الثلاثاء , نوفمبر 5 2024
الرئيسية / أخبار / دماء خاشقجي بين عدالة السماء واموال السعودية وطغيان امريكا

دماء خاشقجي بين عدالة السماء واموال السعودية وطغيان امريكا

تحليل/ احمد الشاوش*
المحلل السياسي لمجريات الاحداث في قضية استدراج وخطف وتعذيب وتقطيع وتذوي جثة الصحفي ” الامريكي” جمال خاشقجي في 2 أكتوبر 2018م داخل القنصلية السعودية في اسطنبول، يُدرك ان عملية التوحش في تصفية المعارض السعودي جمال خاشقجي تُعد اكبر فضيحة في التاريخ لاسيما بعد ان تم استدراجه من واشنطن الى اسطنبول بمصيدة الحصول على وثيقة لاتمام زواجه من باحثة تركية تُدعى خديجة جنكيز كانت في انتظاره لكنه أختفى وذاب كالملح في سلخانة اسطنبول.

وخلال ساعات تم تنفيذ الامر الملكي بجرأة نادرة فاقت كل التوقعات بقوة مكونة من 15 ذئباً بشرياً أفترست جثة خاشقجي ، لاسيما وان فرقة الموت ورجال المهمات القذرة في عالم الاجرام تدين بالتبعية والولاء للامير محمد بن سلمان بعد ان تم أختيارهم بدقة وتدريبهم بعناية وتمويلهم على يد جهاز المخابرات والبحث الجنائي والحراسة الخاصة لاجتثاث المعارضين دون رحمة أو ضمير ووازع ديني ، ومايدعو للخجل انه بعد مقتل خاشقجي ن ارتدى أحد أفراد فريق القتلة ويدعى مصطفى المدني – ملابس خاشقجي ونظارته وساعته الأبل وغادر من الباب الخلفي للقنصلية في محاولة لإظهار أن خاشقجي خرج من المبنى، وتوجه المدني إلى منطقة السلطان أحمد حيث تخلّص من متعلقات خاشقجي ن وفقاً لرواية وتحقيق النيابة السعودية .

والمتابع للاحداث يُدرك ان العملية الاجرامية تمت بالتنسيق والتواصل مع سفير وقنصل المملكة في واشنطن وكذلك سفير وقنصل السعودية في اسطنبول والاستعانة بشخصيات ومخبرين اخرين لمتابعة الضحية ورصد تنقلاته والتنصت على تلفونه واستخدام خدمة GBS في متابعة مساراته ، كما ان نقل المجموعة على طائرة تتبع شركة خاصة بولي العهد السعودي ، لتنفيذ مخطط التصفية بتلك التسهيلات والجرأة والمغامرة والاجرام لم يكن يحدث إلا بضؤ أخضر من اعلى هرم للسلطة في قيادة المملكة العربية السعودية ومساعدة شخصيات في امريكا وتركيا لانجاز المهمة والتستر عليها ، ولولا الخلاف والصراع السعودي مع قطر وتركيا والابتزاز الامريكي لتحولت جريمة خاشقجي اإلى قضية مقيدة ضد مجهول.

ردود الافعال :

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب اعلن أن اعلان السعودية في بيان رسمي مقتل خاشقجي، خطوة أولى جيدة وكبيرة، وأن التفسير السعودي للحادثة موثوق به وإن فرض عقوبات أمر محتمل، ولكن إيقاف صفقة بيع الأسلحة للسعودية سيضرنا أكثر ما سيضرهم.

الامم المتحدة عبر متحدثها قالت إن الأمين العام للأمم المتحدة شعر بانزعاج شديد بعد تأكيد السعودية وفاة الصحفي جمال خاشقجي ، ودعا إلى إجراء تحقيق فوري وشامل وشفاف

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أصدرت بيانا مشتركًا مع وزير خارجيتها هايكو ماس ندّدا فيه «بهذا العمل بأقوى العبارات

مسؤولة الاتحاد الاوروبي قالت في بيان ، إن ملابسات مقتل خاشقجي مزعجة للغاية بما يشمل الانتهاك السافر لاتفاقية فيينا عام 1963 بشأن العلاقات القنصلية، وأكدت على ضرورة إجراء تحقيق شامل وشفاف ويتسم بالمصداقية

مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قال يوم 25 يناير 2019 إن فريقا مؤلفا من ثلاثة خبراء دوليين سيجري تحقيقا في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، برئاسة أجنيس كالامارد مقررة الأمم المتحدة المعنية بالقتل خارج نطاق القضاء والإعدام الفوري والتعسفي.

الكثير من قادة الرأي والسياسيين والصحفيين والمفكرين الامريكيين والسعوديين والعرب يتساءلون كيف تتحدث امريكا عن القيم الديموقراطية وحقوق الانسان ومحاربة الاستبداد والعنصرية والجريمة بإعتبارها القائد الاول للعالم وهي تُمارس الابتزاز والارهاب وتُسهب في تحريك اساطيلها في حالة تعرض أحد مواطنيها للاذى ، لكنها بشقيها الجمهوري والديموقراطي تتعامل مع قضية “مواطنها” جمال خاشقجي الذي يحمل الجنسية الامريكية بالفرز والشيطنة والبزنس والمصالح والتقارير المطاطية التي تستغفل الرأي العام ، ومالفقرة التي اوردها تقرير السي آي آيه للكونغرس وقرأها الرئيس بايدن ان :

” ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قرر خطف ” أو ” قتل ” خاشقجي إلا حالة من حالات التدليس والتلاعب والتخفيف على الجلاد والاستنتاج بدلاً من إيراد الحقائق الدامغة والادلة القطعية .

وعلى الفور أعلنت وزارة الخارجية السعودية رفضها “القاطع” لما ورد في التقرير من “استنتاجات مسيئة وغير صحيحة ضد ولي العهد السعودي.

وشاهد الحال يقول اليوم ان السعودية تعيش أضعف لحظاتها فالضجيج والافراط وسحق المعارضين عنوان لمرحلة الطيش وبداية النهاية ، حيث مثلت جريمة اغتيال خاشقجي البشعة اختباراً للضمير العالمي وانتصاراً لانسانية الانسان ، إلا ان شاهد الحال يؤكد ان قرار التصفية البشعةأصبح مألوفاً في عالم مافيا السياسة والصفقات المشبوهة خارج اطار العقل والدين والاخلاق والقانون والانسانية ، وان الجريمة صعقت العالم ودمرت سمعة السعودية وكشفت ان الملك سلمان تحول في نظر الشعب السعودي والعالم الى مجرد ديكور في البلاط الملكي ، لاسيما بعد ازاحته الامير مقرن والتمثيليةالفضيعة الذي اجادة محمد بن سلمان في مصيدة فن الانحناء والخضوع والطاعة وتقبيل أقدام عمه محمد بن نايف لصرف الانظار عن سيناريو الانقلاب عليه وإزاحته عن كرسي الملك والمشهد السياسي والدولي والاستمرار في مسلسل سفك الدماء..

ورغم الانقلاب وسيناريو الازاحة والملاحقة والاهانة ومصادرة الحريات وتكميم الافواة واعتقال وحجز الامراء والقادة والمعارضين والنقاد والاستغلال والابتزاز ، إلا ان ولي العهد السعودي لم يكتف بالمُلك والثروة والتحقيق الاستقصائي للصحيفة الفرنسية Media Part المنشور في 10 نوفمبر 2017م يكشف من خلاله الكاتب جان بيار بيران أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يأمل من حملة الاعتقال أن يستعيد ما قيمته 100 مليار دولار، لكن الهدف من الملاحقة والاعتقال كما يراه الكثير هو تفرد محمد بن سلمان بالسلطة والضغط على مراكز القوى للتوصل الى تسوية سياسية ومالية بحيث يكون الحاكم الاوحد في مملكة الرمال.

ورغم تلك الاساليب لم تُحرك امريكا وأروروبا ساكناً تجاه الاستبداد وانتهاكات حقوق الانسان وغياب القيم الديمقراطية في السعودية بل دفعت بالشاب محمد بن سلمان الى كرسي المُلك وكأنه مرشح للولاية الامريكية الـ 51 بقوة المال ، وان مواقف الادارة الامريكية السابقة واللاحقة تتمثل في الادانات والاستنكار والقلق والمراوغة والاثارة الاعلامية والتصريحات الضبابية بهدف المتاجرة والاستثمار والابتزاز والحلب بينما تُسقط واشنطن قادة وأنظمة ودولاً وشعوباً أكثر ديموقراطية وأقل انتهاكاً للانسانية.

