اليمن الحر الاخباري/متابعات
أثار استعراض مسلح نظمه “حزب الله” بالعاصمة اللبنانية بيروت انتقادات واسعة، فيما اعتبر رئيس الوزراء نواف سلام، السبت، هذا الاستعراض “غير مقبول”، موجها بالقبض على المشاركين فيه والتحقيق معهم.
والجمعة، شهدت منطقة زقاق البلاط في بيروت، التي لا يفصلها عن مقر الحكومة سوى مئات الأمتار، استعراضا بمناسبة إحياء مراسم “ذكرى عاشوراء”، شارك فيه عدد كبير من مقاتلي “حزب الله”، الذين جابوا الشوارع، وهم يلوحون في الهواء بأسلحة رشاشة، مرددين هتافات من بينها: “لبيك حزب الله”.
وجاء هذا الاستعراض المسلح في ظل نقاش متصاعد في الأوساط الرسمية والسياسية اللبنانية تطالب بحصر كل السلاح، وبينه سلاح “حزب الله”، بيد الدولة.
وأشعل النقاش مقترح قدمه المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس باراك للمسؤولين اللبنانيين، خلال زيارته بيروت في 19 يونيو/ حزيران المنصرم.
وينص المقترح على تسليم “حزب الله” سلاحه بالكامل بنهاية العام الجاري كحد أقصى، مقابل انسحاب تل أبيب من النقاط الخمس التي تحتلها في جنوب لبنان، والإفراج عن أموال مخصصة لإعمار المناطق التي دمرتها الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
وبينما قوبل الاستعراض المسلح لحزب الله بتفاعل واسع وانتقادات واسعة من قوى سياسية عدة، لم يصدر رد من الحزب بشأن تلك الانتقادات حتى الساعة 10:35 ت.غ.
وجاءت أقوى ردود الفعل من سلام، الذي شدد في منشور عبر منصة “إكس”، السبت، بأن مثل هذه الاستعراضات “غير مقبولة بأي شكل من الأشكال وتحت اي مبرر كان”.
وأضاف: “اتصلت بوزيري الداخلية والعدل، وطلبت منهما اتخاذ كل الإجراءات اللازمة إنفاذا للقوانين المرعية، ولتوقيف الفاعلين، وإحالتهم على التحقيق”.
على النحو ذاته، اعتبر البرلماني المستقل عن بيروت ابراهيم منيمنة عبر منصة “إكس”، أن “رفع السلاح في أحياء بيروت وهذا الاستعراض غير المبرر، هو سلاح للبلطجة وترهيب الناس وإبقاء المدينة أسيرة للسلاح المتفلت، وهو ما لن نقبل به تحت أي حجة أو مسمى”.
وأضاف منيمنة: “إن كان الاستعراض رسالة تهدف إلى القول بالتمسك بالسلاح، فهي للأسف تنم عن عدم فهم للواقع السياسي، وفارغة من محتواها في أزقة بيروت”.
وتابع: “وعليه ندعو السلطات القضائية والأمنية إلى التحرك فورا، وتوقيف كل من شارك في الاستعراض، وإحالتهم للتحقيق”.
كما انتقد النائب عن بيروت غسان حاصباني العرض المسلح لحزب الله.
وفي حديث تلفزيوني، أكد حاصباني، الذي يمثل حزب “القوات اللبنانية”، على أنه “يجب على الحكومة اتخاذ موقف واضح من مظاهر السلاح في العاصمة خلال المسيرات”.
وطالب القوى الأمنية والعسكرية بتطبيق القوانين على الجميع، عبر مصادرة السلاح خلال المسيرات، واعتقال حامليه.
على النحو ذاته، قالت النائبة المستقلة عن بيروت بولا يعقوبيان عبر منصة “أكس” إن قيادة حزب الله تستمر في إرسال شباب في عمر الورد لمواجهة مصير محتوم باستخدام سلاح يعود إلى “عصر مضى”.
وتساءلت مستنكرة عن الهدف من قتل هؤلاء الشباب، ودفعهم إلى حرب لا طائل منها، وفق تعبيرها.
** رفض التخلي عن السلاح
وردا على مقترح توماس باراك، أعرب الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم، الأربعاء الماضي، عن رفضه أي تدخل إسرائيلي في النقاش داخل لبنان بشأن “موضوع السلاح”، مشددا على أن الحزب “لن يسلم سلاحه للعدو الإسرائيلي”.
فيما قال قاسم، في كلمة متلفزة أمس الجمعة: “على من يطالب المقاومة (حزب الله) بتسليم سلاحها، المطالبة أولا برحيل العدوان (إسرائيل)، لا يُعقل أن لا تنتقدوا الاحتلال، وتطالبوا فقط من يقاومه بالتخلي عن سلاحه”.
وأضاف: “مَن قبِل بالاستسلام فليتحمل قراره، أما نحن فلن نقبل”.
ويتحضر لبنان حاليا لإرسال مسودة رد على مقترح باراك، وفق إعلام محلي.
ومررا، أكدت السلطات اللبنانية خلال الأشهر الماضية على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة.
وفي أبريل/ نيسان الماضي، قال الرئيس اللبناني جوزاف عون: سننفذ “حصر السلاح بيد الدولة”، لكن ننتظر الظروف المناسبة لتحديد كيفية التطبيق، و”سحب سلاح حزب الله يتطلب اللجوء إلى الحوار”.
وفي 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.
ومنذ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله” في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، ارتكبت إسرائيل نحو 3 آلاف خرق له، خلّفت ما لا يقل عن 231 قتيلا و530 جريحا، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات رسمية.
وفي تحد لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحابا جزئيا من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال لبنانية سيطر عليها في الحرب الأخيرة.
