الجمعة , نوفمبر 22 2024
الرئيسية / اراء / بصراحه .. مبسوطين !!؟

بصراحه .. مبسوطين !!؟

 

بقلم/ احمد الشاوش*
يبدو اننا نعيش عصر الخليفة الاموي عمر بن عبدالعزيز عليه السلام .. بصراحه .. كلنا مبسوطين قوووي .. ولا ندري حتى اللحظة مبسوطين من النعمة حد التخمة ام مبسوطين على الموكيت.

المواطن بيضحك .. الاسرة بتضحك .. الاولاد بيضحكوا .. القادة .. الوزراء ..المشرفين ..التجار .. القضاة .. الموظفين .. المعلمين .. العسكر..الكل بيضحك ويكركر ويحاكي نفسه في البيت والسوق والشارع والمسجد والعمل .. ليش .. مدري .. ما السبب الله اعلم.. حتى اللحظة لم استطع أضع اجابه شافية وافيه لان البعض يقول ان الضحك يميت القلب ، والبعض الآخر ” قلة ادب ” ، “وكثر الضحك يزايغ العقل” ، بينما الحقيقة اننا مصابين بالاحباط واننا أشباه اموات!!.

السؤال ..هل نحن نعاني من الاكتئاب والاضطراب والقلق والانفصام والتشويش .. اضطراب في العقل والتفكير والكلام والاكل والشرب والنوم بصورة غير طبيعية .. اضطراب في الشخصية حد الجنان اللوزي ؟.

هل نحن بحاجة الى طبيب نفسي أم ان الامر طبيعي .. هل نحن بحاجة الى قارئة الفنجان ولصوص الميزان .. هل ابتسامة وضحكة اليمنيين طبيعية في ظل وضع غير طبيعي أم ان الضحك حالة من الترف والتلف لاسيما بعد ان تعرض نحو ثلاثين مليون يمني لمقالب غوار الطوشه وظرافة نهاد قلعي وقعاية ياسين بقوش والكاميرا “الخبيثة”.

ورغم تلك المقالب الظريفة واللطيفة والخبيثة يحاول البعض ان يقنعنا بأننا نعيش اليوم عصر الخليفة عمر بن عبدالعزيز عليه السلام في طول اليمن وعرضها ، فالحمدلله تم توظيف وعسكرة الاعفاط والشباب والاطفال وتم تزويج العُزاب والارامل والمطلقات بالالاف في المحاكم ..

شُيدت المدن السكنية والطرق والجسور والانفاق والمساجد والحدائق والمنتزهات والخدمات وصُرفت الرواتب وسُددت ديون المواطنين ودُفعت الديات وعُفي عن المساجين وكل شويه نسمع حكومة صنعاء وعدن ومسؤوليها الكرام يدورون بالشوارع والاسواق والمدن والقرى بالمكرفونات.. هل من جائع .. هل من فقير .. هل من عاري .. هل من مريض .. هل من سجين .. هل من مظلوم ، والناس تضحك من الالم والجوع والفقر والمرض والخوف وتردد الحمدلله على عدالة عمر بن عبدالعزيز ومعين عبد العصيد.

والعجيب ان البعض يقول لا تصدقوا الاشاعات والدعايات والمغرضين من أصحاب الطابور الخامس والطابور السادس .. الشعب عايش بين العسل والسمن لكن الحقيقة انه يبحث عن حزمة بصل!!.

يبدو ان المواطن اليوم عايش في رفاهية فنادق خمسة نجوم وفلل وقصور وارصده واحنا خارج اطار التغطية .. لا مؤجر يطردك ولا اوقاف تشغلك ولا ضرائب تلاحقك ولاجمارك تفجعك ولا جبايات تدقدقك ولا صاحب بقالة يتربص بك وجزار يفترسك..

المواطن عايش حياته بالطول والعرض وجالس بيهز الارض والمسؤول في خدمة الشعب مثل الصيدليات المناوبة بيصرف مسكنات وابر وضمادات للتهدئة وخفض درجة الحرارة ، وبعض المسؤولين القوي الايمان راقد فوق السيارة أو في الشارع مثل عمر ابن الخطاب بعد ان حكم وعدل وأمن ونام!!؟ .

