وفي حفل اختتام البرنامج الذي جرى تنفيذه في إطار الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، خلال الفترة من 5 أكتوبر وحتى 21 ديسمبر، اعتبر نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات والتنمية الدكتور حسين مقبولي، ان مظاهر الفساد والإفساد من أكبر التحديات التي تواجه كل جهد جاد وتعوق كل عمل يسعى للوصول إلى مراتب النجاح، مؤكداً أهمية تكثيف جوانب التوعية عن ضرورة مكافحة الفساد كونه أخطر مهددات البناء والتنمية والاستقرار.
وقال ان “ثورة 21 سبتمبر أعلنت صراحة موقفها الرافض لكل مظاهر الفساد رغم ان الامكانيات المتوافرة اليوم ليست نفس الموارد السابقة التي كانت تحظى بها المؤسسات والهيئات والوزارات والتي تضاءلت جراء العدوان والحصار الجائر والحرب الاقتصادية التي تشن ضد الشعب اليمني واقتصاده الوطني”.
وأشاد الدكتور مقبولي بما حققه البرنامج التوعوي والتدريبي الذي نفذته هيئة مكافحة الفساد ووزارة النقل، معتبراً أن العمل وفق هذه البرامج تضع الجميع على أولى الطرق السليمة للإسهام في توعية الجميع بمظاهر الاخلال والفساد حتى يكتسب الجميع المناعة اللازمة ضد اختراقات أساليب الفساد.
وأشار إلى ان مثل هذا البرنامج والنشاط يقدم للبلد خارطة لمسارات آمنة وسليمة تحول دون أي انزلاق نحو مخاطر الفساد أو حتى السكوت عليه، معرباً عن أمله في تواصل مثل هذه الجهود من أجل بناء اليمن وفي مواجهة أية اعوجاجات أو مظاهر فساد.
من جانبه أكد رئيس الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد الدكتور محمد محمد الغشم، أن اهتمام الهيئة بمد جسور الشراكة في الجهود الرامية لتعزيز الشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد والوقاية منه، تأتي في اطار التوجه العام للدولة وتوجهات قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي.
وأوضح أن المعركة في مواجهة الفساد تحتاج الى شراكة فاعلة وعمل جاد ومخلص، وان تعزيز مبادئ الشفافية والنزاهة والمساءلة ومكافحة الفساد والوقاية منه ليست مسئولية الاجهزة الرقابية بمفردها وإنما هي مسئولية مجتمعية مشتركة يجب ان تتضافر فيها جهود جميع فئات المجتمع ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني.
واعتبر الدكتور الغشم البرنامج الذي نفذته هيئة مكافحة الفساد في وزارة النقل، تجسيداً واضحاً للتكامل والشراكة بين اطراف المنظومة الوطنية للنزاهة، ويعكس الحرص على تحقيق العديد من الأهداف السامية وفي مقدمتها رفع الوعي العام بقيم الشفافية والنزاهة والمساءلة ومخاطر الفساد واهمية مكافحته لدى موظفي الوزارة النقل والهيئات التابعة لها, والسعي لتعزيز انظمة النزاهة الشفافية فيها، واستنهاض همم الموظفين وخلق قناعات لديهم بأهمية القيام بدور إيجابي في مناهضة الفساد والوقاية منه.
وذكر أن البرنامج سعى أيضاً إلى تقديم الأنموذج القدوة في الشفافية والنزاهة والحفاظ على المال العام ومقدرات الدولة, وبناء فريق تدريبي مستدام في وزارة النقل في مجال الشفافية والمساءلة ومكافحة الفساد ومبادئ الحكم الرشيد، بما يؤكد عزم الجميع على المضي صوب تحقيق أهداف ومضامين الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة لاسيما في ما يتعلق بالشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد.
وأشار رئيس هيئة مكافحة الفساد إلى أن هذا البرنامج يُعد باكورة برامج توعوية ستنفذها الهيئة مع جهات أخرى، مشيداً بقيادة وزارة النقل على تعاونها المثمر مع هيئة مكافحة الفساد في تنظيم البرنامج بما في ذلك جهود مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية.
فيما أكد وزير النقل زكريا الشامي أن الوزارة والهيئات والمؤسسات التابعة لها خرجت من البرنامج التوعوي والتدريبي بنتائج مثمرة وإيجابية في مكافحة الفساد والوقاية منه باعتبار الوقاية خير من العلاج.. داعياً بقية الوزارات والمؤسسات الحكومية لخوض هذه التجربة الناجحة وخلق شراكة مع الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد في إطار الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة بهدف النهوض بمستقبل الوطن وحاضره.
وقال الوزير الشامي “إن المسؤول الفاسد في الدولة أخطر بكثير على الوطن من الموظف العادي لأنه يسعى الى إفساد النسل الحرث معاً، ويجب على الجميع كمسؤولين ابتداءً من أعلى مسؤول في الدولة إلى أصغرهم ان يكونوا قدوة للآخرين في السلوك والأخلاق في محاربة الفساد بكل أشكاله”.
وأضاف: “ان من يمارس الفساد ستكون عواقبه وخيمة ومصيره الذل والإهانة والخزي في الدنيا قبل الآخرة”.. مؤكداً أهمية تجاوز الثقافات الخاطئة التي تعزز الفساد، وضرورة تعميم ثقافة محاربته كونه آفة تهدم الفرد والمجتمع والأوطان.
وأوضح وزير النقل أن من أهداف البرنامج التوعوي الشامل لتعزيز الشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد والوقاية منه للوزارة والهيئات والمؤسسات التابعة لها، هو محاربة الفساد وتعزيز وتطوير قطاعات النقل وهيئاتها ومؤسساتها بما يلبي الطموحات المستقبلية والنهوض بهذا القطاع الحيوي الهام.
