اليمن الحر الاخباري /متابعات
احدث اكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد في بريطانيا قلقا كبيرا لدى دول العالم حيث علقت الكثير منها الطيران من وإلى المملكة المتحدة، بينما دعت منظمة الصحة العالمية، إلى تشديد تدابير احتواء الفيروس “كوفيد- 19″، في ظل تحذير الحكومة البريطانية من أن سلالة جديدة أقوى للفيروس “خرجت عن السيطرة”.
ولمواجهة التداعيات الخطيرة واحتواء كورونا، يترأس رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون اليوم الإثنين اجتماع أزمة بشأن إمدادات المملكة المتحدة بعد قرار العديد من الدول بما فيها فرنسا، تعليق الرحلات بسبب السلالة الجديدة من كورونا .
وأشار ناطق باسم الحكومة البريطانية الليلة الماضية إلى أن جونسون “سيترأس اجتماعا للجنة حالات الطوارئ المدنية لمناقشة الوضع المتعلق بالتنقلات الدولية وخصوصا التدفق المنتظم للشحن من المملكة المتحدة وإليها”.
وتابع: “اجتماعات أخرى ستعقد ليلا وصباح الإثنين لضمان وضع خطط متينة”.
وأعلن جونسون أمس السبت، أن “سلالة الفيروس الجديدة أدت إلى ارتفاع أعداد المصابين بشكل حاد”. فيما شددت الحكومة البريطانية قيودها بشأن كوفيد-19 في لندن والمناطق المجاورة، وعطلت خطط عطلة عيد الميلاد.
من جانبه،حذّر وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، امس الأحد، من أن الإغلاق المشدد الذي فرض على لندن وجنوب شرق إنجلترا؛ قد يستمر لشهور نظرا إلى سلالة جديدة من فيروس كورونا “خارجة عن السيطرة”.
كما حذّر هانكوك من أن فرض التدابير المشددة التي تؤثّر على نحو ثلث سكان إنجلترا قد يتواصل إلى حين إطلاق اللقاح المضاد لكوفيد-19 بشكل كامل.
وقال هانكوك لشبكة “سكاي نيوز” في إطار تبريره للأوامر التي صدرت للسكان بالتزام منازلهم وحظر التجمّعات خلال عيد الميلاد وإغلاق المتاجر غير الأساسية “تحرّكنا بشكل سريع وحاسم للغاية”.
وتابع: “للأسف، كانت السلالة الجديدة خارجة عن السيطرة، علينا استعادة السيطرة على الوضع”.
وحثت منظمة الصحة العالمية أعضائها في جميع أنحاء العالم على “زيادة عمليات تحديد التسلسل الجيني لفيروس (سارس- كوف 2)، حيثما أمكن ذلك ومشاركة البيانات دوليا، للإبلاغ عما إذا تم العثور على نفس الطفرات المثيرة للقلق”.
اغلاق الحدود
وبدأ جيران بريطانيا في أوروبا، أمس الأحد، إغلاق حدودهم في وجه القادمين من المملكة المتحدة وسط مخاوف من الانتشار السريع لسلالة جديدة من فيروس كورونا هناك.
وقالت فرنسا، إنها “ستمنع دخول جميع القادمين من المملكة المتحدة لمدة 48 ساعة اعتبارا من الليلة، بما في ذلك شركات الشحن، سواء عن طريق البر أو الجو أو البحر أو السكك الحديدية”.
وأصدرت ألمانيا وإيطاليا وهولندا أوامر بتعليق الرحلات الجوية القادمة من بريطانيا، بينما قالت أيرلندا إنها “ستفرض قيودا على الرحلات الجوية والعبارات القادمة من جارتها”.
وقالت بلجيكا، إنها “ستغلق حدودها أمام القطارات والطائرات القادمة من المملكة المتحدة، بما في ذلك خدمة يوروستار”.
وفي السياق ذاته ، قال وزير الصحة التركي، فخر الدين قوجة، إن تركيا علقت يوم الأحد الرحلات الجوية من بريطانيا وهولندا والدنمارك وجنوب أفريقيا مؤقتا، بسبب ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا.
وأضاف قوجة أن هذا القرار يأتي كإجراء احترازي بالتنسيق مع وزارة النقل.
وفي اميركا ،قال الرئيس الكولومبي إيفان دوكي، امس الأحد، إن بلاده ستعلق كل الرحلات الجوية من وإلى بريطانيا بسبب مخاوف تتعلق بظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا في البلد الأوروبي.
كما قررت الأرجنتين ايضا الانضمام للعديد من دول العالم بتعليق رحلات الطيران مع بريطانيا على خلفية ما شهدته الأخيرة من تحور فيروس كورونا وظهور سلالة جديدة من المرض.
وقالت وزارة الصحة عبر (تويتر)، إنه قد “قررت الحكومة تعليق دخول وخروج الرحلات الجوية من وإلى بريطانيا العظمى بدءا من الغد، وذلك نتيجة الوضع الوبائي في ذلك البلد والإعلان عن ظهور سلالة جديدة من مرض كوفيد-19”.
وانضمت كندا، اليوم الاثنين، لقائمة دول العالم التي علقت استقبال رحلات الطيران القادمة من المملكة المتحدة.
اسيويا جاءت إيران في طليعة الدول الأسيوية التي علقت إرسال الرحلات الجوية إلى بريطانيا.
