حسام عبد الكريم*
الناس الذين يتكلمون عن غزة ويرفعون اصواتهم قائلين ان المقاومة دَمّرت الاخضر واليابس وان السنوار قتل شعبه ,,,, الخ هؤلاء في الحقيقة نوعان :
الاول : ناس من ابناء شعبنا فقدوا احباءهم ودُمرت بيوتهم ويعانون ما لا نقدر نحن القاعدين تحت المكيفات على تصوّره, ناهيك عن احتماله. ونحن نعذر هؤلاء ونتفهم موقفهم حتى لو اساؤوا التعبير , لأنهم في النهاية بشر, ودفعوا ثمنا باهظا.
الثاني : ناس مرتزقة يقبضون من مشيخات النفط وجهات مشبوهة اخرى , وهم كارهون للمقاومة اصلاً ومن حيث المبدأ , وحاقدون على حماس, ومعادون لكل من يريد ان يرفع السلاح في وجه كيان الاحتلال. وهم يستغلون معاناة الشعب الفلسطيني بطريقة حقيرة تصب في مصلحة الصهاينة. وهؤلاء لا نقول لهم سوى : خسئتم ايها الاوغاد. لا كلام لنا معكم ولا نضيع وقتنا في حواركم.
********
قبل حوالي 50 عاما انتهت واحدة من اكبر حروب القرن العشرين بهزيمة كاملة لأكبر قوة استعمارية باغية طاغية في الكون وهي امريكا, عندما انسحبت ذليلة صاغرة , رغم عدم تكافؤ الامكانيات بينها وبين الفيتناميين البسطاء.
فيما يلي بعض الحقائق والارقام عن تلك الحرب التي دامت حوالي 10 سنين:
خسائر فيتنام:
2 مليون قتيل مدني
1.1 مليون قتيل مسلح (مقاومة)
12 مليون لاجئ ومشرد
خسائر امريكا :
57 الف قتيل
153 الف جريح ومصاب
587 اسير
2300 مفقود
الاجرام الامريكي
وصل عدد الجنود الامريكيين الموجودين في فيتنام في فترة الذروة عام 1968/1969 الى حوالي 600 الف جندي.
استخدت امريكا ما بحوزة جيشها من اسلحة مدمرة هي الأحدث في العالم آنذاك وطبقت سياسة الارض المحروقة والابادة الجماعية
القت امريكا ما مجموعه 6.7 مليون طن من القنابل على فيتنام + 2 مليون طن على لاوس المجاورة
استخدمت امريكا قنابل النابالم الحارقة لازالة الغابات وحرمان مقاتلي الفيتكونغ من معاقلهم الريفية وألقت حوالي 20 مليون غالون من المواد الكيميائية المبيدة على فيتنام ولاوس وكمبوديا
الخسارة الاقتصادية لامريكا : تقدر بـ 738 مليار دولار
والنتيجة النهائية كانت نصرا مؤزرا لفيتنام وهزية تاريخية ساحقة لامريكا الجبارة المتغطرسة.
لم يقل احد ان ” هو شي منه” دمّر بلده, ولا ان المقاومة كانت خطأ, بل على العكس لا زال اسم “هو شي منه” يُطلق على اكبر مدن فيتنام الى الان.
**********
الشعوب المظلومة المقهورة ليس امامها خيار سوى المقاومة. الاستسلام للباغي المحتل ليس خيارا ولن يجلب خيرا ولا حياة بل ذلاً دائما ابديا.
وفكرة الانتظار الى ان تتكافأ موازين القوى بين الطرفين لا يمكن تطبيقها في حالة الشعوب تحت الاحتلال, لأن ذلك التكافؤ العسكري لن يحصل ابدا.
الموت والدمار والمعاناة هي ضريبة تدفعها الشعوب المحتلة كي تنال حريتها. لا احد يريد لشعبه الموت والدمار ولكن الامر مفروض علينا, وليس بيدنا.
*كاتب اردني
شاهد أيضاً
كشف المستور في كتاب الحرب المنشور!
محمد عزت الشريف* لم يكن طوفان الأقصى محضَ صَولةٍ جهادية على طريق تحرير الأقصى وكامل …