السبت , مارس 22 2025
الرئيسية / اراء / قبل أن يذهب الرئيس السيسي إلى واشنطن!

قبل أن يذهب الرئيس السيسي إلى واشنطن!

د. محمد فياض*
ترامب الذي يهاجم وهو يهذي. ويهدد بالحرب وهو منبطح. أوقف الحرب ليُعيد إشعالها. يوجّه البذاءات في كل إتجاه. يصادر أموال ثلة من العراقيين في بنوك الولايات المتحدة تبلغ ثرواتهم مايزيد عن ال 700 مليار دولار.ويبرر ذلك أنها أموال تعويضات للشعب الأمريكي عن إصابات جنودهم في العراق. وهذا ألهب عقول الأمراء الكبار في الكويت والبحرين والإمارات والسعودية كيف يُحَوّلون أموالهم من بنوك الولايات المتحدة الأمريكية إلى خارجها ولو بالخسارة. ترامب الذي يقضي على مبدأ سرية الحسابات في سويسرا ويسعى لمصادرة أكثر من 120 مليار إيرانية. هل هذا الترامب يهذي حقاً..؟ بالقطع لا..
هل يستطيع ضم جرينادا وبنما وكندا ومواجهة ثلة أصدقاء وأحلاف واشنطن.؟
بالقطع لا..
هل يستطيع الآن إحتلال قطاع غزة وطرد الشعب الفلسطيني منها ومن الضفة إلى خارجها والسيطرة عليها وبناء الريفيرا التي صرّح بها وإجبار العرب الخلايجة بدفع التكاليف.. والآن..وبهذه السهولة..؟
بالقطع لا..
هل ماقاله عن الرئيس المصري ونظيره الأردني: سيوافقان. سيوافقان..وقد فعلنا الكثير من أجلهم..هل هذه التصريحات يستطيع أن يُنفّذها بالطريق الجبري..؟
بالقطع لا..
وهل يقصد إغضاب الشعب المصري ومواجهته دون أية حسابات لأية نتائچ أنه ترامب وأنها واشنطن ستخسر هذا النزال ستخسره..وهل توافقه المؤسسات في الولايات المتحدة الأمريكية على وِجْهَته..؟؟
بالقطع أيضاً لا..
وهل سيوافق الشعب الفلسطيني على ترك الأرض بعد دفع كل طبقات الأثمان في وقتٍ يتجهز فيه الأطفال الذين رؤا بأم أعينهم كل هذه المجازر والتدمير والوحشية وكل آلات القتل تعمل فيهم لأكثر من 15 شهراً. وكل مايدور برؤوسهم كيف في قادم الأيام تستطيع أن تمتلك نوعاً من السلاح تلقي به ستارة تحمي سماء غزة في المنازلة القادمة لامحالة مابقي الإحتلال. هل يستطيع ترامب تنفيذ ماصرح به.تهجير الشعب الفلسطيني خارج أرضه إن تصورنا تحقق المستحيل بوجود الأرض البديلة والتمويل.. كيف سيتم إخراجهم.وهل يقدر..؟؟ بالقطع لا..هل يترك الفلسطيني أرضه وبها دماء الأسرة كلها ساخنة لاتزال وستبقى..؟..الإجابة: لا…
وبعد أن تم تجريب كل أنواع الفتك والمجازر.ورؤية العالم للشعب البطل المتمسك بأرضه في رحلة العودة من جنوب القطاع إلى شماله المُدمَر كلياً..هل هناك ماتدّخره واشنطن وحلفها المتطرف من أدوات القتل لم تُجرّبه وسوف تهدد باستعماله..؟ . لايوجد شيء يرعب الشعوب.. وحتى إن استخدمت قوى الشر القنبلة النووية.. هل تنتهي بذرة الشعوب..؟ بالقطع لا..
إذن ما الذي يفعله الترامب الأمريكي..؟؟
وهل تحركت مصر وجيشها للعمل العسكري وقد رأيناه وشيكاً.. وأن قضية الترحيل إلى سيناء هي قلب الصراع في الذهنية الأمريكية وفي المخطط الصهيوأميركي..؟
لا…
بل من أجل كامل المخطط الذي تعيه القاهرة وتعرف الأخيرة أن قَدَرها ومسؤوليتها التاريخية في مواجهة كل المخططات الإستعمارية التي تتهدد المنطقة.
