اليمن الحر الاخباري/متابعات
صادف اليوم الاربعاء الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت، الماساة التي عاشتها المدينة في مثل هذا اليوم والتي اسفرت عن مقتل نحو ٢٠٠ شخص ومئات الجرحى ودمار هائل في الأبنية السكنية. ورغم انقضاء عام كامل مازال الانفجار غامض الأسباب، والتحقيقات بشأنه لم تظهر للعلن، على الرغم من مشاركة فرق تحقيق فرنسية وامريكية منذ الأيام الأولى.
ومازالت القضاء اللبناني يبحث في المسؤوليات وعن المقصرين والمذنبين. ومازال الاستثمار السياسي بالحدث وتوجيهه حسب الرغبات السياسية قائما. ومازالت النظريات عن المؤامرات الخارجية، وعن الأصابع الدولية في الحدث متداولة. الثابت الوحيد في القصة المأساوية هو: رسو باخرة نيترات الامونيوم في مرفأ بيروت عام 2013 ونقل حمولتها بعد اشكال قضائي منها الى احد عنابر المرفأ وظلت الحمولة الى وقت انفجارها الغامض .
عجل الانفجار في مسار التدهور السياسي والاقتصادي والمعيشي للبنانيين. واليوم في ذكرى الانفجار فان السمة الغالبة للمشهد اللبناني هو الاستعصاء والانقسام السياسي الحاد، والتدهور الاقتصادي، وشبح الانفلات الأمني الذي يطل برأسه بين الفينة والأخرى منذرا بتطور الانقسام الى اقتتال يعيد لذاكرة اللبنانيين فصول الحرب الاهلية القاتمة السواد.
واليوم تحبس بيروت أنفاسها على وقع دعوات التظاهر والاحتشاد وقطع الطرقات ودعوات الثورة الشاملة على الواقع المتردي وفي وجه الطبقة السياسية الحاكمة التي فشلت حتى الان في إدارة الازمة، وابقت على ثقافة المحاصصة الطائفية والحزبية، وتقاذف الاتهامات بالفساد والفشل رغم كل ما مرت به البلاد وما أصاب العباد.
وحتى دعوات الثورة على الواقع، والغضب الشعبي المحق لا تسلم من تسلل الاجندات الخارجية للركوب على وجع الناس وتوجيه الغضب نحو شعارات سياسية تخدم هذا الطرف الأجنبي او ذاك. فيتحول في لحظة مطلب الجماهير في كنس الفساد و محاسبة الطبقة السياسية برمتها على عقود من الفشل ونهب المال العام، الى مشهد من تسلق اشخاص ميكروفونات وسائل الاعلام للهجوم على المقاومة، او اثارة النعرات الطائفية لاستفزاز جمهور اخر ودفعه للصدام والاشتباك، او اندفاع مجموعات ممولة الى تحطيم سيارات ومحلات واملاك خاصة، واذلال الناس على الطرقات المقطوعة والاعتداء عليهم، للوصل الى الفوضى.
وأعلنت السلطات اللبنانية اليوم يوم حداد وطني عام تعطل فيه الإدارات والمؤسسات العامة، كما اعلن عن مجموعة من الفعليات والمسيرات والوقفات التضامنية مع أهالي شهداء المرفأ في عدد من المناطق وإقامة الصلوات والقداس واضاءة شموع.
واكد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون في كلمة وجهها الى اللبنانيين عشية الذكرى السنوية الاولى لجريمة تفجير مرفأ بيروت إنه يجب ترك التحقيق في انفجار مرفأ بيروت يأخذ مجراه وإن الحقيقة قادمة ومعها القصاص العادل من كل مسؤول عن الكارثة، وأضاف عون ” شهداؤنا يستصرخون الضمير، وعيون العالم شاخصة إلينا والتحدّي الذي يواجهه المحقق العدلي ومعه القضاء لاحقا، هو كشف الحقيقة وإجراء المحاكمة وإصدار الحُكم العادل في فترة زمنية مقبولة، لأن العدالة المتأخرة، ليست بعدالة”.
وشدد على دعمه للتحقيق النزيه والجريء وصولا للمحاكمات العادلة وللقضاء القوي، مؤكدا ضرورة الذهاب في التحقيقات القضائية إلى النهاية.
وأكد أنه يبذل قصارى جهده لتذليل أي عقبة أمام تشكيل الحكومة، وأنه يعمل يدا بيد مع رئيس الوزراء المكلف لتذليل كل العراقيل أمام تشكيل حكومة إنقاذية.
وأضاف “قادرون بتعاوننا وصبرنا ووضع آليات الحل على تشكيل حكومة والتحضير لانتخابات نيابية”.
وشدَّد حزب الله، في الذكرى على ضرورة تكاتف اللبنانيين وتماسكهم من أجل تجاوز المحنة الأليمة.
وفي بيان له، أكّد حزب الله ضرورة العمل الجاد من أجل الوصول إلى الحقيقة الكاملة، بعيداً عن الاستغلال السياسي.
وطالب الجهات القضائية بأن تتعامل مع هذه المسألة بما تستحق من الجدية، بعيداً عن الاستنساب، وأن تكشف الحقائق بكل شفافية أمام الرأي العام اللبناني وأمام العالم، وطالب بوضع حدّ نهائي وقاطع للتلاعب الداخلي والاستغلال الخارجي وتوجيه الاتهامات.
ولا يملك احد في لبنان اليقين حول ما سينتهي اليه هذا اليوم، وان كان يوما فاصلا يجدد حراك الشارع اللبناني ويعيد لانتفاضة ١٧ تشرين فاعلتيها في جمع اللبنانيين على مطالب موحدة في وجه النخبة السياسية، ام سيكون يوما يضاف الى سجل أيام الفوضى والمخاطر الأمنية، ام سيمر بتذكار الألم والمأساة والتضامن مع اهل الشهداء والمطالبة بالحقيقة الكاملة.
عن راي اليوم
الرئيسية / أخبار / لبنان يحيي الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت وسط حالة من الاستعصاء السياسي والتدهور الاقتصادي
شاهد أيضاً
الرئيس الإيراني: اليمنيون يملكون التقنية لإنتاج الصواريخ المتطورة.. ولم نرسل أي صواريخ إليهم
اليمن الحر الاخباري/متابعات أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أن اليمنيين يملكون التقنية لإنتاج الصواريخ المتطورة.. …