركة الطوفان أن تخرج بنصر حاسم ينهيها لصالحها .
لنرى في الأسابيع القليلة الماضية اعتداءات اسرائيلية اسبوعية ومؤخرا شبه يومية على سورية وصولا لمرحلة التطور الخطير باستهداف القنصلية الإيرانية في دمشق التي أدت إلى استشهاد قائد قوات فيلق القدس في سورية ولبنان محمد رضا زاهدي ومعاونه ومستشاريه وعدد من المقاومين ليشكل هذا الاعتداء في شكله ومضمونه اعتداء مباشر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية كون القنصلية في العرف الدبلوماسي الدولي هي ارض تابعة للدولة الإيرانية .
تحاول إسرائيل بعد هذه الشهور الطويلة من الحرب مع المقاومة الفلسطينية والتي أبدت فيها المقاومة اصرارا وثباتا أربك حسابات الكيان ومن خلفه الأسياد الأمريكان الذي يرى انه أصبح مهدد داخليا وخارجيا من هنا نرى هذه العربدة الإسرائيلية المتكررة على أهداف لمحور المقاومة والجيش العربي السوري محاولة لقلب الطاولة فنتنياهو الذي أصبح امره محسوما بالسجن يحاول جر الجميع إلى الهاوية التي تنتظر مستقبله وحكومته السياسي ومن الواضح أن الإدارة الأمريكية قد أعطت الضوء الأخضر للكيان للقيام بهذه الخطوة لنفرض واقعا جديدا على سير المفاوضات مع محور وحدة الساحات الذي أبدى صلابة في الموقف ومازالت ضرباته تشكل تهديدا على مستقبل الوجود الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط من هنا نستطيع أن نقرأ القبول الأمريكي الذي يرى مصالحه المهددة والمستهدفة من قبل محور المقاومة فكان قرار التصعيد بشكل مباشر بعيدا عن الرسائل المبطنة التي كانت سمة الاعتداءات السابقة لتدخل الحرب فصلا جديدا اكثر اتساعا وشمولية وهذا يشير إلى القلق الأمريكي فالتطور الخطير في قواعد الاشتباك وذهاب أمريكا للتخلي عن سياسة بؤر التوتر في حروبها مع الدول المقاومة إلى سياسة المواجهة المباشرة يدخل المنطقة برمتها في أتون حرب مفتوحة كانت الولايات المتحدة الأمريكية تروج لعدم رغبتها فيها ، الا أن الاعتداءات الأمريكية المتكررة على جبهة الإسناد في اليمن والعربية الأمريكية في سماء العراق وإعطاء الأوامر لعصاباتها الإرهابية في سورية والتطور الخطير من خلال استهداف القنصلية الأمريكية يعطي مؤشرات واضحة للقرار الأمريكي بإشعال الجبهات مجتمعة والذهاب لحرب مباشرة مع إيران التي تعتبر الداعم الأكبر للمحور .
وهنا لنا أن نتساءل كيف سيكون رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية على هذا الاعتداء المباشر على سيادتها؟ وهل سيكون هناك ردا على مستوى الاعتداء الاسرائيلي أم ستكتفي إيران بالرد عبر مناطق بؤر التوتر ؟
مما لاشك فيه أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومحور المقاومة لا نية لديه لتوسيع الجبهات والانزلاق على حرب مفتوحة يعرف الجميع متى تبدأ لكن لا أحد يعلم متى تنتهي وأيضا ضمن الحسابات الإيرانية أن صمتها وعدم الرد الإيراني القادم من طهران سيعطي الأمريكي والإسرائيلي هامشا اكبر لتكرار سيناريو القنصلية الإيرانية في دمشق وقد يتطور المشهد لعدوان مباشر على طهران وهذا مالا ترغب به ، من هنا نرى أن الرد الإيراني حاجة ملحة مع الاخذ بالاعتبار تطورات المشهد لاحقا وحساباته فالمنطقة برمتها على صفيح ساخن واليوم نرى تغيرا جذريا على مسرح الأحداث الإقليمية قد تنذر بتوسع دائرة الحرب فالكل مكانته ومصالحه أصبحت مهددة بالخطر وهذا ما ادركته واشنطن من خلال عمليات البحرين الأحمر والعربي والذي تطور ليشمل المحيط الهادي من هنا نرى تغيرا في الاستراتيجية الأمريكية التي اوجعتها قدرات السلاح والقرار لدى محور المقاومة .
وفي خلاصة هذه المشهدية نرى أن المشهد الدولي برمته يسير في تطور كبير لناحية مسرح الأحداث فأمريكا التي اوعزت لأذرعها الإرهابية باستهداف المدنيين في قلب روسيا واليوم القنصلية الإيرانية يوجب على هذه الأطراف التنسيق الاستراتيجي لناحية الرد المتمثل بالقضاء على الاذرع الإرهابية في سورية .
العمل على إخراج القوات الأمريكية من العراق وهذا لن يتم دون ضغط شعبي على الحكومة العراقية للإسراع في خروجها .
رفع مستوى المواجهة مع القوات المحتلة الأمريكية في سورية والعراق وضرب مصالحها في أي مكان تطاله يد المحور لإجبارها على الخروج من منطقتنا
فعلى روسيا ومحور المقاومة الانتقال في خططهم من مرحلة ضرب الاذرع إلى ضرب الرؤوس وهذه استراتيجية أمريكا الجديدة والا ستبقى دول وشعوب هذه المنطقة وحتى الدولة الروسية وشعبها في حالة استنزاف لقدراته ويبقى الأمريكي من يرسم المسارات في هذا العالم يعربد متى يشاء دونما رادع .
*كاتبة سورية وباحثة في العلاقات الدولية – دمشق

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

هيئة التأمينات تصرف النصف الاول من معاش نوفمبر 2020 للمتقاعدين المدنيين

  اليمن الحرالاخباري  / عبدالواسع احمد تنفيذا لتوجيهات فخامة الأخ الرئيس مهدي المشاط رئيس المجلس …