وقَدَر الغزاة أنهم لايستوعبون دروس التاريخ ونتائج المواجهات الكبرى بينهم وأسلافهم وبين مصر. لايقرؤون السطر الأخير في الناتج المحتوم للمواجهات.السطر الذي تنتهي به فصول العجرفة والتوحش الإستعماري وسقوط الإمبراطوريات.. أن تنتصر مصر.. نعم تنتصر وإن وقفت وحدها.وإن تراجعت أحوالها الإقتصادية والمعيشية. تنتصر.. وإن تآمرت عليها كل كلاب الأرض وعاونتها عواصم تبحث عن ثمة دورٍ إقليميٍ لاتراه متحققاً مادامت مصر.. ومصر تنتصر..
يعتقد العدو أن الأزمات الإقتصادية وربما أعباء الديون وتصدير الأمراض والأوبئة إلى شعب مصر وخلق مناخات الضغط المفاجيء سوف يجعل مصر الشعب والجيش والحاكم لقمة سائغة على طاولة التنازلات..
لكنهم الأعداء لايفهمون مكامن الخطر لدي شعبها. والأتون الحارق حال تثوير الغضب في صدور المصريين..لايفهمون أن مصادر القوة ومعطيات الإنتصار تكمن في جزيئات التراب المتشبع بدماء شعبها عبر آلاف السنين. وأن أقدام الجيش تدوس بقوة وبقسوة فوق طحين عظام وجماجم الغزاة الذين إعتقدوا في أزمنة مضت أن بمقدورهم أن يمروا..ولم يمروا.ولن يكون..
لكن من المهم أن ننظر إلى سيل تصريحات ترامب التي لا تتوقف.والتي تتوالى أسرع من ماكينات الإعداد وماكينة الطباعة لتلك السيولة في التصريحات..نوبة إسهال في العدوانية دونما أي ضابط أصابت العقل الرسمي الأمريكي..نراها حالة من حالات توهج الضعف. مايفعله ترامب كل بضعة دقائق..ليس مجرد هذيان وحسب.بل خطة إستراتيجية محسوبة ومدروسة..ولاتخيف أبداً إلا الموتورين المتورطين في العمالة للكاوبوي. كل ماينتهجه ترامب أنه أراد وقرر منفعلاً أن يأتي بالمستحيلات من الخيال المريض المطلق إلى ساحة الخيال الإفتراضي. وضع على الطاولة ماكان مستحيلاً التفكير فيه في كل المدارس السياسية وتفوق على البربرية والهمجية.ثم حدد النتيجة وقواعد الضبط والإحضار لأطراف القضية لا ليناقشهم بل ليوزّع عليهم سيناريوهات التنفيذ. معتقداً غفير البيت الأبيض أن قائمة الأسماء التي لديه سوف تزحف إليه راجيةً الرضا. وهو التلميذ الفاشل المخطيء. هو ترامب يعلم وأجهزته أنه والنتنياهو أن الغاية لاتعدو أن تكون محاولة مستميتة لطرح مايرفضه العقل لحلحلة الموقف المناطقي في الجغرافيا العربية المقاتل والمهاجم. أراد أن يحملهم إلى موقف الدفاع. وجعل الفكرة المستحيلة مطروحة للنقاش والتعاطي حتى إذا عاد الأمريكي الصهيوني إليها في حقب قادمة لاتكون شاذة على العقل الجمعي بعد تسويقها إعلامياً بقوة..مغلفة بالرعب من حصولها..في حين يعرف الأمريكي والصهيوني أن طرحهم مآلاته إلى تراجع البيت الأبيض..وحتى إن وَجَد الأمريكي أن الساحة السياسية مؤهلة ليشرع في التنفيذ.فهو العارف أيضاً- ولديهم السوابق كثيرة – أن الفواتير التي ستدفعها الولايات المتحدة الأمريكية كبيرة وباهظة التكاليف.لا بالحسابات النقدية وحسب بل بالخسائر الإستراتيجية التي لا محل لتعويضها حالَمَا تتم تسريع الخُطى نحو بدايةٍ حقيقيةٍ لأفول الأحادية القطبية..