رئيس الاستخبارات السعودية السابق:

قال السفير السعودي الأسبق لدى واشنطن والرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية الأمير “بندر بن سلطان” إن تقرير وكالة الاستخبارات الأمريكية بشأن اغتيال الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” تقييم، وليس لائحة أدلة، وأكد الامير بندر ان الجريمة وقعت وأقرّت السعودية بالمسؤولية المعنوية عنها بلسان الأمير محمد بن سلمان، وجرت محاكمة نتجت عنها أحكام بإدانة البعض وتبرئة الآخر وأشار الى ان عائلة خاشقجي طلبت بكامل إرادتها تخفيف احكام الإعدام إلى المؤبّد!!؟

وتحدث بندر عن تجاوزات الامريكييين في قضية سجن ابوغريب والسجون السرية في 2001م زمن بوش وغيرها كانت شذوذ وليست مرتبطة بقرارات الرئيس الامريكي في حينه ، مؤكداً ان قضية خاشقجي أصبحت مغلقة مالم تظهر ادلة جديدة امام القضاء السعودي.

ادارة التوحش :

والمتابع للشأن السعودي يُدرك ان الاستبداد وادارة التوحش ثقافة ومنهج وما اطاحة محمد بن سلمان بـ عمه محمد بن نايف ومروراً بـ 10 سبتمبر 2017م الذي تم فيه توجيه الاجهزة الامنية السعودية بإعتقال نحو 76 شخصية بارزة من الامراء والقيادات العسكرية والامنية ورجال الاعمال والسياسيين والكتاب والناشطين والقضاة الذين لايرون ان محمد بن سلمان جدير بالثقة ووولاية العهد إلا عنواناً لذلك التوحش ، بدليل اعتقال الامير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني وملاحقة انصارة والامير تركي بن ناصر والامير فهد بن عبدالله نائب وزير الدفاع السابق وعادل بافقية وزير الاقتصاد والتخطيط ووزير المالية العساف والفريق بحري عبدالله السلطان وخالد التويجري رئيس الديوان الملكي ورجل الاعمال محمد العمودي وكامل ، والامير تركي بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض سابقاً، والوليد بن طلال وتحويل فندق “ريتز كارلتون” الى معتقل بالرياض وبث صورهم بشكل مهين على الفضائيات وتدميرهم نفسياً تحت ذريعة الفساد والتحقيق ووقف اتصالات المعارضين للامير الشاب وحجز طائراتهم ومنعهم من السفر بالاضافة الى ملاحقة المعارضين في لندن وامريكا وكندا وغيرها من الدول امثال عبدالعزيز بن سعود إلا صورة من صور انتهاك حرية الانسان…

والتحليل المنطقي للجريمة البشعة التي حطمت خاشقجي ، يكشف لناان تعذيب واهانة وتقطيع اوصاله بالمنشار الكهربائي يؤكد بما لايدع مجالاً للشك ان خاشقجي الامريكي الجنسية والسعودي الهوية والتركي الاصل والاخواني التأثر والليبرالي الاتجاه دفع ثمناً كبيراً في سوق الطغاة وتصفية الحسابات..

والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هل الصحفي جمال خاشقجي الذي يملك مليون ونصف متابع في تويتر وعلاقات بلاحدود ، ويؤمن بالنقد البناء ويخوض المعارضة الشريفة أوالموجهة ضد محمد بن سلمان ، هل سقط ضحية للمبادئ والقيم الامريكية التي حملها خاشقجي في مجتمع ملكي محافظ ، ام ضحية للتأثر بالاخوان المسلمين والانجذاب نحو قطر وتركيا الذي أثار حفيظة محمد بن سلمان .. أم ان القضية أكبر من ذلك كونه بمثابة “الصنوق الاسود” الذي يحتفظ بالكثير من الاسرار الغامضة والمعلومات الخطيرة عن الملك وولي العهد والامراء والدولة التي عجلت بالفرمان الملكي للتخلص من مسجل خطر وشاهد عيان؟.

تساؤلات كثيرة تدور في مخيلة الناس ، منها هل كان جمال خاشقجي أحد عناصر جهاز المخابرات السعودي ولديه من المعلومات مايجعله ضحيةالى جانب كونه مستشاراً وصحفياً لامعاً وناشطاً في المجتمع ومعارضاً لابن سلمان، وهل كان تابعاً للسي آي آيه وعلى اتصال وتنسيق مع الديموقراطيين للانتقام من ولي العهد ، وهل كان يرتب مع قطر وتركيا وعدد من الامراء ورجال الدين الوهابيين والاخوان المسلمين ورجال المال للاطاحة بولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، لاسيما بعد ان غادر الرياض في سبتمبر 2017م الى امريكا وهاجم ولي العهد السعودي واستطاع ان يشكل رأي عام في دوائر القرار بواشنطن وابعاد ودلالات خطيرة .

ضؤ اخضر امريكي :

والسؤال الذي يراود النُخب الامريكية والسعودية ، هل ضحت الادارة الامريكية بقضية مواطنها خاشقجي الذي يحمل جنسيتها ويدور في فلكها في مقابل صفقة سرية لانقاذ ولي العهد وسمعة المملكة؟

يذهب البعض الى ان ولي العهد السعودي أعتقد ان عملية اغتيال خاشقجي لن يكن لها صدى دولي أو انها ستمر مرور الكرام كغيرها من الجرائم السياسية تحت اغراء المال والنفوذ الدولي ، إلا انها أصبحت بمثابة الحلم المزعج الذي يؤرق ويطارد الملك وولي العهد والدولة السعودية ويعرضها للمساءلة والابتزاز على مدار الساعة ، لاسيما وان عملية بهذه البشاعة لايمكن أن يتم تنفيذها إلا بقرار وتوجيه من المسؤول الاول و” ضؤ أخضر امريكي” خلال فترة ترامب ، كما حصل ايام الرئيس العراقي صدام حسين من “ضؤ أخضر من السفيرة الامريكية بغزو الكويت” ، ومن ثم الدخول في الاطاحة بالبلد وصدام ، اما أن يدعي ولي العهد السعودي انه لم يوجه بقتل خاشقجي وهو أضعف الايمان فإن المسؤولية القانونية تجعلة المتهم الاول ، بينما تحميل اشخاص أو جهاز المخابرات المسؤولية وتجاوز الملك وولي العهد فهذا الطرح لايتوافق مع العقل والمنطق والواقع

اغتيال الحمدي :

وبالرجوع الى التاريخ السياسي القريب نجد ان اغتيال وتصفيةالرئيس اليمني”ابراهيم محمد الحمدي “تم اتخاذ قرار تصفيته على اعلى مستوى في الديوان الملكي السعودي ولايُستبعد ان يكون التنسيق مع الولايات المتحدة وفرنسا ، ورتب جهاز المخابرات السعودي خطة عملية وفريق متخصص من بينهم مشائخ وقادة يمنيين لاستدراج الحمدي الى مأدبة غداء في بيت احمد الغشمي يوم الثلاثاء الموافق 11 أكتوبر 1977 واللمفت للنظر ان اغتيال وتصفية الحمدي تم بحضور واشراف الملحق العسكري السعودي بصنعاء “صالح الهديان ، على خلفية ، قرار ابراهيم الحمدي بالذهاب الى عدن والالتقاء بالرئيس الجنوبي سالم ربيع لتحقيق الوحدة اليمنية ، بالاضافة الى حديث الحمدي ان حدود اليمن تنتهي بالركن اليماني بالكعبة المشرفة الذي أثار السعودية وامريكا ودفع القيادة السعودية حينها الى التوجيه بتصفية الحمدي وتصوير جثته ووضع عارضيت ازيا فرنسيتين الى جواره في محاولة لتشويه سمعته في اليمن التي تم استقدامهمن حسب الخطة للتخلص من الحلم اليمني.

السعودية تشكك في مقتل خاشقجي:

والمدقق في الاخبار المتداولة لقضية قتل خاشقجي يلحظ منذ البداية ان السعودية شككت في رواية الشرطة التركية في اختفاء وقتل خاشقجي في القنصلية السعودية ، وقال مسؤولون سعوديون ان خاشقجي غادر القنصلية حياً عن طريق باب خلفي ، بينما قال الاتراك انه لايوجد دليل على خروجه، بينماأكد الرئيس التركي أردوغان إن التحقيق ما زال جارياً ويتنظر النتائج وبعد الضغوط التركية والقطرية والدولية وفي محاولة لامتصاص الغضب والقاء التهمة بعيداً عن ولي العهد السعودي ، وبعد 18 يوم من ارتكاب الجريمة أعلن النائب العام السعودي القبض على 18 متهماً بقتل جمال خاشقجي معللاً ذلك بحدوث شجار واشتباك بالأيدي بين المتهمين وخاشقجي مما تسبب بوفاته.

محمد بن سلمان يصرح ..أتحمل مسؤولية قتل خاشقجي:

وفي لقاء مع نورا أودونيل بث في 29 سبتمبر 2019، على شبكة سي بي إس الأمريكية، قبيل الذكرى السنوية الأولى لمقتل خاشقجي، صرّح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بأنّ عملية قتل جمال خاشقجي “جريمة بشعة” لم تأمر القيادة السعودية بها، لكنّه مع ذلك يتحمل “المسؤولية الكاملة” كون جريمة القتل جرت في ظل إدارته ، مُعبراً عن ألمه ..

لكن المتابع للشأن السعودي يلحظ بإن عملية التخلص من أي معارض سعودي كبير تتم من خلال الموافقة على أكبر رأس في البلد وان حالات الترهيب والترغيب والقتل تمارسها العديد من أجهزة الدول العربية أو مايسمى الوطنية والدولية تحت دواعي تشكيل الخطر وافشاء اسرار أو معارضة الحاكم ومعاداة البلد، ويتم ذلك بطريقة ” ناعمة” من خلال الاحتواء والرصاص وكاتم الصوت والخنق والوخز بالمظلة واستخدام غاز السارين والزرنيخ والسينايد والبلوتونيوم والتفجير ، إلا تصفية خاشقجي وضعت عليها بصمات مافيا وليس دولة.

الخمسة الكبار بمجلس الامن :

أن يصل الامر الى تعذيب وتقطيع خاشقجي بالمنشار الكهربائي وتذويب جسمه بمادة ” الاسيد ” دليل على مدى حالة الحقد والكراهية وتوحش النظام والانسان الذي فاق الحيوانات المفترسة منذ تأسيسه ، وأخطر من ذلك تغييب ” العدالة” والتستر على القاتل الفعلي والموجه والحقيقي والتضحية بالقتلة الذين ايضاً يستحقون الاعدام للتستر على الرأس الكبير ،

كما ان الموقف الامريكي والاوروبي والروسي والبريطاني والفرنسي والالماني الذي يتحدث عن القانون الدولي والانساني وانتهاكات حقوق الانسان ليل نهار ويصمت أو يراوغ في جريمة تخطت الحدود والدول والقارات وعرضت السلام والامن الدوليين للخطر في مقابل الرشاوى وصفقات السلاح الذي أضاع الضمير والعدالة الانسانية ، بينما نرى قضية المعارض الروسي ” نافتالي” وحبسه أصبحت الشغل الشاغل للامم المتحدة وامريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا في حالة تؤكد انهيار القيم والعدالة والمساواة .

وفي اطار المصالحة والصفقات واختلال موازين العدالة والمساوة لايتوقع البعض من امريكاإضافة ولي العهد السعودي إلى قائمة الـ17 سعوديا الذين فرضت إدارة “ترامب” عقوبات ضدهم والمنع من السفر وتجميد أصولهم ،، إلا ان سياسيون مطلعون في العلاقات الامريكية والسعودية يرون ان العقوبات الامريكية الجديدة ذر للرماد ولاتتجاوز الاتصال ، وان مسؤولين سعودييين يتحدثون ان القضاء السعودي مخول بالنظر في أي طارئ.

خديجة جنكيز:

الباحثة التركية، خديجة جنكيز ، دعت إلى معاقبة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان “دون تأخير” يوم الاثنين ، مضيفة ان التقرير الامريكي لم يخدم العدالة ، بحسب منشورها على صفحتة تويتر .

خاشقجي : 1.7 مليون متابع

لقد كتب جمال خاشقجي الذي يتابعه اكثر من 1.7 مليون متابع على التواصل الاجتماعي العديد من المقالات والتقارير الصحفية بصحيفة واشنطن بوست وأنتقد فيها سياسة تكميم الأفواه واعتقال كل من له رأي مخالف في المملكة ومحاربتها لجماعات الإسلام السياسي ومعارضتها للربيع العربي ..

وقال ان ولي العهد “ينقل البلاد من التطرف الديني إلى نسخته الخاصة من التطرف المبنية على وجوب قبولكم إصلاحي بدون أي تشاور، مصحوبا باعتقالات واختفاء منتقديه” ، وفي مقال آخر كتب جمال في 2017م بعنوان “ولي العهد السعودي يتصرف مثل بوتين”، يفرض عدلا انتقائيا للغاية .

