الجمعة , نوفمبر 22 2024
الرئيسية / اراء / يالها من عبارةٍ مُثيرةٍ للاشمئزاز والتقزّز!!

يالها من عبارةٍ مُثيرةٍ للاشمئزاز والتقزّز!!

 

د. محمد أبو بكر*
منذ أن بدأت القمم العربية أعمالها منذ أكثر من ألف سنة، وذات العبارة تتكرر في البيانات الختامية.. حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، أضف إلى ذلك ضمان حق ( أبناء عمّهم الصهاينة ) بالأمن، يالها من عبارة تثير الإشمئزاز والتقزز.
أنا لا أريد دولة فلسطينية كرتونية هشّة، لا أريد كانتونات، لا أرغب أبدا بأن يجري التعامل معنا كفلسطينيين على هذا النحو، فلسطين هي فلسطين، من نهرها إلى بحرها، عندي رغبة شديدة بأن يكون بيتي في طبريا، كم أعشق هذه المدينة وبحيرتها، أريد لأحبابي أن يسكنوا في صفد، وآخرين في عسقلان، أريد للأقارب أن يستمتعوا ببحر حيفا وجبال الكرمل وسهول مرج بني عامر، واللعنة علينا إذا ماقبلنا بدويلة هزيلة فيما تبقّى من الضفّة الغربية، وتحت حراب الصهاينة والمتصهينين من أمّة العرب وحكّام الردّة.
وحين تعود فلسطين بفضل مقاومتنا الباسلة، لا يهمّني حينها أين تكون العاصمة، فأنا أفضّل مثلا مدينة الرملة كعاصمة لأنها تقع في وسط فلسطين، ولتبقى القدس العاصمة الروحية، لنا، ولمن تبقّى من أمّة الإسلام، قد أختلف هنا مع عبد الباري عطوان، لأنّه يرغب بأن تكون العاصمة في الناصرة، أو ربما في يافا.

مفتي عمان المحترم الشيخ أحمد الخليلي، المعروف بمواقفه الأصيلة ودعمه للمقاومة الفلسطينية، يدعو المسلمين لتحرير فلسطين، على اعتبار أنّها قضية كل مسلم على وجه الأرض، وهنا أسأل الشيخ الخليلي ؛ بتحكي عن جدّ ياشيخ ؟ عن أيّ أمّة تتحدث سيدنا الجليل ؟ ويضيف الخليلي قائلا ؛ إنّ قضية المسجد الأقصى وأرض فلسطين لها أهمية خاصة تفوق كلّ بقعة على وجه الأرض.
كل التقدير لهذا الشيخ الكبير، هو المفتي الوحيد في العالم العربي الذي يؤكّد دائما وقوفه مع المقاومة في فلسطين، وهو الوحيد الذي لا يتحدث منذ أكثر من سبعة أشهر سوى عن فلسطين والقدس والمقاومة وتخاذل الحكّام والأمة العربية والإسلامية.
في حين تنشغل دور الإفتاء العربية بالتوضيح الممل عن نواقض الوضوء، وهل يجوز للمرأة الحج دون محرم، وكيفية دخول الحمّام، مع ضرورة وأهمية وملاحظة دخوله بالقدم اليسرى.. ديروا بالكم تدخلوا الحمّام بالقدم اليمنى، حينها؛ ربما يهتزّ الكون وتضربه الكوارث !
شاهدت مرارا مسرحية مدرسة المشاغبين، هي مسليّة جدا، وتدعونا للضحك دائما، وحين أرغب بالتسلية في أيّامنا هذه ؛ أتابع الإعلام الرسمي لبعض الأنظمة العربية، تمجيد الزعيم لا يتوقف، وذكر مآثره المتكررة التي ربما تصل عنان السماء، وتأكيده الدائم على حلّ الدولتين، وضرورة السماح بإرسال المساعدات إلى غزة، والتنديد الدائم والشجب والإستنكار الذي نجيده، وربما بات ماركة مسجّلة باسم أنظمتنا.
هناك العديد من الأمور المسليّة التي يجيدها الإعلام الرسمي، المعروف عنه الجبن والخوف والإرتعاش، ناهيك عن النفاق والكذب والدجل، أدعوكم للتخلّي عن مشاهدة مسرحيات عادل إمام، وتابعوا المسرحيات الأخرى التي ستضحكون معها حتى الإستلقاء على ظهوركم من فرط الضحك، مسرحيات لا يجيد إخراجها غير إعلام عربي رسمي، ما زال يعيش في العصور الوسطى، أو ربّما عاصر أهل الكهف.
داعية فلسطيني يقول : صحيح أنّ أهل غزّة ليسوا من زمن الصحابة، ولكنهم والله يشبهونهم، وأنا أقول أكثر من ذلك.. لقد تفوّقوا على الصحابة، فشهداؤهم قريبون من عرش الرحمن!
*كاتب فلسطيني

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

كشف المستور في كتاب الحرب المنشور!

محمد عزت الشريف* لم يكن طوفان الأقصى محضَ صَولةٍ جهادية على طريق تحرير الأقصى وكامل …