الجمعة , نوفمبر 22 2024
الرئيسية / اراء / أنا جاوع يا مشّاط!

أنا جاوع يا مشّاط!

بقلم/ محمد قائد العزيزي*

لستُ أنا وحدي من يصارع الجوع بكل الوسائل والسبل ، دخلت أنا والجوع والفقر والفاقة العام التاسع على التوالي من الحرب والقتال ، وإني أخاف أن نصل أنا والجوع كتلك الحرب التي خاضها العرب وسميت بحرب البسوس وحرب داحس والغبراء .

لستُ أنا وحدي من يصارع الجوع والمرض بل هناك ملايين اليمنيين يصارعون الجوع والمرض ولقمة وقوت اليوم في ظل انعدام فرص العمل وانقطاع الرواتب ، وتوقف المساعدات الأممية التي كانت تساعد في مواجهة الجوع للبعض ، وطبعا لم نحصل على سلال غذائية ، رغم أننا فضحنا الغذاء العالمي الذي كان يسرق سلال غذائية باسمائنا وعدد كبير من موظفي الدولة ونحن في غفلة وبدون علمنا .

كل هذا الأنين وهذا الجوع والفقر ولم يصل إلى مسامع المشاط وحكومته ، ولا أحد يريد أن يلتفت إلى هذا الشعب ، وكأنهم لا يسمعون أنين الناس ونداءاتهم بأن مسنا الظلم والجوع والفقر المدقع ، وكأنهم لا يبصرون ويشاهدون حالة التسول التي تزيد وترتفع كل يوم وهم يعلمون يقينا أن الشعب بلغ فيه الضرر عنان السماء لكنهم غير أبهين لما وصل إليه .

أذن من عجين وأخرى من طين في حكومة صنعاء ، يعتقدون أن الله معهم ولن يسقط جبروتهم وأن عموم الشعب صخرة سخرهم الله لهم ولخدمتهم ويجمعون لهم الجباية والأموال لمشرفيهم والمسؤولين العاملين معهم ،ورغم أننا نصرخ ونناشد ونترجي إنقذوا الناس من الجوع ، ولكن لا أحد يسمع لصراخ وأنين هذا الشعب وأنا واحدا منهم .

انطلقت الكثير من التحذيرات والدعوات المنددة لحالة الشعب المزرية والتي قد تنفجر في أية لحظة ، وليست تحذيرات الشيخ المناضل الفريق أول سلطان السامعي عضو المجلس السياسي الأعلى ببعيدة فقد قالها قبل شهر من الٱن لو لا الحرب على غزة لكان الشعب خرج ضدكم وضد الفساد الذي ينخر في مؤسسات حكومة تصريف الأعمال.. وقال الشيخ السامعي أمام مجلس النواب: الناس تعبت وبلغت الحلقوم وإذا خرجوا فسيجرفوا الجميع .

بعد تحذيرات الشيخ السامعي بأيام خرج صالح هبرة رئيس المكتب السياسي لحركة أنصار الله سابقا ،وكتب مقالا صادحا وصادقا وناصحا ومحذرا الحكومة وقيادة أنصار الله ،الشعب يموت جوعا والمشرفون يعيش في بحبوحة ونعيم ،ألتفتوا للشعب ، الشعب هو الأساس في الحكم وللبقاء في سدة الحكم ،قالها هبرة بصدق وإخلاص لعل وعسى .

وأنا أضم صوتي إلى صوت الشيخ السامعي والأستاذ صالح هبرة وإلى صوت كل الشرفاء من أبناء الشعب اليمني وإلى صوت مليون ونصف المليون موظف مدني نحن نموت من الجوع وللصبر حدود ،عودوا واهتموا بالناس والخدمات واصرفوا الرواتب لأن هروبكم نحو غزة لن يشفع لكم عند مواطن يموت جوعا ولا مانع من الوقف مع غزة وكلنا مع غزة وهذا أيضا لا يمنع من صرف الرواتب و الوقوف مع الشعب اليمني ،لأن الجوع كافر ، فقد قالها الإمام علي كرم الله وجهه لو كان الفقر رجلا لقتلته ، وإني أخف عليكم أن يقتلكم جوع الناس .

أنا جاوع اشتي راتبي أصبح وسيصبح شعارا يرفعه ويردده كل موظف وجميع أبناء الشعب ، فالفقر والجوع غزى ودخل كل بيت بدون إذن أو إشعار مسبق، ومس الجوع كل مسن وشيخ وشاب وطفل وعجوز وامرأة ،وأعلم تماما أنكم لا تشعرون بما نعيشه من شظف العيش والعناء ، إذا كنتم لا تشعرون وهذه حقيقة فكيف تجسدون قول رسولنا الأعظم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته في حكمكم وأنتم كان شعاركم في البداية مناهضة الفقر والحكومة التي كانت في سدة الحكم .. فكيف نسيتم هذه الشعارات والمبادئ التي رفعتموها أمام الشعب ،ألستم من ألصق تلك الشعارات في الشوارع والجولات وجدران الحارات والقرى والمديريات،وتطالبون الناس الخروج في وجه الظلم ونخرج شاهرين سيوفنا ، وأنكم جيئتم لأجل المستضعفين ورفع الظلم.

يا مشاط هذا ليس حالي وحدي وإنما حال كل الناس والموظفين خاصة ،والناس جميعا مسهم الجوع والفقر الذي هزم كل قدرات الشعب على الصبر والتحمل ، يا مشاط ليس الجوع وحده من أضر بالمواطنين بل أصبحت وغيري من أبناء الوطن لم نعد نستطيع شراء علاج السكر والضغط والقلب، ضف إلى ذلك الجوع نحن نعيش حالة الموت ونرقبه يوميا ،ولأنك تعيش حالة البحبوحة ونعمة العيش المفرط ، والناس من حولك وتعيش في برج عالي فمن الطبيعي أنك لا تحس بالناس ، وليس الشابع كالجاوع كما يقول المثل الشعبي.

أعرف أن رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط ليس بيده قرار لصرف الرواتب وتوجيه الحكومة بالصرف ، ولذلك أقول له بكل صراحة وأصرخ في وجهه وحكومته أنا جاوع وكل موظفي الدولة جاوعين وكذلك المواطنين يموتون يوميا من الجوع فإن خرج الناس بثورة الجياع فهم كالسيل الجارف يجرف كل شيء ولا يمكن أن تقف أمامه أكبر قوة مهما كانت ،ويا مشاط بلغ القيادة بأني جاوع …
أنا جاوع يا مشاط .. اللهم إني صرخة وبلغت بأن مسنا الضر والجوع والفقر ،وأنت خير الحاكمين..يا رب نحن مستضعفين في الأرض وقد طغى وبغى علينا كبراؤنا ،فأنتقم ممن جوعنا وأكل حقوقنا ومنع وقطع رواتبنا يا رب العرش العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
“نقلا عن سام برس”

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

كشف المستور في كتاب الحرب المنشور!

محمد عزت الشريف* لم يكن طوفان الأقصى محضَ صَولةٍ جهادية على طريق تحرير الأقصى وكامل …