خاشقجي :السعودية تثير فوض في لبنان:

كما انتقد احتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في الرياض وإعلانه منها تقديم استقالة حكومته، تحت عنوان “السعودية تثير فوضى كاملة في لبنان” ، ماولد قناعة كبيرة لدى صاحب القرار الملكي المتهور في السعودية الى خطفة وتصفيته ليس في واشنطن التي تعتبر خط أحمر وموطن خاشقجي الجديد بالتجنس وانما بإستدراجه الى اسطنبول وقتله بصورة بشعة لكن الواقع يقول ان شبح جثة ودماء واشلاء وذكرى وعلاقات خاشقجي ستطارد كل القتلة والمتورطين ، وان متاجرة الرئيس السابق دونالد ترامب الجمهوري المتوحش ، واثارة الادارة الجديدة للرئيس الامريكي جو بايدن الديموقراطي الناعم الذي يتحدث عن القيم الديموقراطية وحقوق الانسان ، لايراها الكثير من السعوديين والعرب والعالم إلا حالة من حالات الابتزاز والمتاجرة بالقيم والقضايا الانسانية ولي الذراع وحلب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ومواصلة استنزاف ثروات الشعب السعودي بطريقة عصابة تحمل عنوان “الصقور والحمائم” مقابل حماية الكراسي والتغطية على جرائم العصر ، بينما يظل تمثال الحرية مجرد وهم بدليل دعم الانظمة الجمهورية والملكيات الديكتاتورية في العالم العربي والاسلامي.

لقد نفذ جهاز المخابرات السعودي الكثير من المهام القذرة مثله مثل بقية أجهزة العالم ، مازال العالم يتذكر قصة الامير السعودي المعارض الذي فر الى الاردن ومن ثم خطفه بالتنسيق مع المخابرات الاردنية بحسب وسائل اعلام وتخديره وشحنه الى الرياض كالبضائع.

كما ان الفيلم الوثائقي الذي عرضته “بي بي سي” يتحدث عن كيفية حصول عملية اختطاف الأمير الأبرز بين الثلاثة سلطان بن تركي في الأول من شباط عام 2016 مع عشرين شخصاً من المقربين منه والذين غالبيتهم من دول غربية ويعرض الوثائقي شهادة اثنين وهما يصفان اللحظة التي اكتشفا فيها أن الطائرة التي كانوا على متنها لم تحطّ في “القاهرة” كما كان مفترضاً بل حوّلت مسارها إلى الرياض وكيف صرخ الأمير “سلطان “وتعارك مع عدد من الأشخاص على متن الطائرة السعودية الذين أظهروا أسلحة كانت مخبأة بهدف إخضاعه والسيطرة على الركاب الآخرين أثناء هبوط الطائرة.

تخدير امير سعودي في جنيف :

الوثائقي يقدّم دليلاً جديداً أيضاً على عملية اختطاف سابقة تعرض لها الأمير نفسه في 2003 بناء على سجل طبي صادر عن مستشفى الملك فيصل في الرياض ووفق هذا السجل فإنه جرى تخدير الأمير في” جنيف ” قبل أن ينقل على متن طائرة طبية للسعودية وهو ما يؤكد ادعاءات سابقة للأمير بأنه تمّ حقنه في جانب من عنقه قبل اختطافه من قبل خمسة رجال ملثمين.

كما ينقل الوثائقي عن أحد البريطانيين الذين كانوا برفقة الأمير كيف أن السفير السعودي في جنيف وصل إلى الجناح الخاص بالأمير في فندق “انتركونتينتال” بعد ساعات من اختطافه حيث أبلغ الجميع بأن عليهم المغادرة لأن الأمير أصبح في الرياض الآن ، وكم هي المآسي والتجاوزات والسلبيات والايجابيات والعمليات القذرة التي نفذها جهاز المخابرات السعودي في عالم يحكمة المال والنزوات والتسلط والجريمة.

تقرير المخابرات الامريكية:

تناولت وسائل الاعلام الامريكية والدولية ، ان الرئيس جو بايدن قرأ تقرير المخابرات المرفوع للكونغرس ، وتحدث الرئيس عن نزع السرية والشفافية وشغل الاعلام الامريكي العالم بالتقرير وتقييم المخابرات لكن القارئ والمتابع والمشاهد ورجل القانون يؤكد ان التقرير هزيل جداً وأضعف من خيوط العنكبوت ويفتقد الى الجرأة والعدالة ومجرد ضحك على الدقون واستغفال للرأي العام الدولي وقتلاً للحقيقة وانتصاراً للفوضى والظلم وصوت المال وان تكلفة الحبر الذي كُتب عليه أكبر وان الدعاية الكبيرة للتقرير وعظمة المخابرات الامريكية طلعت فالصوا وان التقرير صيغ بطريقه سياسية ويقوم على الاستنتاج والافتراض دون الحقائق القاطعة ، مايدعو الى الشك والريبة.

