السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / اراء / اوان رحيل السلطة!!

اوان رحيل السلطة!!

د. محجوب قاهري*
منذ ثمانية أشهر وانا أفكر في وضع السلطة الفلسطينية. وما الفائدة من وجودها الى الان وهي لا تقدم شيئا لفائدة شعبها، وتدرك بانها سلطة وظيفية لصالح الكيان. وفي الحقيقة فان وضعها مأزوم لسببين، الأول، انها سلطة عليها الانصياع لقوانين اتفاقية اوسلو، فلولا أوسلو لما كانت السلطة. وثانيا، ان الأشخاص الذين مثلوا هذه السلطة، منذ 1993 اغلبهم ظل في مكانه، الا من غيبه الموت، وتحول الى رجل اعمال هو او أبنائه. وأصبحت فكرة السلطة تقوم على استقرار الوضع لفائدة الكيان، فاستقوى التنسيق الأمني الذي يطارد المقاومين، واستقوى معه نفوذ مصالح اهل السلطة.
وانا أفكر في وضع السلطة، جاءت مجزرة مخيم النصيرات، التي حدثت بالأمس، لثبت ان غزة لا تزال تقاوم وحيدة. فالعالم صمت بكل خزي وعار، والسلطة كعادتها حركت شفاهها حتى لا تلام، ودول العرب هم اهل أوسلو وخاصته، وحتى مساندة حزب الله والمقاومة العراقية واليمنية برغم أهميتها، فهي لم ولن تؤثر فعليا على قرار وقف الإبادة التي فاقت كل تخيل.
ولم أجد بدا امام هذا الوضع لإيقاف هذه الحرب المجنونة سوى القول انه أصبح لزاما ان تخرج غزة من عزلتها، ولن يكون ذلك الا بتوسيع نطاق الحرب بشكل تام الى الضفة الغربية. ولن يكون ذلك الا بإسقاط السلطة الفلسطينية. على هذه السلطة ان تُهدم مثلما هُدم حائط برلين، وهي التي تقف حجر عثرة امام المقاومة في الضفة وتتآمر عليها في غزة. سقوط السلطة سيغير ملامح الحرب، وسيضفي مواقف عالمية جديدة تدعوا الى وقف هذه الإبادة.
ولن يخفى على أحد من ان توسيع نطاق الحرب الى الضفة سيكون محددا لمستقبل الحرب في غزة. أمريكا كانت تدرك ذلك، وقد سعت الى اقناع النتنياهو ووزير ماليته بعدم اتخاذ قرار منع تحويل المال الى السلطة الفلسطينية، لان استمرار السلطة، وهي التي تمتلك أكثر من 60 ألف شرطي، سيساهم في استقرار الوضع في الضفة، وذلك يعني مطاردة المقاومة. أمريكا تدرك ان دخول الضفة الى رقعة الحرب الحقيقية سيغير الوضع ضدها وضد الكيان. السلطة تدرك ذلك وتلعب دورها كما حدد لها دون خجل امام دماء الأطفال في غزة.
وحينما تسقط السلطة الفلسطينية تسقط معها اتفاقية أوسلو نهائيا، وتتحرر المقاومة. حينها فقط سيفهم الغرب حجم الكارثة التي سيقعون فيها. هم خسروا حروب تدجين المقاومة في غزة، ونجحوا في كبح جماحها في الضفة باستعمال وسائل السلطة الفلسطينية، لكن حينما تسقط السلطة، سيتغير الوضع كليا. ستزأر المقاومة الجماعية في الضفة، وتتهدد المصالح الغربية جميعها، والاهم من ذلك كله، ستصبح الضفة الشوكة الأكبر ايلاما على الكيان، فهي تمتد فيه وتتداخل. وهذا التلامس الحقيقي سيغير من مواقف الكيان في حد ذاته وكذلك دول الغرب باتجاه وقف هذه الإبادة، فحكام الغرب حينئذ لن يجدوا مبررات امام ناخبيهم.
القضية الفلسطينية الان امام خيار واحد المقاومة او السلطة الفلسطينية. اما ان تواصل السلطة عملها كعميل مؤتمن لفائدة الكيان، او خيار المقاومة الذي يهدف أولا وأخيرا الى دولة فلسطينية حرة. إذا لم تسقط السلطة، سيتواصل تكالب العرب والغرب على افناء القطاع ومقاومته، للخيارات الأخرى المطبعة والتابعة. وهذا السؤال نرفعه الى ابطال ففتح الاحرار، الى متى سيظلوا واقفين خلف سلطة خائنة لن تقوم دون دعمهم؟
*كاتب تونسي

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …