د. مفضي المومني*
بداية… امريكا هي امريكا… في الحكم الديموقراطي أو الجمهوري… السياسة ذات السياسة… الهيمنة على العالم… دس الأنف في كل جغرافيا الأرض… إشعال الحروب وإثارة النزاعات… تمكين المجمع الصناعي الحربي واستمراريته… الهيمنة الاقتصادية… والعسكرية ذراعها الممتد في كل بؤر المصالح الساخنة… لاستجلاب ثروات العالم لخدمتها… يختلفون في التنفيذ والهدف واضح.
العرب المستعربة تفوقوا على جميع دول العالم بالولاء للمارد الامريكي…ونفذوا وينفذون المطلوب عبر عنوان الصداقة والتحالف الهلامي ظاهراً… وباطنا تنفيذ السياسات الامريكية عن سابق إذعان وإذلال… سراً وعلانية…! بغض النظر عن مصالح شعوبهم… ضعفاً أو خيانةً لا فرق فالنتيجة واحدة.
سئل احدهم ما الفرق بين الديموقراطيين والجمهوريين… فأجاب كالفرق بين فردتي الحذاء…! ، وهذا ما نراه ويصفعنا عبر تاريخ طويل… كانت امتنا العربية تراهن على التغيير… وفي كل مرة تستمر المأساة… والفعل الأمريكي المتغطرس… ثم نعاود الترقب في كل جولة انتخاب… وما تعلمنا الدرس بعد..!.
فوز ترامب سيقض مضاجع البعض في العالم وعالمنا العربي خاصة… ترامب شخصية خلافية عنصرية متقلبة مزاجية حادة مباشرة… ولا يستخدم التقيا…!
ستكون مرحلته القادمة مؤثرة… فعلى الصعيد الداخلي يتبنى شعار امريكا أولاً وهذا سيؤثر على الجاليات والمهاجرين… وحتى المتأمركين… ولديه توجهات معلنة لإنعاش الاقتصاد الامريكي ولو على حساب الجميع… !.
عربياً أثناء ولايته السابقة كاد أن يفرض صفقة القرن على العرب بجهود المليحة ايڤانكا وزوجها…وجولاتهما في ربوع الربع… وكان كل ما في الصفقة يخدم دولة الاحتلال… والحل على حساب الفلسطينيين والعرب..! ولم يخجل من أي طرح… وكانت سياساته تدخل الحكام العرب في الحائط… فلا مجامله… بل اوامر مطلوب تنفيذها… ولا يتورع عن تهديدهم بعروشهم…! .
اعتقد ان الجميع يضعون الأيدي على القلوب… فهم أمام رئيس يأمر ولا يطلب… ويصرح ولا يلمح حد الوقاحة…واولويته المعلنة خدمة اجندات امريكا والصهاينة… وتصريحاته الاخيرة بأن اسرائيل صغيرة المساحة… وبحاجة لتوسيعها تتماهى مع حلم الصهاينة بإسرائيل الكبرى.
قد تختلف سياسة ترامب عن بايدن… في الحسم… ووعده بالسلام وإيقاف الحروب… ولكن لا تنتظروا ذلك إلا على مصلحتنا…فلديه قوة القرار والحسم ولكن على حسابنا كعرب وحساب مصالحنا وجيوبنا… و(ادفع ونفذ… وانت تبتسم فهو من يحميك. .! نظرية ترامب).
ولأننا خارج دورة الفعل العالمي… ولأننا تفرقنا وفرقونا منذ سايكس بيكو… وجعلونا نعبد التفرقة… ونكرسها وطنية… لن نكون إلا بيادق شطرنج يحركونا كيفما شاؤوا… لا تنتظروا المعجزات من العرب… انتظروا الاسوء… فترامب برأسه تغيير العالم… وفي الانتخابات الامريكية كانت غزة وفلسطين في آخر اهتمامات الناخب الامريكي… فلديهم ما هو أهم منا..!.
لننتظر… فالإملاءات على دولنا العربية ستبدأ حال تسلم ترامب السلطه… وقد يوقف الحرب ولكن بمكتسبات صهيونية… ولا يحسد القادة على اوضاعهم فهم أمام خيارات احلاها مر… والمناورات محدودة… ويبقى فوق ذو علم عليم… الغطرسة الأمريكية والصهيونية مستمرة وقادمة… ولا نعلم هل تهزم امريكا من الداخل بسياسات ترامب… وهل سيتغير وجه العالم… فالعملاق الصيني زرع جذوره… مع الروسي… والكل بانتظار سيادة العالم… حمى الله الاردن.
*كاتب فلسطيني