الجمعة , نوفمبر 22 2024
الرئيسية / اراء / الحزن .. محطة للعبور

الحزن .. محطة للعبور

إيمان عبد العزيز آل إسحاق
نعم.. لقد مررت ومررنا جميعًا بلحظات شعرنا بها بالحزن.. لكن الحزن لم يكن أبدًا كهفًا أعتكف فيه.. بل جسرًا أعبره إلى ما سواه.. وإن كنت قد رأيت الناس ببعض المحطات محطمين ويائسين، في لحظات ما، فلا يعني ذلك أبدًا أن البحر الذي في داخلنا قد هدأ واستكان.. أو أن الريح التي تعوي في داخلنا قد صمتت.. إن الحزن ليس نقيضًا للحياة بل هو جزء منها.. وهل بإمكاننا أن نفرح دون أن يكون عندنا استعداد للبكاء؟ هل يمكننا أن نسعد برؤية مولود جديد دون أن نكون قادرين على الحزن لوفاة عجوز؟ أو هل يفرحنا انتشار شذى الأزهار ولا يحزننا جفاف النهر؟ وهل نفرح بالثمر ولا نحزن لموت شجرة أو تصحر هنا وهناك!!

لقد عشت حياتي كلها ممتطيًا حصان الرغبة.. موجهًا بصري نحو ما أملك، وأحيانا نحو ما لا أملك.. حاملًا قلق الصياد الفقير المتفائل في قلبي وعيني.. مترقبًا أن يحدث شيء أو أن لا يحدث شيء.. مُنصتا لكل صوت ولكل صمت. ولكل همس ومحدّقًا في كل ما أرى.. ولا يحركني في كل ذلك إلا حبي للحياة.. وبالإنسان والأشياء.. لذلك إذا ما رأيتني يومًا ما مُنطفئًا كموقد مهجور.. أو هادئًا ومستكينًا كساعة حائط.. فلك حينئذ أن تدفنني.. إن انعدام الاشتهاء هو الموت وفقدان الأمل هو الموت نفسه.. سأحارب من أجل الحياة فلا يقين إذنْ، لم يكن هناك دافع من داخلي فحياتنا كالأرجوحة مرة عالية ومرات منخفضة وهابطة..

أيها الحزن أعلم أنك مجرد محطة أعبر بها بكل قوتي، وحياتي فقط لأكون سعيدة فمنك تعلمت الصبر والجَلَادة.

الحياة لم تعد بستانًا أخضر مملوءًا بالورود بل أصبحت غابات مملوءة بالوحوش والمجرمين والمتربصين وعديمي الأخلاق وغيرهم، لذلك الحياة تحتاج عزيمة وإصرارًا ومثابرة فبلوغ الهدف يحتاج للمستحيل، والمستحيل تصنعه فقط بثباتك وعزمك على المضي والتقدم وهزيمة المنتفعين والمرتشين والمخادعين، والجالسين على كرسيّ المنصب.. ولعلمكم فكلكم راعون ومسؤولون فهناك حساب يوم الحساب لا مفر منه.

كلمة أخيرة: اعملوا فسيرى الله عملكم.. ياترى هل كلنا يراعي الله في عمله وفي ما بيده من حقوق ومسؤوليات.
نقلا عن الراية

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

كشف المستور في كتاب الحرب المنشور!

محمد عزت الشريف* لم يكن طوفان الأقصى محضَ صَولةٍ جهادية على طريق تحرير الأقصى وكامل …