وأكد شهرام آدم نجاد نائب وزير النقل الإيراني، “بسبب الظروف الجديدة المتعلقة بانتشار كوفيد-19 في المملكة المتحدة، سيتم تعليق الرحلات الجوية بين طهران ووجهات في المملكة المتحدة لأسبوعين”.
وسارعت أيضا هيئة الطيران المدني الكويتية لحظر بريطانيا، قائلة إنها “أضافت المملكة المتحدة إلى قائمتها للدول عالية الخطورة يوم الأحد، مما يعني حظر كل الرحلات الجوية القادمة منها”.
وكانت المغرب أول الأفارقة التي علقت الرحلات الجوية مع المملكة المتحدة، بدءا من مساء الأحد.
وفي السياق، قالت سيلفي برياند مديرة قسم الأوبئة في منظمة الصحة العالمية، أمس، إن هذه المؤسسة الدولية لم تسجل حتى الآن، أي تأثير لطفرة كوفيد-19 الجديدة، على معدل الوفيات بسببه.
ووفقا لها، ليس هناك ما يثير الدهشة فيما يحدث الآن، لأن الفيروسات يمكن أن تتحور، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم، هل تغير تأثير فيروس كورونا على البشر.
وأضافت الخبيرة، في حديث متلفز “من المستبعد أن يكون للسلالة الجديدة من الفيروس، أي تأثير على قدرة اللقاح، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة”.
وأكدت أنه “كلما تم اكتشاف طفرة للفيروس، يجب تحديد الخصائص الجديدة التي تكتسبها، سواء حدثت تغييرات كبيرة، أو كان ذلك مجرد تطور طبيعي”.
وشددت ممثلة الصحة العالمية، على عدم الخضوع للذعر. وأعربت عن اعتقادها بأن الإجراءات التي اتخذتها بريطانيا ستسمح بكبح انتشار الطفرة الجديدة من كوفيد، و “لن يكون انتشارها سريعا في الفترة التي تسبق الاستخدام المكثف للقاحات”.
وفي الوقت نفسه، أقرت سيلفي برياند بأن “الوضع لا يزال مبهما، ومن الصعب تحديد ما إذا كان يتعين اللجوء إلى مبدأ التحوط” واتخاذ تدابير إضافية.
وبدأ الأحد، تطبيق إجراءات “المستوى الرابع” الأكثر تشددا على نحو 16,4 مليون شخص، أي ما يعادل 31 في المئة من سكان إنجلترا. ولن يسمح لهؤلاء بإقامة تجمّعات عائلية بمناسبة عيد الميلاد بينما يمكن للعائلات في باقي أنحاء البلاد الاختلاط يوم عيد الميلاد فقط، بدلا من خمسة أيام كما كان مقترحا في السابق.
وتأمل المملكة المتحدة بتطعيم نصف مليون شخص بحلول نهاية الأسبوع، بحسب وزير الصحة.
وأكدت شرطة لندن أنها ستتخّذ إجراءات بحق أي أشخاص “يتّخذون قرارات طائشة تهدد حياة الناس”. كما شددت مناطق أخرى في المملكة المتحدة إجراءاتها لمكافحة الفيروس.
وفرضت ويلز إغلاقا مشددا اعتبارا من الأحد بينما حظرت إسكتلندا السفر من وإلى باقي مناطق المملكة المتحدة خلال عيد الميلاد. وسيتم فرض تدابير إغلاق جديدة في إسكتلندا وإيرلندا الشمالية، اعتبارا من 26 ديسمبر.
فعالية اللقاحات لمكافحة السلالة الجديدة
ويشك خبراء الاتحاد الاوربي في فعالية اللقاحات المكتشفة حديثا لمكافحة السلالة الجديدة التي ظهرت في بريطانيا
و أعلنت الحكومة الألمانية، مساء الأحد، أن خبراء الاتحاد الأوروبي، توصلوا إلى خلاصة مفادها أن اللقاحات الراهنة المضادة لفيروس كورونا تتصف بالفاعلية لمكافحة السلالة الجديدة من كوفيد-19 والتي رصدت خصوصا في بريطانيا.
وتحمل السلالة الجديدة طفرة تسمى “N501Y” في بروتين “شويكة” فيروس كورونا، وهي موجودة على سطحها وتسمح لها بالالتصاق بالخلايا البشرية لاختراقها.
ووفقا للدكتور جوليان تانغ، من جامعة ليستر “كانت هذه السلالة تنتشر بشكل متقطع في وقت سابق من العام الحالي خارج المملكة المتحدة، في أستراليا بين يونيو، ويوليو، والولايات المتحدة في يوليو وفي البرازيل في أبريل”.
ولفت البروفيسور، جوليان هيسكوكس، من جامعة ليفربول إلى أن “فيروسات كورونا تتحوّر طوال الوقت وبالتالي ليس من المستغرب ظهور سلالات جديدة من سارس-كوف-2. الشيء الأكثر أهمية هو معرفة ما إذا كانت هذه السلالة لديها خصائص من شأنها التأثير على الصحة البشرية والتشخيصات واللقاحات”.
وأشار أكسل كان إلى أنه “كلما ارتفع عدد الإصابات، ارتفعت احتمالات حصول تحور عشوائي للفيروس وارتفعت وتيرة حصول تحور”.
“نقلا عن سبا”