د. محمد المعموري*
قبل السابع من أكتوبر 2023 كان هم الإدارة في تل ابيب جر قدم العدد الأكبر من ” القادة ” العرب للتطبيع معها لأنها كانت تواجه رفض الشارع العربي وخشية بعض حكامنا من خطوة التطبيع رغم اقتناعهم بها لذلك كانت ذريعة ” ما يسمى ” بالدعوات الابراهيمية وتوحيد الأديان هي باكورة النواة التي أرادها الكيان المحتل مفتاح لباب التطبيع مع الشعب العربي أولا ومن ثم اقتناع الشعب العربي اذا ما مرر مشروع الدين الابراهيمي ان لا فرق بين الأديان وان مصدرها واحد وانها تدعو لأمر واحد فيكون عندئذ امر اليهودية وسيادتها على الوطن العربي امر مفرغ منه الا ان الشعب العربي وما تبقى من الأصوات القيادية الوطنية قد رفضت هذا المشروع وبالتالي فان فشله في الوطن العربي جعل الكيان المحتل يبحث عن ما كان قد بدا منه الا وهو التطبيع مع الأنظمة لإرغام الشعوب على التصفيق ووضعها امام الامر الواقع وتجاوز قناعاتها واهدافها ومبادئها ” بأسواط” بعض حكامها , وهنا تبرز حالة مهمة جدا وهي “تميع ” وتسويف القضية الفلسطينية وانهاء المقاومة واستمرار الضفة الغربية بحاكمها الشكلي تحت وطأة الاحتلال بل ضم غزة للضفة سياسيا واداريا تحت إدارة تل ابيب بمعنى سلطة فلسطينية بلا سلطة ، الا ان السابع من أكتوبر 2023 قلب الموازين واوقف مشاريع التطبيع واحياء القضية الفلسطينية وإظهار مظلوميتها للعالم كشعب مضطهد فقد كل مقومات السيادة وافقده العدو بعنجهية المستبد كل مقومات العيش الكريم فنساه العالم وتناسى قضيته بل تاجر بها من تاجر وانتهت عند هذا الحد … ، الا ان رجالا قد عاهدوا الله ان تبقى فلسطين عربية وان جهادهم ونضالهم من اجل تحرير بلدهم لن تثنيه خيانة من خان او تخاذل من تخاذل فكان طوفان الأقصى وستبقى شرارته الى ان يأذن الله سبحانه وتعالى بنصر ونحسبه بأذن الله قريب .
لذلك كانت أمريكا حذرة من حماقات نتنياهو وكانت تخشى ان تزل قدمها في غزة وهي على دراية تامه بانها تنساق ورائه شاءت ام ابت الا ان ادارتها كانت مترددة وبذات الوقت داعمة لهذا الكيان بالمال والعدة والسبب ان أمريكا كانت تعد العدة للانتخابات الرئاسية وكان همها التهدئة وسلوك طريق يختلف عن ذاك الطريق الذي يسلكه رئيس وزراء تل ابيب , ولاحظنا تسلسل الاحداث وحرب الإبادة وما رافقها من مشاهد دموية حتى احيلت جرائم نتنياهو الى محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية والتي اسفرت عن ادانت رئيس وزراء الكيان المحتل ولأننا في مفترق الطرق وامام جبروت الطاغوت الذي يتحكم بالعالم وهو على راسها كزعيم اوحد يقود العالم لم بنفذ بحق هذا المجرم ما ادين به.
ad
ولأنه أمن العقاب ومن يامن العقاب، ذهب نتنياهو بملفاته ومسرحيته في قاعة الكونغرس الأمريكي ليرجع ومعه صك التأييد الغير محدود من أمريكا لفعل ما يراه مناسبا فضرب الضاحية الجنوبية في بيروت وكان نتيجتها قتل المدنيين وبث الرعب في مدينتهم ومن ثم الاعتداء بقتل قيادي كبير في حزب الله وهو يعلم ان هذا الفعل سيجعل من كيانه في مرمى حزب الله ولكنه ماض في برنامجه مستندا على دعم أمريكا ومباركتها, وبعد ساعات كان قد نفذت ابشع عملية في وسط طهران بقتل إسماعيل هنية ليقتل بذلك كل مبادرات التهدئة وايجاد اتفاق لوقف هذه المجزة .
