اليمن الحر الاخباري
“قدس2” طراز جديد من الصواريخ البالستية يمنية الصنع التي تدخل ميدان الردع بعد ستة أعوام من العدوان السعودي الأمريكي على اليمن لتدك العمق السعودي، وتحقق أهدافها وتصيب احدى المنشآت النفطية التابعة لشركة ارامكو داخل مدينة جدة، حيث كانت الاصابة “بفضل الله” دقيقة، إذ هرعت سيارات الإسعاف والإطفاء إلى مكان العملية، وتداول نشطاء من الداخل السعودي مشاهد للحريق.
عملية تبعث رسائل متعددة
من المعلوم أنه في كل عملية عسكرية على العدو السعودي فإن تلك العملية تأتي بشكلٍ مخطط ودقيق ومدروس وبناء على معلومات استخباراتية دقيقة، وتستهدف أهدافاً حساسة توجع العدو وتبعث رسائل متعددة، حيث أصبح الزمان والمكان هما اللذان يوضحان أبعاد الاستهداف ورسائله.
وفي هذه المرة لم يكن توقيت عملية الهجوم على أرامكو بجدة مجرد ضربة حظ، ولكنه تزامن بشكل دقيق ومدروس عن لقاء ثلاثي يجمع وزير الخارجية الامريكي ورئيس حكومة العدو الصهيوني مع ولي العهد السعودي بن سلمان.
وتبعث عملية استهداف أرامكو بجدة رسالة سياسية وعسكرية تقول أن القدرة والقرار على استهداف عمق العدو في وقت حساس ومفصلي لا يخلو من الخوف أو التردد، فعندما تقصف القوات المسلحة للجمهورية اليمنية العمق السعودي أثناء تواجد وزير خارجية أمريكا ورئيس وزراء الصهاينة ورئيس جهاز الموساد فإن ذلك يوكد أن الفعل يثبت القول بأن اليمنيين قيادة وشعب ضد التطبيع مع العدو الإسرائيلي، ويترجمون رفضهم للتطبيع عملياً، وبذلك فإن أبناء الشعب اليمني الذي يمتلك هذه الشجاعة إنما يريدون إعادة فلسطين المحتلة لأصحابها وطرد الصهاينة منها وسيفعلون ذلك بعون الله القوي العزيز.
كما إن اعتراف النظام السعودي رسمياً بالعملية العسكرية التي استهدفت بدقة متناهية منشآت نفطية في مدينة جدة ودون أن يصاب أحد من المدنيين يعد تطوراً استراتيجياً في ظل استمرار العدوان، وكفيل بتغيير كل المعادلات القائمة كما أنه بلا شك سيرعب كيان العدو الاسرائيلي ويؤكد ان العمليات العسكرية ستصل إليه ولو بعد حين وهو ما يعد رسالة قوية للعدو الإسرائيلي للمطبعين معه مفادها “لن نستطيع أن نحمي كياننا حتى نستطيع أن نحميكم”.
المعتدي يستغيث ويولول :
إن اعتراف النظام السعودي المعتدي في وسائل إعلامه وعلى لسان المتحدث باسمه بالضربة الصاروخية اليمنية لمحطة أرامكو في جده إنما يدل على حجم الضربة وتأثيرها وفاعليتها بحيث لم يستطع اخفاؤها ، كما يدل أيضاً على الوجع الكبير الذي لحق بالنظام السعودي وبقية تحالف العدوان وعلى رأسهم أمريكا.
وعندما يقول ناطق تحالف العدوان السعودي “المالكي” أن استهداف الجيش اليمني لمنشآت نفط أرامكو في مدينة جده عمل إرهابي يستهدف أمن الطاقة العالمي فهو بذلك يريد استعطاف المجتمع الدولي وفي نفس الوقت يؤكد أن العملية العسكرية وتحديداً الصاروخية التي نفذها الجيش واللجان الشعبية ناجحة وقوية، يؤكد للعالم أن الصواريخ اليمنية ذات فاعليه كبرى وأن الجيش اليمني ينفذ عمليات دقيقة وموجعه ليفهم العالم وخصوصاً دول الاستكبار أن ضربات الجيش واللجان قوية وموجعة وفقاً لقانون العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم.
والنظام السعودي ليس بحاجة للتباكي أمام مجلس الأمن من الضربات الصاروخية اليمنية؛ ذلك لأن هذا التباكي لن ينفعه بل سيجعله معرض أكثر لعمليات الابتزاز الأمريكية قبل رحيل الرئيس ترامب، وكل ما يحتاجه لتجنب ضربات الجيش واللجان هو وقف عدوانه ورفع حصاره.
حالة من الارباك والتخبط والانكار:
كما هو معروف عنه فإن النظام السعودي ومن خلال متابعة وسائل إعلامه يتضح للقاصي والداني أنه ما يزال مصراً على التخبط، وهو ما يتضح بجلاء أنه كما يبدو لا يريد أن يكشف عن حجم الخسائر الحقيقية والفادحة التي لحقت به، وإنما يريد أن يستمر في خداع شعبه المغلوب على أمرة تارة، وكسب تعاطف المجتمع الدولي تارة أخرى.
وجعلت قوة العملية الصاروخية التي استهدفت أرمكوا بجدة النظام السعودي في حالة من الارباك والتخبط وما بين الانكار والتجاهل في اللحظات الاولى وبين الاعتراف والتقليل من شأن الضربة ودقتها وشدة تأثيرها وهذا دليل كافٍ على مدى تعاظم القدرات وتطوير الصناعات اليمنية العسكرية والقادم أعظم.
رئيس الوفد الوطني الأستاذ محمد عبدالسلام صرح بالقول بـ”أن العويل السعودي بعد كل ردٍ موجع هو المطلوب ويعطي عمليات الردع حقها من الأثر اللائق بها – رغم تواضع الرد بالمثل – وبما أن العدوان والحصار على اليمن مستمراً فلن نألوا جهداً في مواجهته وعلى المجتمع الدولي أن يضغط على المعتدين لإيقاف العدوان والحصار لأن الشعب اليمني يستحق أن تُسمع معاناته أيضاً”.
زمن العنتريات قد ولى إلى غير رجعه:
عندما يتحدث العدو السعودي المتغطرس عن وجعه ويخاطب ويناشد العالم ويستعطفهم بما حل به فإنه دون أدنى شك قد اعترف بهزيمته المدوية وايضاً فقد شهد للشعب اليمن الصامد وجيشه ولجانه الشعبية أن ضرباتهم الصاروخية وعملياتهم النوعية فتاكة وعنيفة ولها تأثير وفاعلية كبرى.
وعلى خلاف ما كان عليه في بداية عدوانه على اليمن وبعد مرور ستة أعوام من عدوانه فقد أصبح النظام السعودي بعد كل عملية يقوم بها الجيش واللجان الشعبية يصرخ بأعلى صوته ويستجدي من الدول بيانات الإدانة لإغاثته، مستخدماً كل أوراقه السياسية والاقتصادية، ومن السخيف جداً أنه عندما يأتي الرد اليماني على دول العدوان في العمق السعودي فإننا نسمع الضجيج والتنديد بهذه العمليات وكأنه لا يحق لليمن الرد على جرائم العدوان والحصار وفي هذا المجال فلا مجال لذلك النظام المعتدي إلا الاعتراف بانه هو المعتدي وأن هذه الإدانات لن تنفعه بشيء وما عليه إلا أن يوقف عدوانه ويرفع حصاره إن أراد السلام العادل وإلا فالقادم أعظم واشد تنكيلا، وهذا حق طبيعي ومعادلة ثابته.
وبذلك فإن المطلوب من ذلك النظام وحرصاً على سلامته وأمنه أن يوقف عدوانه وحصاره فوراً، مالم فما عليه سواء أن ينتظر الرد الموجع في سياق الدفاع المشروع، فزمن العنتريات قد ولى إلى غير رجعه، وأصبح شغل رجال العنتريات محصوراً في إطفاء ومحاولة احتواء الحرائق المشتعلة في منشآت النفط بعد أن ملأوا الدنيا ضجيجاً بدفاعاتهم الجوية وأنظمة الباتريوت الأمريكية المتطورة الفاشلة ، وكأن المثل يقول لهم: (لا ترمي بيوت الناس وبيتك من زجاج)، فمن بدأ عدوانه مستعلياً منذ أول غارة قبل ست سنوات، ها هو اليوم يستجدي إدانة أو تنديداً من هنا أو هناك متقمصاً ثوب الضحية مستعطفاً العالم.
ويمكن القول إنه طالما يتواصل صلف العدوان وتعنته المستمر والمتصاعد، ما يزال الجيش ولجانه الشعبية يحددون مسارات الضربات المسددة والناجعة ودقيقة الأهداف وفرض معادلات ردع مؤلمة لجهة العدو المتغطرس ستنتزع بلا شك الحقوق الانسانية والسيادية لليمن وشعبه المظلوم والصابر، ولسان حاله يقول “لن تلوى ذراع تمتلك مقومات الردع وحق الرد المشروع”، وبفضل الله وعونه ماتزال تلك اليد مستمرة في تنمية وتطوير قدراتها الدفاعية والحربية كماً ونوعاً.