السبت , ديسمبر 13 2025
الرئيسية / أخبار / أرتاغوس بين تل أبيب وبيروت: تصعيد على خطوط التماس… ولبنان بين سيناريو الانفجار أو الموت البطيء

أرتاغوس بين تل أبيب وبيروت: تصعيد على خطوط التماس… ولبنان بين سيناريو الانفجار أو الموت البطيء

 

 

اليمن الحرالاخباري/بيروت ـ أحمد موسى

وسط لحظة إقليمية شديدة التعقيد، عاد اسم لبنان إلى صدارة التقارير الدولية، مع تحركات دبلوماسية متسارعة، وتهديدات عسكرية متصاعدة، وتبدّل لافت في خطاب القوى المؤثرة دولياً وإقليمياً. وفيما غادر البابا المنطقة حاملاً وعداً بالسلام، سلكت التطورات مساراً معاكساً، حيث تنقّلت المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس بين تل أبيب وبيروت، بينما كانت إسرائيل ترفع مستوى الاستنفار وتعيد تقييم سيناريوهات الحرب المحتملة. وبين لغة العقوبات والضغوط الاقتصادية، وصوت الحرب الذي يتردّد على الحدود، يقف لبنان أمام احتمالات مفتوحة على كل شيء.

أورتاغوس في تل أبيب… واستعدادات إسرائيلية “غير مسبوقة”

قبل وصولها إلى بيروت، عقدت أورتاغوس سلسلة لقاءات رفيعة في تل أبيب مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ووزير الخارجية جدعون ساعر، حيث شكّل ملف سلاح حزب الله محور المحادثات.
ساعر أكد لأورتاغوس أن “نزع سلاح حزب الله ضروري لأمن لبنان وإسرائيل”، متهماً الحزب بـ”انتهاك سيادة الدولة اللبنانية”.

بالتوازي، كشفت المعلومات أن أورتاغوس ستشارك في اجتماع لجنة “الميكانيزم” الخميس، من دون أن تطلب حتى الآن مواعيد مع الرؤساء الثلاثة، ما يعزّز الانطباع بأن زيارتها ذات طابع أمني صرف.

تل أبيب في حالة استنفار… والقبة الجديدة قيد الاختبار

على الحدود الشمالية، بدأ الجيش الإسرائيلي اختبار منظومته الدفاعية الجديدة، من القبة المعدّلة إلى نظام الإنذار المبكر، ضمن استعدادات لاحتمال شنّ عملية عسكرية ضد لبنان.
تسريب من المجلس الأمني المصغّر كشف وجود انقسام داخلي حول خيار “الضربة المحدودة شمالاً”، فيما تحدّثت مصادر عن “مذكرة أميركية وُصفت بالأخطر هذا العام” وصلت فجأة لتجميد مسار حساس.

واشنطن ترفع السقف: لبنان “دولة فاشلة”؟

على خط موازٍ، أطلق توم براك تصريحاً صادماً وصف فيه لبنان بأنه “دولة فاشلة”، مضيفاً: “لا حكومة نتفاوض معها”. هذا الكلام أزاح الغطاء الدولي عن الدولة اللبنانية، فاتحاً الباب أمام مرحلة جديدة من الضغوط المركّبة.

وتعتبر دوائر سياسية أن هذه المقاربة تندرج ضمن استراتيجية “الحرب المكملة”: حرب على البيئة الحاضنة من بوابة الاقتصاد والعيش والموارد، بهدف دفع اللبنانيين إلى تحميل حزب الله مسؤولية الانهيار، ما قد يخلق شرخاً داخلياً قابلاً للانفجار.

خطة أميركية ـ إسرائيلية… وبيئة لم تنكسر

ورغم الانهيار الاقتصادي والضغوط المعيشية، لم تتغير بيئة المقاومة بالشكل الذي كانت تراهن عليه تل أبيب وواشنطن.
العودة إلى التاريخ تساعد في فهم ذلك: منذ 1978 حتى 2000، كانت الدولة غائبة، وجنوب لبنان تحت الاحتلال، والجيش اللبناني ممنوع من الدخول. في تلك الحقبة، تشكّلت نواة مقاومة لبنانية قاتلت المحتل وانتزعت التحرير، ما أعطى الحزب شرعيته من الدم لا من السياسة. ومنذ 25 أيار 2000، تحوّل الحزب من “ميليشيا” إلى “أيقونة”. لذلك، حين يطالب براك ومن معه الحزب بتسليم السلاح، يبرز سؤال مركزي داخل البيئة الداعمة: لمن يُسلّم؟ لدولة يصفونها بأنها “فاشلة”؟ أم لجيش محروم من امتلاك دفاع جوي؟.

مأزق لا حلّ وسط فيه

السلاح بالنسبة للحزب هو ضمانة وجود، وبالنسبة لإسرائيل تهديد وجود.
وحين يتواجه “وجود بوجه وجود”، يصبح التنازل مستحيلاً، وتضيق مساحة الحلول الوسط، ليدخل لبنان في دائرة السيناريوهات المرعبة.

السيناريوهات المحتملة

1 ـ الانفجار الكبير

خطأ إسرائيلي يصيب مستشفى أو مدرسة أو قائداً مؤثراً، فيأتي الرد بصواريخ دقيقة على تل أبيب. هنا تبدأ حرب شاملة مختلفة كلياً عن 2006، حرب 2025: تكنولوجيا، دمار، صواريخ ذكية، وأنظمة تعطيل… والنتيجة مفتوحة وغير محسومة لمن سيصرخ أولاً.

2 ـ الموت البطيء (السيناريو الجاري)

استنزاف يومي، ضربات محدودة، اقتصاد ينهار، عقوبات أميركية خانقة، وضغط عسكري إسرائيلي مستمر. لا حرب تنهي، ولا هدنة تُنقذ. بلد يُستنزف حتى آخر نقطة قدرة.

الفوضى الإقليمية

بين حراك دبلوماسي حاد وتهديدات عسكرية صريحة، يقف لبنان اليوم أمام لحظة تاريخية لا تشبه ما قبلها. فالحرب ليست مؤكدة، ولا السلام قريب، والسيناريوهات مفتوحة على الانفجار أو الاستنزاف. وفي غياب الدولة الفاعلة، ومع اشتداد الضغوط الدولية، يبقى السؤال الأكبر معلّقاً: هل ينجو لبنان من العاصفة المقبلة… أم يتحوّل إلى ساحة الفوضى الإقليمية؟.

عن اليمن الحر

شاهد أيضاً

روسيا تهاجم منشآت أوكرانية بصواريخ فرط صوتية

اليمن الحر الاخباري/متابعات أعلنت روسيا، اليوم السبت، أنها نفذت ضربات واسعة النطاق على منشآت للصناعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *