الأحد , مايو 19 2024
الرئيسية / أخبار / (حرب اليمن العبثية) لا تزال تلاحق قرداحي

(حرب اليمن العبثية) لا تزال تلاحق قرداحي

اليمن الحر الاخباري/ متابعات
لا يبدو أن وزير الإعلام اللبناني السّابق الإعلامي جورج قرداحي بصدد التراجع عن مواقفه بخُصوص بعض دول الخليج، والتي كانت قد أثارت أزمةً دبلوماسيّةً مع العربيّة السعوديّة تحديدًا، حين كان وصف الإعلامي الوزير حرب اليمن بالعبثيّة، فالرجل بدل أن يصمت “إيثارًا للسّلامة” وفق الأدبيّات الخليجيّة، عاد للمشهد ووجّه انتقاداته لهذه الدول علانيّةً، وخلال زيارته للعراق الذي يتّهمه المحور السنّي بأنه مُسيطر عليه من قبل محور إيران.
قرداحي بات يُثير التساؤلات في السّاعات الأخيرة، حين تعمّد فيما يبدو عدم الاكتفاء بالتصريحات الناقدة لدول الخليج، بل ذهب لتسجيل مواقف علنيّة، كان آخرها زيارة قام بها للعراق قبل أسبوعين عُنوانها المُشاركة في معرض بغداد للكتاب، واللافت فيها لقائه قيادات سياسيّة محسوبة على إيران، والفصائل المُسلّحة، واستقبلوه بالأحضان منهم هادي العامري، نوري المالكي، وغيرهم، فبدا الرجل للبعض كأنّما بدأ يلعب دورًا سياسيّاً أكبر من حصره بمهنته أو منصبه السابق كوزير إعلام، قد يجعله رئيساً مُحتملاً لبلاده أو هكذا يتوقّع مُحبّوه.
هذه الزيارة كان لها وقعها ليس فقط في الأوساط الخليجيّة التي اعتبرت أنه صافح قتلة العراقيين، بل علّق عليها الدبلوماسي الأمريكي السابق ألبيرتو ميغيل فيرنانديز، واتّهم قرداحي بأنه عميلٌ لحزب الله، لا يُخفي قرداحي مواقفه الداعمة للمُقاومة بكُل حال، ودعمته الأخيرة في ظل أزمته مع السعوديّة، ولم تطلب منه الاعتذار، أو الاستقالة، حتى اختارها بنفسه تقديماً للصّالح العام كما قال.
وخلال زيارته ذاتها للعراق، اتّهم قرداحي بصراحةٍ دول الخليج بعدم تقديم مُساعدات لبلاده في أزماتها، وجاءت تلك التصريحات التي أغضبت الخليجيين وبدت مدروسة ومُتعمّدة من قرداحي على شاشة قناة عراقيّة، واللافت أنه صرّح بها قبل أسبوعين خلال زيارته للعراق، ويتفاعل معها خليجيّون بغضب الآن إلى جانب لقاء قرداحي قيادات عراقيّة سياسيّة مُوالية لطهران.
وقال قرداحي: “إخواننا الخليجيون يقولون نحن سنترك لبنان، لقد تركوا لبنان منذ زمن”، وصعّد قرداحي من مواقفه الناقدة، التي اعتبرها البعض اصطفافاً خلف المحور الإيراني بواقع مُساعدة طهران لبنان في أزمة المحروقات حيث قال: “لبنان في كل أزماته التي مر بها لم يعطه أحد قطرة مياه، نحن نمر بأزمات منذ عشر سنوات من المحروقات مثل البنزين والمازوت والأزمات المالية، ولم ينظر إلينا أحد”.
وتابع قرداحي مُوجّهاً سهام نقده لدول الخليج دون مُواربة: “لم يرسل لنا أحد صهريج بنزين أو مازوت كي يشعر الناس بالدفء حتى لحلفائهم”، وأشار في تلك المقابلة إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي كانت “تتحين الفرصة” للخروج من لبنان وقد أتتها عبر تصريحاته.
وتعرّض قرداحي لهجمة وحملة خليجيّة على خلفيّة تصريحاته، وخاصّةً من السعوديين، الذين اعتبروه قد عضّ اليد التي مُدّت له وحوّلته لأحد مشاهير العالم العربي إعلاميّاً، فيما دعا صحافيّون خليجيّون إلى عدم الالتفات لتصريحات قرداحي بتاتاً، فهو يُريد كما وصفوه ركوب بالتريند، والعودة للمشهد الإعلامي، وطُموحاته السياسيّة.
في المُقابل وجد آخرون أن قرداحي بقي ثابتاً على موقفه، وبدا أكثر ارتياحاً لكونه لم يعد يمثّل حكومته كوزير إعلام، رغم أن تصريحاته حول حرب اليمن جاءت خلال برنامج منصّاتي قبل أن يُصبح وزيرًا للإعلام، وأشاد نشطاء بأن قرداحي لم يُقدّم اعتذاره، فما قاله حقيقة واضحة وضوح الشمس، وحرب اليمن عبثيّة لأنها حتى لم تُعيد الشرعيّة للعاصمة صنعاء، وجرى إقالة الرئيس اليمني هادي، وعزله، واستبداله بالمجلس الانتقالي الرئاسي بأمرٍ من الرياض، إلى جانب أنه يزور العراق بصفته الشخصيّة، ولا يُمثّل لبنان، ويحق له لقاء من يُريد، كما أن جلوسه مع القيادات المحسوبة على إيران لا تُسيء له، بقدر وقاحة آخرين بجلسون مع مسؤولين من دولة الاحتلال الإسرائيلي، ويُفاخرون بتطبيعهم.
وأعاد بعض النشطاء مسألة تحميل جميل الأموال التي قبضها كما قالوا قرداحي من السعوديين لعمله في قناة (MBC)، ولكن أكّد آخرون أنه نالها مُقابل عمله، وحرفيّته، ولم يأخذها منيّةً من أحد، هذا عدا عن الكاريزما التي يملكها على الشاشة وهي التي صنعت منه نجماً، فكثيرون ظهروا على شاشات وقنوات الخليج، ولم يذكرهم أحد، وهو اليوم قد يُصبح نجماً سياسيّاً.
وأعلن صحفيّون وإعلاميّون تضامنهم مع الإعلامي جورج قرداحي في ظل الحملة الخليجيّة التي تطاله، وذكّر سعوديون قرداحي بأن حجم المُساعدات التي قدّمتها السعوديّة للبنان تصل للمليارات.
وكان قرداحي الجدير ذكره طوال مسيرته المهنيّة يتجنّب الخوض بالسياسة، ويختار البرامج الاجتماعيّة، والمُسابقات، لكن يبدو أنه بدأ يُغيّر مساره، وينخرط أكثر بمجال السياسة، ويختار جانب المُقاومة، فدول الخليج، والسعوديين تحديدًا، لم يشفعوا له هذا الحياد، والتهموه إعلاميّاً وهاجموه، لمُجرّد أنه يرى بأن مصلحة الجميع بأن تنتهي تلك الحرب في اليمن، وفيما يبدو أن الخليج، قد خسروا حياده السياسي للأبد، مع ضرورة عدم إغفال شعبيّته وحُضوره في العالم العربي، فدولة مثل السعوديّة ومثلها دول خليجيّة، كانت قد قطعت علاقاتها مع لبنان، وسحبت سفراءها، والسبب قرداحي.
نقلا عن راي اليوم

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

وزير الداخلية يفتتح مركز المعلومات بمصلحة التاهيل ومعرض منتجات نزلاء الاصلاحيات

  اليمن الحر الاخباري/ معين حنش افتتح وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال اللواء عبدالكريم …