بقلم/عبدالحليم سيف
هذا العنوان ليس من اختياري، وليس لي يد في صناعته ، فهو من تصميم أحبابنا المغتربين اليمنيين في السعودية ، في وصف هدف اللاعب الواعد محسن قراوي الذي جاء من ضربة مَقَصِية خلفية او ما يعرف ب “الدَّبَل كِيِك ” حين تلقى كرة طويلة، في منطقة جزاء الخصم فلعبها “على الطاير” بطريقة إحترافية و ثقة عالية “ليهز شبك مرمى المنتخب السعودي ، بأجمل الأهداف الكروية، معلق رياضي على أحداث المباراة وصفه بهدف تاريخي ورشحه لنيل جائزة “بوشكاش العالمية.. “..، وغرد شاب سعودي :” الهدف اليمني يساوي القيمة السوقية للاعبينا..والمنتخب اليمني ظلم بالتعادل “.
لذلك لا غرابة أن يحظى ذاك “الدَّبَل كِيِك “بإعجاب الجمهور اليمني ، خلده بصور متنوعة، البعض وضعه كأيقونة للمجموعات الوتسية وحوائط الفيسبوك، وهناك من نقشه على خلفية رأسه …وهكذا.
وليس من مهمة هذا المقال رصد مظاهر الاحتفاء اليمني بهدف قرواي ونتيجة المباراة ، وإنما اقتصر على رد فعل الإعلاميين والمواطنين السعوديين للإجابة على السؤال الاستفهامي للعنوان وهو..
كيف الدَّبَل ..؟!
من بين مجموعة من مقاطع فيديو ، تداولها ناشطون علي منصات التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين ..سوف أعرض لنماذج منها..هنا يستخلص المشاهد لها مدى صدمة الإعلاميين السعوديين ..، حين تراءى لهم كما لو أن المنتخب اليمني أحبط ما كانوا قد أعدوه من تعليقات وردية، لوصف أداء” الأخضر المترف والمدلل” بطل آسيا، والذي له سجلات كبيرة في المحافل الدولية.(!!).
ففي لحظة واحدة تغير كل شيء ، فقد اختلطت تعليقات المحللين بالمرارة والسخرية والإحباط ..برغم أن النتيجة انتهت بالتعادل..، وحتى لا نتوه معا، ندخل في صلب الموضوع بقليل من التفاصيل المكثفة.
البداية ..من إطلالة إعلامي سعودي عبر شاشة التلفزة ، بملامح متجهمة، وكأن سقف الاستيديو قد انقلب على رأسه أو يكاد ..، يسبق حديثه بتنهيدة آآآآه.. وهو يقدم برنامجه ” الدوري مع وليد” بوصف الحالة السعودية على هذا النحو :” كانت البارحة ( الثلاثاء) حالتنا حالة…أحبابنا اليمنيين المقيمين في البلاد سكونا طقطقة طقطقة ..أينما تذهب.. إلى البوفية.. أو المطعم..تدخل محل البنشر..تروح تغير زيت .. تتفق مع مقاول لترتيب احتياجاتك …إلا ويسألونك..كيف الدَّبَل.” ؟!
كنت أعتقد – والحديث لمقدم البرنامج -” أن السؤال يتعلق بعبد الله الدبل رحمه الله ..أو خالد الدبل رئيس نادي الشباب…وطلع الدَّبَل، هدف المنتخب اليمني الذي جاء بطريقة مَقَصِية رائعة ….حقيقة الفريق اليمني قدم مباراة كبيرة ويستحق اليمنيون الاحتفال، مع أن المباراة انتهت بالتعادل…لكن هدف الدَّبَل كِيِك سوى فينا الكثير، لهذا كيف الدَّبَل؟
ابدأ الحلقة “..كذا نطقها المذيع مصحوبة بابتسامة فيها ما فيها من المرارة..هردلك!
وهذا واحد من الإجابة .
وعلى نفس المنوال ..وفي ذات البرنامج..يظهر اثنان من الإعلاميين الرياضيين السعوديين بدت ملامحهما ..كما لو كانا يعلقان على كارثة حلت بالمملكة..أو حدث جلل هز البلاد وعكر مزاج العباد، لا تقديم قراءة موضوعية لوقائع المباراة كما جرت دون رتوش أو تمييع واستخفاف بالآخر ..، .. ها هو أحدهم يخاطب زميله…:” مؤلم هذا الذي حدث..شوف الصراع الفردي بين اللاعب اليمني واللاعب السعودي..تجد اليمني يهاجم ولا يخشى الالتحام لا يرفع رجله من على الكرة في حين اللاعب السعودي يرفع رجله.. ويخاف الالتحام…”
فيقاطعه صاحبه: ” الحُلبة.. الحُلبة لها دور …” يقولها بسخرية..وتهكم..ليرد عليه زميله : ” طيب ما نعطيهم حُلبة (يقصد للاعبين السعوديين ..).
وأنت تسمع حديثاً من هذه الشاكلة، لا يمكنك الا أن تضحك بمليء شدقيك…ولن أزيد.
وهذا واحد من الإجابة.
ما علينا خليه يطحس بالحُلبة..مع ور ور…لنذهب إلى لقطة ثالثة..وعاشرة..هذه المرة من أحد الشوارع .. تصطاد الكاميرا الخاصة (…) المشهد التالي : سعودي يقف بسيارته الفارهة عند كافتيريا لصاحبها شاب يمني ..ناداه السعودي :” يا حبيبي واحد أحلى شكشوكة عدني ..”، يقترب الشاب اليمني مبتسما من موقف السيارة..ليسأل الزبون السعودي بعفوية :” شفت الدَّبَل كِيِك حق أمس ..” جاء رد السعودي منكسرا ..”خلاص كنسل الطلب ما بدي شكشوكة”.. ثم غلق زجاج سيارته ملوحا بيده للشاب اليمني ومتمتما:” والله الدَّبَل كِيِك اليمني عمل بنا عمايل…”.!!
وهي الإجابة كلها.