بقلم/أمل الباشا
في زمنٍ كثر فيه المتاجِرون بالشعارات، وازدادت فيه الأقنعة التي تتخفّى خلف أسماء الله والقرآن والحق، يقف الدكتور ناصر العرجلي شامخًا، مظلومًا، لكنه صلبٌ لا ينكسر، ووجهه مرفوع لا يعرف الانحناء إلا لله.
العرجلي لم يكن يومًا عابرًا في هذا المسار، ولا ظلّ رقمًا مجهولًا في دفاتر الثورة، بل كان رجلًا من لحم ودم، من جراحٍ وصبر، من مواقف ومبادئ، يعرفه قادة المسيرة قبل البسطاء، ويشهدون له بثباته وتضحياته، يعرفونه حين تحتاج المسيرة لأبنائها في ميادين الجهاد والتحدي، ثم يتجاهله بعضهم حين صار الصدح بالحقيقة مزعجًا!
لقد ذاق العرجلي الويلات لا لشيء، سوى لأنه رفض السكوت عن الفساد، ووقف ضد السطو على حقوق المساكين، وتجرّأ على أن يقول كلمة الحق في وجه من ظنوا أن المناصب تمنحهم صكوك الغفران وحق النهب باسم الله والوطن.
ما نعيشه اليوم ليس مجرد خلاف بين شخص وهيئة، بل فضيحة أخلاقية وسياسية ودينية، عندما يُضطهد مجاهدٌ من أبناء المسيرة على يد من يتزيّا بثوب المسيرة! هنا المأساة، وهنا الفرق الجارح بين مظلومية العرجلي ومظلومية غزّة.
غزّة يظلمها عدوٌ واضح، لا يدّعي الإسلام ولا يتخفّى خلف القرآن، عدوٌّ يحمل اسم “الصهيوني”، وعداوته معروفة وموثّقة. أما الدكتور ناصر العرجلي، فإن من ظلمه – ويا للمفارقة – يدّعي الانتماء للمشروع القرآني، ويتربّع على رأس مؤسسة يُفترض أنها مسؤولة عن حماية الأوقاف وحقوق الناس، فإذا بها تتحوّل إلى أداة قمعٍ وسلبٍ وسلطة.
أليس هذا هو الانحراف الحقيقي عن مشروع المسيرة؟ أليس ما يتعرض له الدكتور العرجلي هو أكبر إهانة للمبادئ التي بُنيت عليها ثورة 21 سبتمبر؟ كيف نرفع شعارات “الحرية والكرامة” وهناك من يُمارس الظلم والنهب والافتراء باسم القيادة؟
هذه ليست قضية العرجلي وحده، بل قضية مسارٍ يجب أن يصحّح، وصرخة ضمير يجب أن تُسمع. نحن اليوم أمام مفترق خطير: إما أن يُعاد الاعتبار لهذا الرجل المظلوم وتُكشف الملفات بكل شجاعة، أو نستمر في دفن رؤوسنا في الرمال حتى تُصبح المسيرة نفسها ضحية الداخل، لا الخارج.
فليسمع الجميع، ولتصل الرسالة إلى السيد القائد:
> “الدكتور ناصر العرجلي ليس خصمًا شخصيًا لأحد، بل هو مرآة تُظهر القبح، وضميرٌ يصرخ في وجه الصمت. إن لم نُنصفه، فقد خذلنا أنفسنا قبل أن نخذله.”
إشارة الأصدقاء
العرجلي العرجلي العرجلي
ابو شهاب العرجلي القفر
مجاهد العرجلي
ماجد العرجلي
لطف الفتاحي
اليمن الحر الأخباري لسان حال حزب اليمن الحر ورابطه ابناء اليمن الحر