الجمعة , مارس 7 2025
الرئيسية / اراء / المعارضة تتنامى بوجه ترامب!

المعارضة تتنامى بوجه ترامب!

بشارة مرهج*
المواقف الصادمة التي يرتجلها او يدلي بها الرئيس الاميركي دونالد ترامب حول شؤون سياسية و مالية ، بين الفينة والاخرى ، باتت مصدرا للقلق والاضطراب في جميع أنحاء العالم ، حتى في أميركا نفسها ، نظرا للمضمون الخطير الذي تنطوي عليه هذه المواقف المتطرفة ، خاصة فيما يعود الى فرض الاتاوات على الدول او الرغبة بالاستحواذ على أملاك الغير (،كندا ، باناما ،غرينلاند) او تهجير الشعوب من ارضها (غزة) ، او اتخاذ القرارات والعودة عنها ، او زيادة التعريفات الجمركية (السلع الأوروبية و الصينية ) ، او تخفيض الضرائب على الاغنياء و الاحتكارات و شركات تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي . بالمقابل يرى العديد من المتابعين و المفكرين ان هذه المواقف “الترامبية” سترتد على صاحبها سلبا وستنال من مكانته و شعبيته لان اكثرية الاطراف التي يستهدفها ترامب في هذه المرحلة غير قادرة على تلبية مطالبه الجامحة من جهة ، وتخشى الاذعان له من جهة اخرى لان الاذعان سيفتح الابواب لمطالب مماثلة مما يطرح مصير هذه الاطراف على بساط البحث في عالم صار متفلتا من القوانين و العهود والمواثيق ، لاسيما بعد بلوغ “اسرائيل” الذروة في تعنتها تجاه المؤسسات الدولية و قراراتها و قوانينها ، و بلوغ اميركا الذروة في اشاعتها للفوضى و استهتارها بالدول الاخرى ، بما فيها الحلفاء و الاصدقاء .
ان ترامب الذي بات المعرقل الاول لحرية التجارة وحرية الملكية و بعدما اصبح المهدد الاول لسيادة الدول و حرية الشعوب يراكم الخصوم و الاعداء من حوله سواء في الخارج او الداخل و هذا يبدو جليا في أوروبا و الاميركتين و العالم الثالث دون ان ننسى الاتحاد الروسي و الصين التي سددت مؤخرا ضربة في الصميم لترامب في مجال الذكاء الاصطناعي و جعلت اسهم شركات اميركية عديدة تخسر جزءا كبيرا من قيمتها (٣٥ بالمئة) .
اما في الداخل الاميركي و ان كان ترامب يحظى برضى الاغنياء الكبار و الطغمة المالية المتسلطة على أميركا و العالم فان الطبقة الوسطى و معها الطبقات الشعبية باتت تتبرم علنا من سياساته المتهورة على غير صعيد حيث يتساءل الصناعي كيف له ان يصمد وسط فوضى الاسواق ، و حيث يتساءل المزارع كيف له ان يستمر في ظل طرد العمال الاجانب و تصاعد كلفة الانتاج ، و حيث تتساءل ربة البيت الاميركية عن قدرتها على تأمين الفطور لأولادها في ظل الزيادة البالغة لأسعار المواد الغذائية ، خاصة الزبدة و البيض و الأجبان …و الخير لقدام .
و الله اعلم .
*كاتب لبناني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

نظرة سريعة على قمة لم تكن جامعة!

د.محيي الدين عميمور* قبل أن تمر 24 ساعة على صدور بيان القمة العربية الطارئة الذي …