السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / اراء / حتى أنت أيها الضباب اسرائيلي؟!

حتى أنت أيها الضباب اسرائيلي؟!

خالد شــحام*
نحن نعلم في عميق وعينا الباطن بأنكم أنتم من قتلتموه ، لكن الرصانة والحيادية وسائر مصطلحات العقلانية والمنهجية تحتال على وعينا ليتأدب في حضرة الرحيل ويصمت عما لا يمكن قوله ، نحن ندرك بأن بصماتكم تملأ المكان كما هي عادة الحدث ، أصابعكم وتقنيات الأمريكان هي التي عبثت بشيء ما في الجسد المعدني أو الجسد البرمجي العقلي المرشد للطائرة لكي تذهب وتلقى حتفها في الموقع المطلوب حيث نعثر على الإجابة الجاهزة البسيطة ونقبض على الضباب والمطر بأنهما الفاعلان وليس غير، لكننا في حضرة التحقيق والمحققين وخريجي معاهد الجنائية نتأدب أمام أصحاب الاختصاص ونبتلع حبوب الألم ونتحول إلى متعلمين .
(اسرائيل) هي الكيان المسخ الوحيد الذي يمتلك المؤهلات التاريخية والدينية والسياسية الوحيدة للقيام بهكذا عملية تقنية عالية المهارة الاحتيالية الجبانة حتى يشك الشهيد فيمن قتله ولأي سبب استشهد أثناء صعوده ، هل فهمتهم لماذا حظوا باللعنة من الله عبر التاريخ الطويل ونزل فيهم سلسلة الأنبياء بعد أن احتالوا على الله والكتب والرسل ؟ لأنهم هم من يقفون خلف فتنة الزوج عن زوجه وانفصام الوعي عن وعيه ، ولأنهم من حيث لا أحد يعلم يخرجون الكفر من صدور الناس ويذيبون الايمان من قلوبهم ، لأنهم قتلوا الرضيع على صدر أمه سرا وجهرا ، لأنهم أزالوا ملوكا ووضعوا ملوكهم وقتلوا شعوبا ووضعوا شعوبهم دون أن يحس أحد أو يشعر أحد في كل قسط من أقساط الزمان ، هم الوحيدون الذين يرتكبون أفظع الجرائم التي يظنها العالم عمليات تجميل أو صُدَفا أو حظوظا سيئة ، هم الوحيدون البارعون عبر التاريخ الجيني في تركيب وتزيين مسرح الجريمة دون أن يشعر أحد أو يحس أحد لكي تبدو الأمور من فعل الحدث أو الطبيعة أو الظرف .
لمن كان يسأل عن الرد الإسرائيلي على عملية الوعد الصادق التي تم بموجبها قصف دويلة الكيان فهذا هو الرد غير المعلن ، ولمن كان يشكك في وقفات ايران ونهج ايران فهذا هو الجواب امام أعينكم ، لا توجد في الدنيا قوة كافية لإزالة قناعتنا بأن هؤلاء المجرمين أبرياء من دم الذين تفحموا في الطائرة المنكوبة حتى لو كانت الطبيعة هي السبب ، يكفي أن نفهم حجم المرحومين ابراهيم رئيسي وأمير عبد اللهيان لندرك أنهما يشكلان صيدين ثمينين جدا في حسابات ضمير الشر آنيا ومستقبليا ، اقليميا وعربيا وعالميا ، إن سقطة بهذا الوزن والحجم وطبيعة الملابسات التي أحاطت بكل القصة لا يمكن أن تكون مجانية ولا ظرفية ، التحقيقات وحدها هي التي سوف تخدرنا جميعا بالوصول ليس إلى الحقيقة بل بالوصول إلى التصريحات الأكثر قدرة على إخماد التساؤلات الثائرة الحانقة ، حتى لو لم تكن دويلة الكيان هي من اغتال السيد رئيسي فموته جاء ليصب في خدمة موقفها وردها الضميري على عملية الوعد الصادق ، حتى يعقل حتى أنت أيها الضباب اسرائيلي ؟ !
هذا هو ثمن الجهاد وثمن الوقوف في وجه أعداء الحياة يا ايران ، هذا هو الثمن المشرف في الوقوف ضد الإمبريالية والصهيونية التي استولت على كل هذا العالم وتتعرض الآن للاهتزاز الشديد بفعل صمود غزة وبفعل وقفات ايران ، هذا هو الثمن الذي يجب أن تدفعه ايران ويدفعه كل من يريد الكرامة والعيش بحرية في فضاء هذا الزمان الاسرائيلي ، لكننا نبشركم جميعا بأن النهاية الصحيحة والخاتمة السليمة العادلة للتاريخ تقترب كل يوم أكثر .
*كاتب فلسطيني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …