الجمعة , ديسمبر 6 2024
الرئيسية / اراء / هزني الشوق للجمهورية

هزني الشوق للجمهورية

 

عفراء الحريري

إشتقت كثيراً لهذا المسمى جمهورية ! ويصادف اليوم ذكرى ٢٦ سبتمبر ، وبعد شهر ستحل ذكرى ١٤ أكتوبر ، ثورتين من أجل قيام الجمهورية ، وعندما تأملت في الأوضاع وجدت بأني فقدت لتلك الجمهورية شمالاً وجنوباً منذ زمن طويل ، من عام ١٩٩٠م كنت أجد شبه دولة قائمة تحت هذا المسمى ، (دولة لابأس بها ) إلا أنني وبعد ١٩٩٤م أدركت بأنها ملكية لدكتاتور سابق ، إلتصق بالكرسي ( ٣٣ عام) ولم يرغب في الإفتراق عنه ، وقد وصل إليه بفضل الشقيقة الكبرى و عملائها من العسكر ، و مانحن فيه هو نتاج لذلك الوضع ، فلاشيء يؤكد بإننا نعيش في الجمهورية ، حيث سقطت شبه الدولة تلك ، لاننا كنا نطالب بالتغيير الديمقراطي ، الذي سمح بالتدخل الأقليمي و الدولي .
ويبدو أن النظام الاقليمي والدولي ، لم يكن ضد الجمهورية ذات شبه الدولة ، بل ضد مطالب التغيير الديمقراطي الذي تعلمناه منهم ، إلا أنه لايريدنا بأن نصل إليه ، لانه سيضر بالانظمة الملكية المحيطة بنا التي تحافظ على مصالحه ، أما النظام الإقليمي الخائف مما ستحدثه مطالبنا كمنظمات مجتمع مدني و مجموعات نسائية وشبابية والقوى السياسية المتقدمة وحتى المتطرفة حينها ، كان ومازال يريد بقاء النظام القبلي الذي يحمي حدوده و يمنع غزو تلك الأفكار إليه خاصة المتعلقة ب( الديمقراطية) .
لذلك جاء متنكراً بقناع المحبة الزائفة لنا ، حفاظاً على جمهوريتنا “شبه الدولة القائمة” ، ومدثراً بمبادرته الخليجية ومتوشحاً بآليتها ، ولم ينتبه جيداً أن الاستمرار بالمحافظة على شبه الدولة سيجلب له الضرر و الخسارة ، فهو لم يتوقع إنهيار الدولة من جهة ، و إستبادلها بنظام أخر في قطيعة دائمة معه ، و من جهة اخرى أن القبيلة المتوغلة في كل مفاصل شبه الدولة و المعتمد عليها ستضعف وتبحث عن حماية لها من عنده و سيدفع هو تكاليف قوتها ومقوماتها و بالتالي فأنه يخدم النظام الدولي مرتين ، مرة ببتر المطالب ومرة أخرى باستنزافه هو بشكل خاص .
نعم إشتقت للجمهورية عوضاً عن البلد المنكوب ، الملطوم ، الفقير ، الجائع ، المنهوب ، المنسي ، ،،،،إلى آخره ، لجمهورية الدولة التي أرادتها ثورة سبتمبر و تلتها أكتوبر ، لجمهورية تحتويني من الضيم والبرد والجوع تمنحني أمن وأمان فلا تغتال أحلامي ولا تقيد حريتي و تمتهن جنسي ، و تشيد إستقراري فلا تجعلني نازح و مشتت ولاجئ ، تلم اشلائي المبعثرة بين جنوب وشمال ، سيد وعبد ، صنعاني وتعزي ، هاشمي و حنبلي ، أبي و حديدي ، ضالعي و أبيني ، عدني وحضرمي …..وقائمة من التنافر والبغض والحقد والحسد .
تلك الجمهورية التي أريد لدولة يأتيها الرؤوساء الزائرين يمشون على بساط أحمر في باحة مطارها ويقف رئيسها مختالاً فخوراً ببلده وشعبه ، وليس هارباً من مسؤوليته ، وحكومة تفتح باب للقاء الناس ، حتى وان كان اللقاء ربع او نصف سنوي ، يكفي بأنها حكومة واقفة على الارض بثقة وأن ثباتها هو من صوت هذا الشعب وليس حكومة مرتزقة من صبر هذا الشعب ، لمجلس نواب يمثل الشعب وهو معه و يعيش معاناته ، وليس مجلس نواب يمثل على الشعب و يأكل قوته وهو صامت يشاهد عبث العابثين ببلده .
مشتاقة لان تكون ليّ جمهورية كالتي رسمت في مآقينا منذ ماقبل ٢٠١١م ، و ٢٠٠٧م و ١٩٩٠ م على الاقل بكل مايمكن أن تتحدثوا عن سيائتها إلا انها دولة نظام وقانون ، وأنها كانت توقظ الاشقاء ( بعض دول الخليج ) رعب ورهبة .
أما هذا الوضع الذي نحن فيه لايدل على أن هذه البلد جمهورية أو دولة ؟ أنها شيء هلامي ، لانستطيع بالعدني ( أن نعرف رأسه من رجوله) ، فأي جمهورية تلك سلطتها عالقة في الرياض و في رغد العيش ، و سلطتها الأخرى باسم (ال البيت وهو بيت محبة وسلام ) ، وتحكم بالحديد والنار و التهديد و الترهيب ، كلاهما يتسلطان على شعب بأس و يأكلون حقوقه ، ولايجرؤان على مواجهة بعضهما البعض حتى فوق طاولة المفاوضات ، ويعترفا بأنهما ينتقمان من هؤلاء البسطاء ، الضعفاء ، من هذا الشعب … لأنه كان يريد دولة/ جمهورية .

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

الخريف الثاني..!

محمد يعقوبي* التمردات المسلحة داخل الأوطان عبر التاريخ، لا تجلب الا الخراب والدمار والمزيد من …