الجمعة , مارس 29 2024
الرئيسية / اراء / صناديق القاعدة وصناديق أمريكا

صناديق القاعدة وصناديق أمريكا

حسن الوريث
أعلنت أمريكا قبل أيام تصفية أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة وقبلها كانت قامت بقتل اسامة بن لادن وبينهما الكثير من عناصر هذا التنظيم الإرهابي وايضا عناصر تنظيم داعش وفي بياناتها تؤكد الإدارة الأمريكية أنها قتلت هؤلاء لانهم من المطلوبين للمخابرات الأمريكية كأخطر عناصر التنظيم الإرهابية وهذا الوصف يطلق على كل من تقوم أمريكا بتصفيته بهذه الطريقة .
امريكا تقوم بهذه الأعمال دوماً ليس من أجل أن من تقتلهم إرهابيين يهددون مصالح أمريكا كما يشاع لكنها تقتلهم لتخفي حقائق خطيرة لا تريدها أن تظهر أو يعرفها الناس أي أن هذا القتل يصدر الحكم به من قيادة المخابرات المركزية الأمريكية لأسباب تتعلق بالأمن المعلوماتي الأمريكي فهذه العناصر التي يتم تصفيتها تمتلك معلومات مهمة حول كل العمليات الأمريكية القذرة التي تنفذها بالتعاون مع التنظيمات الإرهابية التي هي في الأصل صناعة أمريكية بامتياز صنعتها لتحقيق أهدافها ومراميها في المنطقة والعالم لأنها وبعد دراسات معمقة وبالاستفادة من دروس وتجارب بريطانيا التي كانت تحكم العالم استنتجت أن تخريب الإسلام يكون من داخله أسهل بكثير لذلك فقد أكملت أمريكا الطريق الذي بدأته سلفتها بريطانيا وواصلت إنشاء المزيد من الجماعات الإسلامية المتطرفة والمتشددة ودعمتها لتستخدمها كما هو الحاصل الآن في تدمير الإسلام وتفكيك البلدان الإسلامية والعربية .
وبالتأكيد فإن هذه الجماعات لها رؤوس هي التي يتم التعامل معها وعبرها أما بقية العناصر الأخرى فهم مغرر بهم يتم تجنيدهم بطرق ووسائل مختلفة ومن هنا فإن هذه الرؤوس هي التي تمتلك المعلومات ويكون التواصل عن طريقها وهي بمثابة الصناديق السوداء كتلك التي توجد في الطائرات والتي تقوم بتخزين المعلومات عن كافة العمليات التي جرت وتجري حتى لحظة سقوط الطائرة وبالتالي فهو أهم جزء في الطائرة كما أن هؤلاء هم أهم أجزاء التنظيمات الإرهابية وفي حالة وقوع هذا العنصر في أيدي جهة معادية تكون الكارثة لأن تلك الجهة تستطيع معرفة كل التفاصيل كما حدث في بعض الأوقات حين سقطت بعض تلك الرؤوس وأدلت بمعلومات خطيرة وهامة كشفت عن الكثير من الغموض الذي يلف تلك التنظيمات ومن يقف وراءها دعماً وتمويلاً  لذلك فليس من مصلحة أمريكا بقاء مثل هؤلاء الناس على قيد الحياة لفترات طويلة وبالتالي فإنها تقوم غالباً بالتخلص منهم بأي طريقة كما حصل مع الظواهري وبن لادن وغيرهما رغم أنها كانت قادرة على الإبقاء على حياتهم ومحاكمتهم لكنهم كانوا سيفضحونها فتم التخلص منهم بناء على قرار صادر من المخابرات المركزية التي تدير كل تلك الجماعات وعملياتها في مختلف البلدان.
وبالتاكيد ان القائمة ستبقى مفتوحة فهؤلاء بمثابة الصناديق السوداء في التنظيمات الإرهابية التي تشكل خطراً في حالة وقوعها أو الخروج عن الطاعة الأمريكية وبالتالي فأمريكا تدفن هذه الصناديق  في صناديق خشبية حتى تبقى الأسرار مدفونة وهذه هي صناديق أمريكا وتلك صناديق القاعدة التي يتم التخلص منها بشتى الطرق والوسائل وهذه هي لعبة صناديق  القاعدة وصناديق امريكا.

عن اليمن الحر

شاهد أيضاً

ماذا جنينا من السلام مع إسرائيل؟!

المهندس. سليم البطاينة! ذات يوم سُئل الشاعر الفلسطيني (محمود درويش) عن اتفاقيات السلام العربية الاسرائيلية …