الأربعاء , يناير 22 2025
الرئيسية / اراء / المواطن .. وكوابيس الحياة!!

المواطن .. وكوابيس الحياة!!

 

بقلم/ احمد الشاوش*

الحياة كوابيس ، لم نعد نفرق اليوم بين الحقيقة والخيال والحلم والرؤيا وقارئة الفنجان ، لاسيما بعد ان أصبح كل شيء أشبه بالكوابيس المفجعة مع تحول الحياة اليومية الى مقالب خفية ومخيفة للمواطن الذي تحول الى كمبارس في عالم السياسة والحروب والتجارة والفهلوة وانعدام الرحمة.

الحاكم الظالم كابوس على شعبه والعالم الدجال مصيبة والشيخ المستبد طاغية والتاجر المحتكر مصاص دماء والقاضي والشرطي ورجل المرور النصاب كارثة .. حتى الاباء الظلمة معاول هدم للتربية وقطف الثمار الخبيثة في ظل غياب القيم والتجرد من الضمير وانعدام الرحمة والانسانية ناهيك عن النزاهة والعدالة والصدق والوفاء.

والمعلم المؤدلج والموظف الامعة والطبيب الفاشل والمهندس الغشاش والاكاديمي المزور والعالم المراوغ كابوس على الامة وقيس على ذلك كل شيطان مارد..

بينما الشخصيات التي ترفع لها القبعات نادرة مثل الذهب الذي لا يصدى ولا تتغير بعواصف الزمن والتعرية والمساومة والترهيب والترغيب وموجات التغيير السلبية لان أساسها متين وبنيانها سليم ونشأتها تعكس التربية السليمة والمُثل السامية فكلما هبت رياح التغيير الشديدة ونوائب الدهر العاصفة صدتها جدران المُثل العليا والحياء ، او ازالت عن بريقها الجميل ومعدنها الاصيل ذرات الغبار لتزداد نظارة ولمعاناً ومقاومة ضد تيارات التطرف والانحطاط في كل مجالات الحياة.

وبما ان الفرق كبير مابين اتفاقية “الجات ” و”القات ” ” فإن القات” مضيعة للوقت وتبذير للمال وتجفيف للجيوب وسبب رئيسي للرشوة وسرطان الفساد وارتفاع ترمومتر الفقر والجوع والتسول وغيرها من الاوجاع والامراض الخبيثة ، لاسيما في ظل هذه الاوضاع الصعبة والطاحنة..

نرى شخصيات عجيبة وغريبة أشبه بالديناصورات واسماك القرش تتسابق على الولائم والعزائم والموائد الباذخة في أفخر المطاعم وتشتري ربط القات ولساسين العصفر من ثلاثين وخمسين ومائة الف ريال ومن حق عمه ماهمه بينما الناس تبحث عن لقمة العيش وناس تدوخ في الطرقات وأطفال ترتجف في المدارس من شدة الجوع وخواء البطون وآخرين يموتون قهراً من الظلم والمعاناة.

اخيراً.. الى متى ستظل سياسة البؤس وصناعة الفقر ومنتجات الجوع وتسويق العطش وتراكم فاتورة الديون ، وانتشار ضحايا البطالة ، ورعب الكوابيس تطارد المواطن اليمني الذي عجز عن توفير ابسط المقومات الاساسية والضرورية لاولاده واسرته الذين أصبحوا ينظروا اليه بالفشل والشخصية الضعيفة التي عجزت عن القيام بأبسط مسؤولياتها..
والى أي مدى سيظل يقاوم الصدمات والازمات ونوائب الدهر التي أخرجت الكثير من الخدمة والحياة بالجلطات والقلب والسكر والسرطان والقولون والانتحار والردة والكفر..

صحيح الصبر جميل لكن الفنانة ام كلثوم عليها السلام .. قالت أيضاً ” للصبر حدود” وما علينا الا ان نردد ايقاعات ” للصبر حدود” حتى يفرجها الله .. أملنا كبير.
*رئيس تحرير سام برس

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

كيف وصلنا لطوفان الأقصى؟

د. معن علي المقابلة* طوفان الأقصى الذي انطلق في السابع من تشرين الأول / أكتوبر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *