اليمن الحرالاخباري / محمد العزيزي
أكد الدكتور حسين مقبولي الأهدل نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات و التنمية على أهمية التخطيط العمراني التشاركي لتحقيق التنمية المتوازنة من خلال التطوير العمراني و ادخال الخدمات و رفع كفائتها في المناطق النائية و الحضرية .
وقال الدكتور مقبولي خلال تدشينه المشروع الوطني للتخطيط العمراني التشاركي المجتمعي الذي أقامته الهيئة العامة للأراضي و المساحة و التخطيط العمراني بالتنسيق و التعاون مع وزارة الإدارة المحلية و المجالس المحلية بالمحافظات ( مرحلة أولى أمانة العاصمة مديرية بني الحارث) ،قال أن التخطيط التشاركي نمودج حضري يتشارك فيها جميع شرائح المجتمع مع السلطة المركزية و الريف و الحضر .. و أضاف بحضور الدكتور قاسم الحمران نائب وزير الإدارة المحلية و مستشار أول هيئة الأراضي و مدراء العموم بالهيئة أن الهيئة العامة للأراضي هي الجهة المعنية و المناطة بالمخططات العامة للأراضي و كذا في الحفاظ على الأراضي الزراعية وأراضي الدولة و في إعداد المخططات العمرانية الصحيحة و السليمة لأنه من غير المعقول أن نترك العشوائيات تعبث بمدننا و بلادنا، و بالتالي لابد من تخطيط يتشارك فيه المجالس المحلية و جميع فئات المجتمع و منظمات المجتمع المدني
و قال: نؤكد على أهمية التخطيط التشاركي في وضع التخطيط الحضري للمدن تنفيذا لتوجيهات رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي محمد المشاط الذي يحرص دائما على تشكل لجان على مستوى المحافظات من أجل تشارك الجميع في التخطيط وأخرى في الدوائر الحكومية و يؤكد دائما على أن التخطيط القومي يجب أن يبدأ من المديرية و القرية و طلب الأخ الرئيس من المحافظين تشكل تلك اللجان مع المختصين.
و لفت إلى أن إعداد الأدلة و المخططات هو إطار عام تقوم به الهيئة العامة للأراضي و ذلك في تحديد المناطق الصناعة و الزراعية و التاريخية و التنموية و الاستثمارية و السكنية و السياحية .
وأشار نائب رئيس الوزراء إلى أن التخطيط العمراني بوابة للنهوض الاستثماري العمراني ذات الأهداف التنموي و الاستثماري و تتحدد من خلاله ملامح المستقبل و تجسيد الشراكة وفق الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة .
من جهته قال القاضي مجاهد عبدالعزيز العنسي رئيس الهيئة العامة للأراضي و المساحة و التخطيط العمراني أن المشروع الوطني الأول الذي تنفذه الهيئة و برعاية فخامة رئيس الجمهورية يعد الفريد من نوعه في اليمن و على مستوى الدول العربية خاصة و أن ثقافة الحفاظ على التخطيط العمراني و أهميته تكاد تكون منعدمة في بلادنا رغم الإدراك المسبق أن تبعات التخطيط العمراني لابد أن تلحق أثاره بالمجتمع سلبا و إيجابا .
و أشار رئيس هيئة الأراضي إلى أن قيادة الهيئة استمدت عزيمتها و استرشدت في تنفيذ المشروع من توجيهات السيد القائد و توجيهاته بضرورة التخطيط العمراني السليم و الراقي و تقديم الخدمات لجميع المواطنين و التجمعات السكانية و الحد من الهجرة من الأرياف إلى المدن و كذا الحفاظ على الأراضي الزراعية.
مؤكدا بأن فخامة رئيس الجمهورية وجه بسرعة التخطيط العمراني و تنفيذ هذا المشروع لأهميته للمواطنيين .
و أوضح القاضي العنسي أن الهيئة قامت بإعداد و تدريب ٣١٣ مهندسا معماريا و فنيا على أرقى مستوى من أبناء الهيئة و خريجي الجامعات و أكاديميين حيث أطلقنا عليهم اسم الجيش المعد لمعركة بناء اليمن يمن ثورة ٢١ سبتمبر و بأيادي يمنية خالصة و بمشاركة المجتمع المحلي.
