الإثنين , أبريل 29 2024
الرئيسية / أخبار / الانقلاب العسكري في السودان هل يُعطل التطبيع مع إسرائيل؟

الانقلاب العسكري في السودان هل يُعطل التطبيع مع إسرائيل؟

اليمن الحر الاخباري/ متابعات
تعيش إسرائيل حالة من القلق والترقب نتيجة الانقلاب العسكري “الغامض والمثير للجدل” التي شهدته السودان أمس الإثنين، وأطاح بالحكومة المدنية وبرموز كبيرة من المسئولين والقادة السودانيين اللذين باركوا في السابق إقامة علاقات رسمية مع دولة الاحتلال وفتحوا باب التطبيع على مصرعيه.
هذا الملف الحساس بات مصيره مجهولاً كباقي الملفات الأخرى، وحتى هذه اللحظة لم تخرج أي تصريحات أو تحركات من قبل السودان، تؤكد المضي قدمًا نحو التطبيع والالتزام بالموعد الرسمي للإعلان عن العلاقات بين الخرطوم وتل أبيب، أو حتى التراجع عن هذه الخطوة.
القلق على “ضياع جهد التطبيع الذي استمر التجهيز له لشهور طويلة” لم يتوقف عند إسرائيل فقط، بل شاركتها فيه الإدارة الأمريكية، حين صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، بانه “بسبب الانقلاب العسكري في السودان، سيكون من الضروري إعادة النظر في التطبيع بين الخرطوم وإسرائيل، والذي تم توقيعه العام الماضي بموجب الاتفاقيات الإبراهيمية”.
وعلى ضوء هذا التوتر تتجه الولايات المتحدة إلى تأجيل مراسم توقيع اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والسودان، بسبب الانقلاب العسكري، حيث كان من المفروض أن تستضيف واشنطن في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، المراسم لتوقيع الاتفاق الذي سيعلن رسميا عن انضمام الخرطوم إلى اتفاقيات “أبراهام”.
وتوقعت وسائل إعلام إسرائيلية أن تكون للأحداث الأخيرة في السودان حيث أطاح الجيش بالحكومة المدنية أمس الاثنين، تداعيات سلبية على مستقبل عملية التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب.
ويقدر الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الانقلاب العسكري في السودان حدث في وقت غير مريح من حيث التطبيع بين الخرطوم إسرائيل، إذ سجل البلدان مؤخرا توطيدا في العلاقات بينهما، وعقدا محادثات بشأن عقد حفل توقيع اتفاق التطبيع في واشنطن، والذي سيؤكد رسميا انضمام السودان إلى اتفاقيات “أبراهام”.
ووفقا للموقع، عرض الأميركيون عقد مراسم التوقيع قبل نحو أسبوعين خلال زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، لواشنطن، لكن الجانب الإسرائيلي اعتقد أن التوقيت غير صحيح في ظل تقارير عن توترات بين الجيش والحكومة في السودان.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن الخلافات ما بين رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك، يمكن أن تؤجل تطبيع العلاقات بين تل أبيب والخرطوم.
وينظر البعض في إسرائيل إلى البرهان، الذي يريد علاقات مع إسرائيل، بل إنه حاول الترويج لمراسم توقيع رسمية في واشنطن، “العقلاني المسؤول”، في السودان، مقارنة برئيس الوزراء حمدوك، الذي لا يسعى كما ورد لتعزيز استمرار العلاقات بين البلدين.
وذكرت هيئة الإذاعة الإسرائيلية “كان” أن عدة مشاورات أجريت في إسرائيل بشأن الانقلاب في السودان، وحسب مصادر مطلعة، فإنه من المرجح أن تؤدي الخطوات الأخيرة في السودان إلى تأجيل انضمام السودان الرسمي إلى الاتفاقيات الإبراهيمية.
وصرح دبلوماسي سوداني كبير اليوم لـ”كان” بأن رئيس الحكومة السودانية المعزول، عبد الله حمدوك، أراد التوقيع على الاتفاق مع إسرائيل وكان يستعد في الفترة الأخيرة للسفر إلى واشنطن للتوقيع على اتفاق السلام.
وأضاف الدبلوماسي السوداني أن التطبيع مع إسرائيل سيستمر أيضا بعد الانقلاب، الذي من غير المتوقع أن يؤثر فيه بشكل كبير، لأن رجال الجيش مؤيدون للتطبيع.
لكن الدبلوماسي السوداني الكبير المحسوب على معسكر حمدوك أشار إلى أن الانقلاب قد يؤدي إلى إضعاف التأييد الشعبي للتطبيع، وحذر من أنه على المدى البعيد، مجرد حقيقة أن الجيش لوحده دون قوى مدنية مؤيد للتطبيع مع إسرائيل، سيؤدي إلى المساس بالتأييد الجماهيري للتطبيع، وذلك بسبب المعارضة الكبيرة في الشارع السوداني للانقلاب.
من جانبه، اعتبر موقع “واينت” الإسرائيلي أن الانقلاب في السودان قد تكون له عواقب وخيمة على علاقات الدولة الإفريقية مع إسرائيل وعملية التطبيع بينهما.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2020، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس (السابق) دونالد ترامب وقّع مرسوما برفع اسم السودان من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، وأن الخرطوم وتل أبيب اتفقتا -بوساطة أميركية- على تطبيع العلاقات.
ومؤخرا، التقى وزير القضاء السوداني ناصر الدين عبد الباري عددا من وزراء الحكومة الإسرائيلية الذين كانوا في زيارة رسمية إلى الإمارات، كما قام وفد أمني سوداني بزيارة سرية إلى تل أبيب. وفي المقابل توجه وفد أمني إسرائيلي إلى الخرطوم.
ووصف بيان مشترك، أميركي سوداني إسرائيلي، اتفاق التطبيع بين الخرطوم وتل أبيب بالتاريخي، واعتبره شهادة على النهج الجريء للقادة الأربعة (ترامب، البرهان، رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو).
وأثار قرار تطبيع العلاقات مع إسرائيل ردود فعل متباينة بالسودان، حيث اعتبره البعض حدثا تاريخيا سيجلب للبلاد الاستقرار والرخاء، في حين رأى فيه آخرون “ضعفا وهوانا، وانسلاخا من ثوابت السودان وتاريخه في نصرة الشعب الفلسطيني”.
بدورها اعتبرت حركة “حماس”، أن تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل “خطيئة سياسية تضر بشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة”.
وقال حازم قاسم، الناطق باسم الحركة، إن “التطبيع بين السودان والاحتلال، يضر بالمصالح الوطنية للسودان والمصالح القومية للأمة العربية”.
وأضاف: “التطبيع لا يخدم إلا المشروع الصهيوني وسياسته التوسعية في المنطقة، ويستفيد منها (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب في انتخابات الرئاسة و(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو في صراعه الداخلي”.

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

التصعيد يدفع ثمنه الفلسطينيون

  بقلم/ فيصل مكرم: لا ترغب الولايات المتحدة الأمريكية ولا تريد تصعيدًا في منطقة الشرق …