وعندما يهدد بجحيم في غزة بعد الثانية عشر ظهراً يوم السبت المقبل 15 فبراير إذا لم تنفذ حماس أوامره التي لاتتفق مع بنود إتفاق الهدنة ولاتحترم جهود الوسطاء. ويقيني أن غزة لن تسلم الأسرى لديها بهذه الطريقة. وأن جحيماً لن يكون أقسى مما تم إعماله في كل شبر من القطاع. وليس أمام البلطجي إلا طريق من إثنين..إما تصريح جديد يفض بكارة تصريحاته السابقة جملةً على الأرصفة..وإما فلتواجه واشنطن العالم العربي والإسلامي.وأوروبا الغربية التي تعي جيداً أن النضال العربي لاينحصر في الجغرافيا العربية بل يمتد إلى كل شبر من أرض الدعم ضد القضية العربية عندما تريدها أمريكا تفاهمات عسكرية وليست سياسية.ستنحاز أوروبا إلى حيادها. لمصالحها.
وعندما يقرر الرئيس المصري الذهاب إلى واشنطن..عندما يقرر ذلك لا يكون في تقديري قبل التوافق على أجندة وعناوين تقبل النقاش حول كيفية تطبيقها في جهة وقف العنترية الترامبية وحذف لغة التهجير القسري لا إلى مصر والأردن فقط بل إلى أي مكان خارج الأراضي الفلسطينية.والنقاش حول دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونية عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية.وإعمار القطاع في حضور الشعب الفلسطيني في أرضه.. مصر وحدها تستطيع أن تُفشِل ماذهب إليه ترامب من إسهال التصريحات الغير مسؤولة لقصد إزاحة العرب من موضع الهجوم وتوالي الإنتصار وسقوط الهزائم على رأس النتينياهو .إلى إعادة التموضع في مربع الدفاع..حيلة لاتنطلي على مصر التي علمت الدنيا..والقاهرة تترك كل هذا وراءها وتتمسك بعناوين الهجوم دفاعاً عن دولة فلسطينية. ومصر عندما يقرر الرئيس الذهاب إلى هناك يمتلك من أوراق القوة والضغط مايؤلم العالم كله وفقاً لقاعدة المصالح بما يأتي بكثير من دول العالم إلى الصف المصري في المحافل الدولية.
وقبل أن يذهب الرئيس المصري إلى واشنطن على القادة العرب أن يستوعبوا الدرس هذه المرة. إن مصر لن تفرّط في ثوابتها وإن وقفت وحدها. وليعلم قادة العواصم أن الأمريكي الذي يستنزف الثروات تحت عنوان الحماية يحتاج إلى من يحميه إن كشرتم عن أنيابكم..والقاهرة على إمتداد التاريخ هي التي تحمي المنطقة ضد كل الغزاة.وإن أنصفتم شعوبكم في القمة العربية المقبلة تستطيع مصر حمايتكم بشرط واحد ألا تكونوا شوكة على الطريق في ظهرها تتحالفون مع العدو وتتآمرون ضد مصر. وإن أبيتم. فمصر تستطيع حماية ترابها الوطني وتصون مبادئها مهما كانت الكلفة والتضحيات. وسنخرج في مصر من هذا المعترك أكثر قوة ومهابة وكرامة.. ونترك أمركم ياحكام العواصم إلى شعوبكم لها وحدها حق التصرف فيكم. إن أبيتم. والبعبع الذي تحميكم واشنطن منه في طهران يقيني أن يده ممدودة إليكم لعقد اتفاقيات التعاون وعدم التدخل وحفظ السيادة على أساس المصالح المتبادلة. والقاهرة تستطيع إنجاز ذلك..
*كاتب مصري

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

لا زالت الحرائق مشتعلة في المنطقة!!

  د. ادريس هاني* لا زال الحريق يلتهم المنطقة، وسيجد الرأي العام نفسه في حيرة …