و أضاف: لا يمكن أن ينجح التخطيط العمراني إلا إذا ألتحم المجتمع مع الدولة في تخطيط مناطقهم و قراهم و أحياهم و تحديد أماكن الخدمات العامة من شوارع و مدارس و غيرها و التي تعود بالنفع للمواطنيين ، كون الدولة جاءت لتخدم المواطن و تشاركه لتلبية احتياجاته من المشاريع و الخدمات.
و أكد القاضي العنسي أن الهيئة تعمل حاليا على تطوير قدرات الوحدات الإدارية في مجال التخطيط التشاركي المحلي لتصبح المجالس المحلية أكثر قدرة على تمثيل احتياجات مجتمعاتها و متطلباتها و تمكين الوحدات الإدارية من إدارة مهامها المتعلقة بالتخطيط التشاركي المحلي .
و في كلمة نيابة عن المجتمع المدني و الذي ألقاها الدكتور عبدالرحمن العلفي أكد فيها أن التخطيط التشاركي سوف يؤسس إلى علاقة قوية بين المجتمع و الدولة و هي خطوة مهمة فنية وحضرية و برنامج عملي ديناميكي نحو التنمية و التطور و التقدم للوطن ، ويهدف إلى النمو العمراني الرأسي و الأفقي .
و أشاد الدكتور العلفي بالمشروع الذي سيكون بدايته من مديرية بني الحارث التي تعد بستان أمانة العاصمة و بالرغم من أنها كذلك فقد طالها الظلم و الحرمان بسبب غياب التخطيط العمراني و المشاريع الخدمية عن هذه المديرية الحاضنة و بوابة أمانة العاصمة.
مشيرا إلى أن مديرية بني الحارث لا يمكن لها أن تحقق أي تطور يذكر لطالما و هي بعيدة عن المشاريع و المخططات العمرانية ، و لا يمكن لها أن تحقق إندماجا و انسجاما مع أمانة العاصمة في ظل غياب تلك الخدمات الأساسية للحياة.
و طالب الدكتور عبدالرحمن العلفي سرعة استكمال التخطيط العمراني التشاركي لمديرية بني الحارث كونها تعاني من مشاكل كثيرة أهمها مقلب القمامة و محطة معالجة الصرف الصحي و التي تتطلب إعادة النظر في التخطيط ، و أن أبناء المديرية على استعداد كامل للتعاون في تنفيذ هذا المشروع الوطني في إطار الرؤية الوطنية و تنفيذا لتوجيهات قيادة الدولة في تنفيذ هذه المشاريع و تحقيق النجاح المطلوب .
وكان الدكتور علي الصرفي قد قدم عرضا شاملا حول مشروع التخطيط العمراني التشاركي و أهدافه في بناء المجتمعات و إنشاء مدن حضرية و تخطيط المديريات بطرق حديثة ، كما استعرض من خلال فلم وثائقي المرحلة الأولى للمشروع تجمع بين الريف و الحضر و تنهي العشوائيات ، بالإضافة إلى عرض للمجسمات و التقسيمات للمدن الحديثة و التخطيط العمراني للمدن اليمنية و المجمعات الصناعية و السكنية و السياحية في عددا من المحافظات.
هذا و قد باشرت الفرق الهندسية و الفنية بمعية رئيس الهيئة القاضي مجاهد العنسي بالنزول الميداني لمديرية بني الحارث للبدء في تنفيذ المشروع و الإطلاع على النقاط الأولية ، حيث ألتقى الفريق الهندسي برئيس المجلس المحلي لمديرية بني الحارث حمد راكان الشريف و استمعوا منه لشرح كامل عن احتياجات المديرية و المجتمع المحلي لتصحيح العشوائيات و العبث في البناء في إطار المديرية، و طالبوا المجتمون الإلتقاء بالمجتمع المحلي و ممثلي المجلس المحلي لوضع الخطوط العريضة للمشاريع و الخدمات العامة المطلوبة للمديرية و يتضمنها التخطيط العمراني التشاركي المستقبلي للمديرية.
تصوير/ عادل حويس