عبير محمود*
تنشط الجماعات الإرهابية في منطقة دول الساحل الإفريقي بشكل كبير وخصوصًا على الحدود بين هذه الدول، حيث استطاعت هذه الجماعات على مدار سنوات طويلة من التمركز في عدة مناطق تستطيع من خلالها شن هجمات إرهابية وشكلت واقع جديد في المنطقة. ولم تستطيع القوات الفرنسية والأمريكية المتواجدة بالمنطقة من القضاء على هذه الجماعات طوال سنوات طويلة من تواجدها في الساحل الأفريقي لهذا السبب بالذات، مما دفع الدول الأفريقية لطرد التواجد الأجنبي خلال السنوات الأخيرة الماضية.
وبما يخص موريتانيا وعلاقتها بجارتها مالي، فقد سادت حالة من التوتر بين البلدين في الفترة الأخيرة، وصرحت موريتانيا بشكل رسمي عدة مرات أن مواطنيها قد تعرضوا لهجمات ممنهجة وقتل متعمد من قبل أفراد من الجيش المالي.
وبهذا الصدد قال الخبير العسكري والمهتم بالشؤون الأفريقية سيد غنيم، “العمليات العسكرية المهمة التي نفذها تحالف دول الساحل ضد الجماعات الإرهابية دفعت بأعداد كبيرة من الإرهابيين للفرار من ضربات الجيش المالي تجاه الحدود الموريتانيا، ولم يمر وقت طويل حتى ظهرت نتائج فرارهم، بحدوث بعض أعمال العنف ضد مواطنين موريتانيين وماليين على الحدود”.
ويعتقد غنيم أن تعاون موريتانيا مع مالي في مواجهة الإرهاب سيكون له صدى كبير وسيلعب دورًا هامًا في القضاء على الإرهاب في المنطقة، حيث وعلى الرغم من أن موريتانيا تعتبر واحدة من البلدان الأفريقية التي لديها أدنى مستوى من الإرهاب، الا أنها يجب أن تتعامل مع المعطيات الحالية بشكل سريع وبالتعاون مع الدول المجاورة لتجاوز الأزمة قبل أن تتمكن الجماعات الإرهابية من تمكين نفسها داخل البلاد.
وكان وزير الدفاع المالي قد أعلن خلال جولة له على الحدود مع مالي وفي إقليمي العدل بكرو وباسكنو، أن جيشه قادر على حماية المواطنين وممتلكاتهم، وشدد على أن أهمية العلاقات مع مالي وعمقها، مؤكدا أن الرئيس الموريتاني بعث برسالة إلى نظيره المالي تضمنت أهمية الحفاظ على أمن مواطني البلدين.
وأرسل الرئيس الموريتاني وفدًا يتضمن وزير دفاعه مصحوبا بمدير المخابرات الخارجية إلى باماكو حاملا رسالة خاصة إلى رئيس الفترة الانتقالية في مالي العقيد آسيمي غويتا. وأكدت لاحقًا الرئاسة المالية إن لقاء غويتا بالوفد الموريتاني يشكل “خطوة هامة في تعزيز العلاقات الثنائية بين باماكو ونواكشوط في سياق “إقليمي يتسم حاليا بعدم الاستقرار والتهديدات الإرهابية”.
اتسمت العلاقات بين مالي وموريتانيا تاريخيًا بفترات من التوتر وغيرها من الهدوء والتعاون المشترك، حيث تعتمد مالي الغير ساحلية على ميناء نواكشوط في الإستيراد والتصدير، وتعطي موريتانيا جارتها مالي ميزات كبيرة في العمل على ميناء نواكشوط كحرية التخزين، وتعتبر موريتانيا كذلك جاذبة للعمالة من مالي وخاصة في مهن الحرف اليدوية والأعمال المنزلية.
*كاتبة سورية
شاهد أيضاً
كشف المستور في كتاب الحرب المنشور!
محمد عزت الشريف* لم يكن طوفان الأقصى محضَ صَولةٍ جهادية على طريق تحرير الأقصى وكامل …