اللعبة الامريكية :

المتحدثة باسم الرئيس الأمريكي جين بساكي إن الولايات المتحدة لديها طرق أفضل من فرض عقوبات على ولي العهد السعودي في سؤال وجه لها بينما تفرض واشنطن عقوبات على مسؤولين سعوديين ، وقالت تاريخياً في ظل ادارة كل من الجمهوريين والديمقراطيين لم يتم فرض عقوبات على قادة الدول ، وان الطريقة الافضل لمنع حدوث تلك الجرائم مستقبلاً وافساح المجال مع السعوديين حيث يوجد ” اتفاق ومصلحة وطنية” للولايات المتحدة .. هذا ماتبدو عليه الدبلوماسية.

آدم شيف.. يداي ولي العهد السعودي ملطختان بالدماء:

من جهته علق رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي، آدم شيف، على تقرير الاستخبارات الأمريكية لـ قناة “سي إن إن”، بقوله لاشك ان يدي ولي العهد محمد بن سلمان ملطختان بالدماء وعلى إدارة جو بايدن معاقبته ، مؤكداً على ان هناك وسائل لمعاقبة الامير محمد من خلال عدم دعوة ولي العهد السعودي إلى الولايات المتحدة أو لقائه أو حتى مكالمته، وعلى الإدارة أن تنظر في فرض عقوبات على أصول في صندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي يسيطر عليه الأمير والتي لها أي صلة بالجريمة.

امريكا..الوهم القاتل :

كنا نعتقد ان جهاز المخابرات الامريكي يعرف كم عدد الشعر لدى كل حاكم عربي او قائد أوروبي أو أصغر راقصة في شارع الهرم وأسطنبول وانه يعرف مايدور خلف الجدران والغرف المغلقة والسفارات بالصوت والصورة حتى حالة الشهيق والزفير للمسؤولين في غرفة النوم المغلقة لنكتشف ان ذلك مجرد وهم وان الحقيقة هو ان المخابرات الامريكية لاتعرف كل شيء إلا عبر خونة ومرتزقة البلدان أو ان لديها الدليل القطعي بالصوت والصورة ولكن المصالح والاتفاقيات القذرة وأساليب الابتزاز أفظع في تاريخ الشيطانب الامريكي.

والغريب في الامر ان العقوبات القضائية التي طالت أحمد عسيري والقحطاني وفريق المهام القذرة والضغوط والتسوية المالية مع أولاد وعائلة خاشقجي بقبول احكام القضاء السعودي والتنازل او العفو عن دماء جمال خاشقجي ، فإن العدالة تظل ناقصة وميزان الحق مائل مع نجاة المجرم الرئيس .

لذلك فإن القيم الديموقراطية التي يتحدث عنها الديموقراطيون والجمهوريون لاتنطبق على ” جورج فلويد” الذي قُتل خنقاً مع سبق الاصرار والترصد تحت أقدام ضابط أمريكي ابيض ولا على ملوك وامراء النفط تحت مبرر المصالح ، بينما يتم العمل بها ضد القادة والشعوب المناضلة والانظمة الوطنية التي لاتُغرد في الفلك الامريكي والشواهد كثيرة منها اختطاف نوريغا رئيس بنما وملاحقة عمر البشير الى محكمة الجنايات الدولية ، وغزو العراق وتحويل سوريا الى جحيم ودعم وتدريب وتمويل القاعدة وداعش وطالبان والاخوان وقلب الانظمة في تونس وليبيا واليمن والسودان واتباع سياسة العقوبات والحصار وتجويع الشعوب لذلك لايمكن للادارة الامريكية بصقورها وحمائمها ان تكون قدوة النظام العالمي الجديد الذي يؤمن بالامن والسلام الدوليين بعد ان تحولت الى الشيطان الاكبر وفرخت عدد من شياطينها الصغار .

حقوق الانسان:

المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان أغنيس كالامار، انتقدت بشدة قرار واشنطن عدم فرض عقوبات على ولي العهد السعودي بخصوص قضية خاشقجي ، وقالت ان بن سلمان بمثابة الشخص الذي أدين في المحكمة، ولكن سُمح بعد ذلك بالإفراج عنه.

وجاء تعليق كالامار بعد أن نشرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تقريرا، خلص إلى تورط بن سلمان في مقتل خاشقجي.

الخارجية الامريكية :

المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس قال يوم الاثنين إن الولايات المتحدة “تركز على السلوك المستقبلي” للسعودية وان العقوبات لم تشمل ولي العهد السعودي ، لكنها فرضتهاعلى بعض مسؤولي المملكة مؤكداً على ان امريكا تحتفظ بالحق في اتخاذ إجراء في الوقت وبالطريقة التي تختارها، مشيراً الى مصلحة امريكا في استمرار العلاقات مع الرياض واعادة التقييم ، كما حثت الخارجية الامريكية على تفكيك قوات التدخل السريع .