فتوقفت عند مقتل الشهيد إسماعيل هنية كل عقارب الساعة المؤدية الى المفاوضات وكان اول رد على استهداف هنية هو ما اتخذته ايران من موقف بحقها في الرد على هذا الاعتداء السافر على ارضها .
وهنا نسال هل ان أمريكا وكيانها الان يخشون الرد الإيراني؟ اعتقد ان ما نلمسه من تخبط في التصريحات ودعوة رئيس وزراء الكيان المحتل الى توجيه ضربة استباقية لإيران وارسال أمريكا لجنرالاتهم وجيوشهم لتطوق المنطقة دليل على خوفهم من هذا الرد الذي قد يقلب موازين المعادلة في المنطقة، نعم أمريكا وكيانها يخشون الرد الإيراني على تل ابيب لانهم بكل تأكيد يعلمون ان الشعوب العربية والإسلامية جميعها ستكون مع ايران في ردها على هذا الكيان، وعليه فانهم يترقبون ويحللون ويتوقعون ولا يعلمون من اين سياتي الرد هل هو سيكون بحري ام انه سيكون من خلال فصائل المقاومة وما حجمه وكذلك هم يدركون ان توقعاتهم قد تجعلهم يتهورون فيذهبون الى سلوك ما لا يحمد عقباه وهناك سيقع المحظور.
نحن نرتقب الرد الإيراني لأننا نعلم انه سيكون له الأثر الكبير في معادلة الحرب في غزة وسيترك اثره على محيط المنطقة ولربما سيدرك الامريكان مقدار المأزق الذي وضعهم به نتنياهو .
وعلينا ان نسأل كشعوب مسلمه سؤال يجعل منا اللبيب يتفكر في ثناياه:
اين الموقف العربي والإسلامي من كل هذا؟ خاصة بعد مسلسل قتل قادة المقاومة والذي لم يتوقف لحد الان، وهل ان اختلاف بعضنا مع رؤية فصائل المقاومة او مع ايران يجعلنا نتنصل من قضيتنا التي ندعي باننا نناضل من اجلها؟
وأين من يدعي امارة المؤمنين او ملك العرب او اميرها او رئيسها من هذه المجازر ؟ ، نحن جميعا معنين بالدفاع عن فلسطين ونحن جميعا معنين بأخذ ثار قادة المقاومة والشهيد إسماعيل هنية وجميعنا معني بالقصاص من هذا العدو الذي انتهك حرمات العرب في غزة ولا عذر لنا امام الله ولن يرحمنا التاريخ فغذا سوف لن تتناقل الأجيال خلافاتنا بل ستنعتنا الاجيال بالجبن والتخاذل وسيلعننا التاريخ .
لقد تعودنا في عوائلنا اذا كنا متخاصمين حد القطيعة مع بعضنا وأصاب احد افراد عائلتنا سوء نتسارع للوقوف بجنبه ونصرته واعتقد هذه مورث ديننا وقيم الإسلام الذي نزل على قلب نبينا محمد صوات الله عليه وعلى اله وسلم فهو من قال عليه افضل الصلاة السلام :
( انصر اخاك ظالما او مظلوما ) ، وبعد فان مؤامرة امريكا وكيانها اكبر من مقتل الشهيد اسماعيل هنية او قادة المقاومة المؤامرة هو ان تعلو دولة كيانهم وان تنزل راية محمد صلوات الله عليه واله، لقد مزقتنا الاختلافات واصبحنا نلوذ بالأعداء فلتوحدنا غزة وليكون دم الشهداء سفينة النجاة ولنصغي في الافق فإننا سنسمع صرخت ام فقدت اطفالها وطفل يبحث عن ام تحت الركام او شيخ يتعثر في ركام غزة يبحث عن ناصر ينصره ليجد له اثر بيته واهله واظنهم تحت الركام ، من اجل هذا وذاك فليكن ديننا من يجمعنا لمقاتلة هذا العدو ونصرت غزة واهلها لعل الله يغفر لنا تهاوننا في نصرتهم ويرفع عذابه ونكتب عنده من ممن نصر غزة قبل فوات الاوان .
والله المستعان
*كاتب وباحث عراقي