وكأن لسان حال اليوم في اليمن المنكوب يقول وداعاً للفقر .. وداعاً للجوع .. وداعاً للمرض ..وداعاً للصلع والصرع والقيم .. وداعاً للشعب .. وداعاً للوطن والهوية في ظل غياب العدالة والحكومات العاجزة التي تصرف كلام بلا فائدة.

هيئة الزكاة ليل الله مع نهاره تنادي في كل شارع بالمكرفون وتضع الاعلانات والبروشورات واللوحات هل من جائع .. هل من فقير .. هل من مريض .. هل من مدين .. والاجمل زفة 500 عريس ناهيك عن توزيع اللحوم والدقيق والبر والعسل والزيوت الى كل بيت حتى المطابخ الخيرية بيشتغل طوال السنة مش في رمضان بس !؟ ، لوما تحولت اجسام الفقراء والمساكين مثل عجول الخليج بفعل ايادي الخير التي تشتغل قرعة في رمضان وتنام السنة.

الخليفة عمر بن عبدالعزيز رضي الله لم يكن لديه فريق عمل محترف ولا اعلام ولا صحافة و قنوات فضائية ولا راديو ولا مكرفون ولا فعاليات وورش للحام ومؤتمرات وطاقة شمسية وسيارات فارهة ومكافآت وسفريات .. الحمدلله ببركة المؤمنين لم نعد نشاهد فقير ولا جائع ولا شحات ولا مريض ..!!.
والمشهد الصادم ان الكثير من ابناء الشعب اليمني اليوم غرق في مستنقع الكذب والاحتيال والنفاق والمزايدة والانتهازية بعد ان تم الضغط عليه بالمعيشة والاستبداد والمشاريع والاجندات المدمرة التي حولته الى هيكل عظمي يبحث عن المأكل والمشرب والمسكن بعد ان فقد كل شيء وباع كل شيء حتى احلامه المشروعة.

اليوم كل اليمنينون يغرقون في كافة مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاخلاقية والفكرية والثقافية والجغرافية والمذهبية بعد أن تحول الكثير الى ادوات لتجار الحروب ومراكز القوى العابثة في الداخل والخارج التي لا تؤمن بقيم التسامح والتعايش.

وبعكس مقولة وبرنامج ” عرف الشعب طريقة” ، اليوم الشعب اليمني ظل الطريق وأضاع البوصلة بضياع القيم والمزايدة بعد ان تم استدراجه من قبل الاحزاب السياسية والجماعات المتطرفة الى مسارات الوهم والسراب وبحار الظلمات والنفاق والفجور والولاءات الزائفة والاموال المدنسة حتى بدأ الناس يردد كلمات الشاعر الكبير علي بن علي صبرة والفنان الكبير علي الانسي :

قالوا عداله واين جت العداله
من يسمع الشكوى أنا فدا له

أخيراً .. نأمل من حكومة التغيير والبناء بصنعاء ، وحكومة عدن القيام بمسؤولياتهم وواجباتهم الدينية والاخلاقية والدستورية في تحقيق العدالة وازالة الظلم وتقديم الخدمات للمواطن بأعتباركم في خدمة الشعب وليس الشعب في خدمتكم ..

كما تسكنون في الفلل والقصور والفنادق ولديكم مرتبات وحقوق وسيارات فارهة ولديكم عوائل واولاد يأكلون اطيب الطعام ويدرسون في ارقى المدارس والجامعات ، فنأمل ان تشاكوا الشعب معاناته وان تتوقفوا عند قوله تعالى ” الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ..
لانريدكم ان تتحولوا الى عمر بن الخطاب ولا عمر بن عبدالعزيز ولا معاوية وانما الى ناس تحمل وتنفذ كلام الله وفقاً لقوله تعالى :

“إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا” الاحزاب 72
*رئيس تحرير سام برس
shawish22@gmail.com

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

كشف المستور في كتاب الحرب المنشور!

محمد عزت الشريف* لم يكن طوفان الأقصى محضَ صَولةٍ جهادية على طريق تحرير الأقصى وكامل …