السفيرة الامريكية لدى الامم المتحدة:

قالت ليندا ثوماس- غرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة إن العلاقات بين بلادها والسعودية لن تعود كما كانت فقد تغيرت بصوة كبيرة في عهد بايدن ، مشيرة الى ان الاصوات التي تنتقد الموقف الامريكي السلبي من عدم فرض عقوبات علي محمد بن سلمان ، ليس بالقضية.

مندوب السعودية لدى الامم المتحدة:

وفي رده على التقرير الامريكي ، حدد مندوب السعودية لدى الامم المتحدة ثلاث نقاط تمثلت في :

أولا : أن الأمير محمد بن سلمان لابد أنه كان يعلم لأنه يسيطر على الجهاز الاستخباراتي، متسائلاً إذا كانت هذه حجة صالحة، فلماذا لم يُحمل الرئيس (الأمريكي) ونائب الرئيس ووزير الدفاع مسؤولية جرائم أبوغريب؟..”

ثانيا: الأمير ’مهووس‘ بالقبض على المعارضين واحضارهم إلى البلد، أين هذا الصوت المثير الذي يجلب العديد من المعارضين إلى منازلهم؟ نحن جميعا نعلم بأن بعض المعارضين الذين يعيشون في الخارج بشكل مريح ولا يزالون كذلك، بفضل المخابرات الأجنبية..”

ثالثًا: ظهور بعض المسؤولين عن الجريمة في خلفية صور مع الأمير محمد وهو بإشارة إلى ’قربه‘ منه. إذا كان الأمر كذلك، فهذه نقطة لصالح الأمير تشير إلى أنه حتى أولئك الذين ربما كانوا ’مقربين‘ منه حوكموا وأدينوا في المحكمة”.

قطر .. التزام الصمت :

من جانبه أكد امير قطر تميم بن حمد دعم بلاده لامن واستقرار وسيادة السعودية ، بحسب الاتصال الهاتفي الذي اجراه مع ولي العهد السعودي بعد ثلاثة ايام من نشر التقرير الامريكي..

وقالت المتحدثة باسم الخارجية القطرية لولوة الخاطر، في حوار مع صحيفة “واشنطن تايمز”، أن “الدوحة اختارت الصمت حول القتل المروع للصحفي السعودي جمال خاشقجي لتجنب تفاقم التوتر الإقليمي وقالت “يمكننا تسييس القضية ولكننا فضلنا المقعد الخلفي” ، بينما في بداية قتل خاشقجي هيجت واشعلت قناة الجزيرة الدنيا بمقتل خاشقجي خلال ازمة الدوحة مع الرياض وبعد اتفاق وبيان العُلا فضلت الصمت والمساندة .

موقف دول الخليج :

اصدرت عدد من الدول الخليجية بيانات رسمية تضمنت مواقف تضامن صريحة وقوية واضحة تدعم الموقف السعودي الرافض للتقرير الأمريكي، الذي أكدوا فيه على انه مبنى على استنتاجات وافتراضات مسيئة وغير صحيحة

خلفان :

اما نائب رئيس شرطة دبي، ضاحي خلفان، انتقد، تقرير الاستخبارات الامريكية حول مقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، مذكرا واشنطن بأحداث “سجن أبو غريب” في العراق وباغتيال علماء عراقيين أثناء غزو بغداد دون ان يمنع بايدن الجرائم ولوبكلمة.

عدالة السماء:

أخيراً .. تظل عدالة السماء هي الفيصل للمظلومين بعد عبث وتوحش الانسان الذي أستخلفه الله تعالى لتعمير الارض وبناء الانسان وان دولة العدل الى قيام الساعة والظلم ساعة لاسيما وان دماء واشلاء جمال خاشقجي وغيره من الابرياء ستظل لعنة تلاحق الطغاة ، ولنا في فرعون وتحطم الامبراطورية الرومانية والفارسية والخلافة الاسلامية وانهيار المانيا وبريطانيا والاتحاد السوفيتي آية .

shawish22@gmail.com

*رئيس تحرير موقع سام برس
“نقلا عن سام برس”

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

الإعلام العبري يعترف: الواقع على الأرض صعب والجيش الإسرائيلي يمر بأزمة طاحنة ويحتاج 7 آلاف مُجند بشكل عاجل

  اليمن الحر الاخباري/ متابعات قالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية إن الجيش الإسرائيلي بحاجة “ماسة” …