وذكر أن البرنامج تضمن العديد من الأنشطة والفعاليات والندوات واوراق العمل المتعلقة بكيفية كشف مكافحة الفساد واجتثاثه في الجوانب الإدارية والمالية، لافتاً إلى أن الفساد الإداري هو الأساس للفساد المالي.
وأكد الوزير الشامي أن شراكة وزارة النقل مع الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد مستمرة لتعزيز الشفافية والنزاهة ومقارعة هذه الآفة الخبيثة التي حث الدين الإسلامي على محاربتها لما لها من آثار سلبية على الفرد والمجتمع، مشيراً إلى أن الوزارة بقطاعاتها وهيئاتها ومؤسساتها، سباقة من بين بقية الوزارات والمؤسسات الحكومية في تنفيذ البرنامج التوعوي بالشراكة مع هيئة مكافحة الفساد، وستعمل بتوصياته ومخرجاته وتطبيقية على الواقع العملي والفني والإداري والمالي.
وبيّن أن البرنامج التوعوي لمكافحة الفساد استهدف 235 موظفا بديوان وزارة النقل والهيئات والمؤسسات التابعة لها، وركز على العاملين في الجوانب المالية والادارية والمناقصات والمخازن.. مشيراً إلى أن الوزارة تسعى لترسيخ أسس الشراكة في جهود تعزيز الشفافية والنزاهة ومكافحة الفساد تنفيذاً لتوجيهات القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى.
بدوره قال أمين سر المجلس السياسي الأعلى، الدكتور ياسر الحوري، ان الوطن اليوم أمام مهمة صعبة وهي بناء الدولة اليمنية الحديثة في إطار الرؤية الوطنية التي تعتبر المنهاج الشامل لبناء الدولة.. مشيراً إلى أن الرؤية الوطنية تتطلب الكثير من الإجراءات والمهام التي تؤسس من خلالها الدولة الحديثة، ومن أجل ذلك سيواجه تنفيذ الرؤية إرهاصات كثيرة تتجلى مع مرور الوقت.
واعتبر تنفيذ البرنامج التوعوي والتدريبي لمكافحة الفساد في وزارة النقل يؤكد ان المجلس السياسي الأعلى يمضي في ثبات وعزم في تنفيذ الرؤية الوطنية، مشيراً إلى وجود متطلبات كثيرة من أجل تنفيذ الرؤية الوطنية ما يقتضي من الجميع ان يكونوا عند مستوى التطلعات.
وأكد الدكتور الحوري أهمية الشفافية والوضوح من مختلف الجهات لمكاشفة الشعب بما حققوه خلال العام 2020 في إطار الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة.. مشيداً بالبرنامج التوعوي والتدريبي الذي نفذته الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد ووزارة النقل لفترة تجاوزت 11 اسبوع، ما سيخلق تغييراً في القيم والإرادة والمنهج والمفاهيم، حد تعبيره.
وأضاف: “لقد لاحظنا ثغرات كثيرة يتخللها نظامنا الإداري والتشريعي، لكننا لا نريد أن نقوم بإصلاحات عشوائية ومتضاربة، لذلك نتمنى أن يكون التخطيط للعام 2021 في إطار البرامج والمشاريع التي يمكن تنفيذها بعد دراستها دراسة كاملة مع التركيز والاستمرار في البناء المؤسسي والإصلاح التشريعي وبناء القدرات واستخدام التقنية”.
وعبر أمين سر المجلس السياسي الأعلى عن أمله في أن تحذوا كل الوزارات بوزارة النقل في تنفيذ مثل هذه البرامج التوعوية والتدريبية في مجال مكافحة الفساد وبتكلفة معقولة ومقبولة خصوصاً في ظل الصعوبات المالية التي تواجهها الدولة، بغية تحقيق إنجازات في إطار محاربة الفساد والوقاية منه.
وأكد عزم قيادة الدولة في تجاوز كل الفجوات والإشكالات رغم بعض الأخطاء والممارسات غير السليمة، مشيراً إلى أهمية الوضوح والشفافية في معالجة الأخطاء وأن تكون كل القيادات على كفاءة وشجاعة عالية للكشف عن أي أخطاء وأسبابها.
تخلل الحفل الذي حضره وزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى الدكتور علي أبو حليقة، وعدد من أعضاء الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد، وعضو مجلس النواب الدكتور عبدالباري دغيش، ووكلاء وقيادات وموظفي وزارة النقل ورئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية القبطان محمد ابو بكر اسحاق ووكيل الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد رائد جبل، وممثلين عن المنظومة الوطنية للنزاهة، قصيدة للشاعرة وفاء العُمري.
كما تخلل الحفل أوبريت بعنوان “الضمير الحي في مكافحة الفساد” اشتمل على لوحات فنية معبر عن أهمية المشاركة المجتمعية في جهود مكافحة الفساد والوقاية منه نفذته الفرقة الفنية بوزارة الثقافة، بالإضافة إلى عرض ريبورتاج مصور عن الفعاليات والأنشطة التي تضمنها البرنامج التوعوي في وزارة النقل، وجرى عرض الفلاشات التلفزيونية والبروشورات التوعوية التي تم تنفيذها خلال البرنامج.
وفي الختام جرى تكريم المشاركين في فعاليات وأنشطة البرنامج التوعوي والتدريبي، وفريق الإعداد والتحضير للبرنامج في وزارة النقل، ومن أسهموا في إنجاح فعاليات البرنامج.