السبت , يوليو 27 2024
الرئيسية / اراء / تجارة أمريكا السياسية مع العربّ!

تجارة أمريكا السياسية مع العربّ!

د. محمد المعموري*
لم يكن اهتمام شعب الولايات المتحدة الامريكية بالعرب وسياسات حكامه كما هو الحال الشعب العربي بسياسات الرئاسة الامريكية، كما لم تكن تشغلنا في الخمسينيات من القرن العشرين كشعب الى حرب الخليج الثانية عام ١٩٩١ الانتخابات الامريكية كشعب عربي بل ان فئات عديدة من الشعب العربي في تلك المرحلة لم تكن مهتمة باسم وانتماء رئيس الولايات المتحدة الامريكية، واعتقد ان هذا العدم الاهتمام من اغلبية الشعب العربي بالسياسة الامريكية آنذاك لم يكن بسبب ان الولايات الامريكية لم تتصدر زعامة العالم كقطب واحد كما هو الحال بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ” وتشظية” الي جمهوريات عدة ولكن عدم الاهتمام كان لأن العرب كانت لهم قيادات كبيرة تحجب عنهم اي تدخل امريكي في الساحة العربية وكانت تلك القيادات تنمو لتحارب اي مد امريكي او روسي بل تحجم تلك الردود، واكيد كانت دول عربية منطوية تحت رغبات الجانب الامريكي واخرى مع المعسكر الروسي ولكنها تخفي ذلك عن شعبها وتصدر خطابات ذات عناوين تختلف عن ما تخفيه.
أن عظمة القيادات القومية في الخمسينات من القرن المنصر وما تلاها جعلت من المد الفكري ونمو الثقافة العربي من كلا المعسكرين بعيدين عن اهتمام الشعب العربي، كونه التحم في مسار واحد نحو هدف واحد تنسجم مع مشاعر التيار العربي وتطلعاته القومية وهنا انا ابين فقط حالة الشعب العربي بغض النظر عن السياسات التي انتهجتها بعض الحكومات العربية من خلال انحيازها بشكل كامل لجانب دون اخر، وعلي اي حال فإنني اجد نفسي مرغما علي ان اجمع شتاتها فقط لأبين نقطة واحد مهمة جدا وهي ان الشعب العربي بدأ اهتمامه بالسياسة الامريكية وانقسامه في رغبته بان يكون الرئيس من الحزب الديمقراطي او الحزب الجمهوري بعد حرب الخليج عام ١٩٩١ وذلك نتيجة لادراك الشعب العربي بمقدار تاثير هذه السياسة بل تأثير حاكم امريكا علي سياسة بلده لان التقلبات السياسية في البلدان العربية منذ اكثر من ثلاث قرون ارتبطت بشكل كبير في شخصية المتسلط الامريكي كونه سيجعل من سياسة اكثر البلدان العربية في جانب الامان او انها ستكون سنين عجاف من المجافات بل التصريحات والتلميحات لامة العرب.
جميعنا يعلم ان للولايات المتحدة الامريكية حزبان حاكمان منذ الخمسينات من القرن التاسع عشر وليومنا هذا وهذان الحزبان هما من يتنافسان في حكَم امريكا، وهذا لا يعني لا توجد احزاب ولكن “الديمقراطية” الامريكية تمنع تقوية احزاب اخرى ليتمكن هذان الحزبان من تقاسم السلطة في دولتهما كل اربع سنين او تزيد ضعفها في احيان كثيرة، وهنا الطامة الكبرى والتي تبرز في التحولات السياسية للسياسة العربية وتناقضاتها مع كل اربع سنين او مازدا عليها كون الحزبين المشهورين (الديمقراظي والجمهوري) تقاسما الحب والعداء للدول العربية فمن الممكن ان تنعم السياسة العربية في ظل الحاكم من الحزب الجَهوري وقد تخمد تلك الرحمات في ظل الحاكم الامريكي من الحزب الديمقراطي وعلي هذا الحال تصعد وتنزل الولاءات لامريكا وتحدد مساراتها، فتصبح تجارة امريكا السياسية للدول العربية (مرهونة) بحب حزب وكره الاخر للعرب واعتقد ان كلا الحزبين لم يكن لهما الرغبة في حب العرب ومن هنا ونتيجة تناقضات السياسات العربية التي خلقتها الفوضى الامريكية في تحيد مسارات دعمها او تخليها عن السياسة العربية سببت ارباك في الشارع العربي وهذا ما لمسناه جلياً في الانتخابات الاخيرة لعام ٢٠٢٠ حيث كان اهتمام واسع من قبل الشعب العربي بل وانقسامه في اختيار الرئيس الامريكي واصبح الكثير من العرب يؤيدون الحزب الديمقراطي واغلبهم يؤيد الحزب الجمهوري واصبح الاعلام العربي متيقظ ويحسب الخطى لفوز احدهما بل انحيازه وتبريره لفوز الاخر، وكأننا ننتخب رئيسا ” للولايات العربية المتحدة”.
وسؤالي هنا لماذا اصبح العرب يهتمون كل هذا الاهتمام بالسياسة الامريكية ومتابعة تنصيب رئيسها بهذا الشكل المخيف، ولماذا كان اغلب الشعب العربي حتى لا يعرف من رئيس امريكا… واي تجارة سياسية نشارك بها امريكا وماهي ثمارها فقد اوهمونا قديما بان سياسة امريكا مع سياسة الصهاينة في تحجيم الدور العربي، واليوم ايها السادة اصبحت دولة الصهاينة في مأمن بعد ان جعل اغلب العرب رماحهم تتجه نحو صدورنا وتأخت تلك السياسات مع من كنا ولازلنا نحن “المغلوب على امرنا” نعتبره عدونا.. اية تجارة تلك التي تصدرها امريكا لبلاد العرب ؟؟؟
(سؤال هل يعتقد من تتبع كلماتي اننا عاجزين عن الاجابة عليه. انها تجارة…. والله المستعان .)
*كاتب وباحث عراقي

عن اليمن الحر الاخباري

شاهد أيضاً

يوم عرف العالم حقيقة الكيان!

  د. أماني سعد ياسين* ما شعرت بالأمل يوماً كهذا اليوم! نعم، ما شعرتُ بالأمل …