معن بشور*
يبقى التاسع من نيسان/ ابريل 2003 ، يوم دخلت دبابات الاحتلال الأميركي الى بغداد يوماً له تداعياته المؤلمة والخطيرة على المنطقة والعالم فقد باتت أبواب المنطقة باسرها، بعد احتلال العراق، مشرّعة امام الاملاءات الأميركية التي لم تكتف باحتلال العراق بل وقفت وراء ما جرى في لبنان من عدوان صهيوني، وفي ليبيا من غزو، وفي اليمن من حروب، وفي فلسطين من مجازر، وفي سورية من حرب كونية، وفي ايران من حصار وتهديدات وفتن ما زالت مستمرة حتى اليوم…
واذا كانت حرب تموز 2006 في لبنان هي قرار امريكي بتنفيذ صهيوني، واذا كانت حرب الإبادة الجماعية على غزة قرار امريكي بتنفيذ صهيوني ايضاً، فان الحرب على العراق كانت قراراً صهيونياً بتنفيذ أميركي اطلسي.
ان ادراك هذه الحقيقة يبقى اليوم هو الخطوة الأولى في مواجهة كل التحديات التي تواجهها الامة وهو المدخل لكي نراجع جميعاً عراقيين وعرباً ومسلمين مواقفنا وعلاقاتنا بعيدا عن
الغرق في سلببات الماضي وعن عقلية الاقصاء والالغاء والاجتثاث و لكي نبني على الشيء مقتضاه، ونرى المقاومة العراقية المنتصرة لغزة اليوم وغاراتها على القواعد العسكرية الامريكية وعلى المنشآت الصهيونية امتداداً لتلك المقاومة التاريخية التي انطلقت من العراق صبيحة التاسع من نيسان والتي قدم العراق في ميادينها الشهداء والجرحى والأسرى والخراب والدمار.
في صيف عام 2003 ، وبعد ثلاثة اشهر على الاحتلال الأمريكي للعراق انعقدت في صنعاء الدورة السادسة عشر للمؤتمر القومي العربي الذي شرفني بانتخابي اميناً عاماً للمؤتمر لثلاث سنوات، وفي كلمة الشكر لاخواني في مؤتمر كان يحضره ممثلو المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعراقية آنذاك والعديد من الشخصيات والقيادات قدمت لهم الرباعية التي اسميتها ب “رباعية الخلاص” وهي المقاومة، المراجعة، المصالحة، المشاركة، وهي الرباعية التي ما زلت ادعو ،مع اخواني، لها ونبذل الجهود لانجاحها ليس في في العراق فقط بل على امتداد الامة…
واليوم وبعد 23 عاماً على احتلال العراق، وستة أشهر على ملحمة ” طوفان الأقصى” المستمرة ادعو الى التمسك بمعادلة الخلاص التي لا خلاص لامتنا إلا بها ..
ولا انسى كلمات سماحة السيد نصر الله في افتتاح المؤتمر العربي العام ضد اغزو الاميركي وومع دعم المقااومة العراقية بعد ايام على احتلال العراق وفي فندق كراون بلازا في بيروت حين قال:
كان الاميركيون ينتظرون ان يسستقبلهم العراقيون بالورود والرياحين فاستقبلوهم بالقنابل والرصاص.
*كاتب لبناني
شاهد أيضاً
كشف المستور في كتاب الحرب المنشور!
محمد عزت الشريف* لم يكن طوفان الأقصى محضَ صَولةٍ جهادية على طريق تحرير الأقصى وكامل …